على بعد 40 كيلو متراً شمال القاهرة... السرقة بالإكراه نهاراً وبيع المخدرات على نواصي الشوارع ليلاً
«الجعافرة» و«كوم السمن» و«أبو الغيط»... مثلث الرعب والجريمة
«عرب شركس» مأوى للبلطجية وتجار المخدرات (خاص «الراي»)
«أبو الغيط»... أشهر قرى المخدرات في مصر (خاص «الراي»)
مكان لتجميع السيارات المسروقة في قرية «كوم السمن» (خاص «الراي»)
«الجعافرة» وكر البلطجية وسرقة السيارات (خاص «الراي»)
• من أبرز الضحايا عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمود بدر
• مخازن للمتفجرات والسيارات المسروقة... ومأوى للإرهابيين وتجار السلاح والمخدرات
• وزير الداخلية قاد «عمليات التطهير»... والأهالي يتهمون «الشرطة» بالتستر على المجرمين
• مخازن للمتفجرات والسيارات المسروقة... ومأوى للإرهابيين وتجار السلاح والمخدرات
• وزير الداخلية قاد «عمليات التطهير»... والأهالي يتهمون «الشرطة» بالتستر على المجرمين
لم يتوقع أحد أن تضم محافظة القليوبية، الواقعة شمال العاصمة المصرية وثالث محافظات إقليم «القاهرة الكبرى» بجانب القاهرة والجيزة، أخطر مثلث رعب أمني على مستوى مصر، بسبب قربها من الأكمنة الشرطية والأماكن الحيوية في مصر، لكن المحافظة باتت أخيراً امبراطورية للشر والعنف وتجارة السلاح، ومصنعاً للبلطجية وأولاد الليل وملوك المزاج و«أسطوات» الكيف وأرباب السوابق وتجار المخدرات، على الرغم من أنها تبعد عن شمال القاهرة نحو 40 كيلو متراً.
«الراي» دخلت أخطر مثلث للرعب في شمال القاهرة متمثلاً في قرى «الجعافرة» – «كوم السمن» – «أبوالغيط». تتبع البلدتان الأولى والثانية مركز شبين القناطر، بينما تتبع الثالثة مركز القناطر الخيرية، والتي وضعتها الحكومة أخيراً على الخريطة السياحية لإنعاش السياحة الداخلية.
ومن هنا، قاد وزير الداخلية المصري أخيراً، واحدة من الحملات الأمنية القوية، التي داهمت هذه البؤرة، وأوقعت عتاة الجريمة وأباطرة المخدرات.
ارتبط اسم شبين القناطر في عالم البلطجة ومعتادي الإجرام بعدد من الحوداث الشهيرة لعدد من السياسيين والمسؤولين.
والوقائع كثيرة كان منها السطو المسلح العام الماضي 2013 على مؤسس حركة تمرد وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور محمود بدر، وكسر وسرقة السيارة التي كان يستقلها وبداخلها متعلقاته وأوراق اللجنة.
وأيضاً السطو المسلح على سيارة تابعة لجريدة الأهرام والاعتداء على نائب رئيس تحرير الأهرام أحمد البري وسرقة سيارته وأمواله وهاتفين محمولين.
وقبلهما كان حادث الاعتداء على المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح وسرقة سيارته على الطريق الدائري بالمحافظة.
واشتهر مركز القناطر الخيرية بأنه يأوي منفذي العمليات الإرهابية، حيث تم ضبط مخزن متفجرات في «عرب شركس»، وقبلها بأيام مقتل ضابط شرطة في أحد الميادين الرئيسة بها، إضافة إلى الاعتداء على أكمنة الشرطة المدنية والشرطة العسكرية، وأخيراً حادث مسطرد الذي أسفر عن مقتل 6 أفراد من الشرطة العسكرية.
القاطنون في هذه المناطق، قالوا لـ «الراي»، إنها مدرسة الإجرام وقبلة المدمنين، مهاويس تجارة الآثار ومافيا «العربيات» المسروقة، مأوى الخارجين على القانون والهاربين من الأحكام، هنا الانفلات الأمني في أزهى عصره وأوضح صوره، عصابات منظمة وبلطجة وسرقة سيارات تحت تهديد الأسلحة وحوادث سرقة بالإكراه، خطف وقتل في منتصف الليل وفي عز النهار وفي الصباح الباكر أمام أعين الجميع.
في منطقة «الجعافرة» السرقة بالإكراه والسطو المسلح حدث يومي، عصابات مدججة بالأسلحة الآلية، تنصب أكمنة في الطرق من خلال بعض المطبات الصناعية لسرقة السيارات والاعتداء على أصحابها، إما بالضرب أو القتل، وتصادفك حكايات غريبة في الجعافرة، تظهر حجم الجرائم التي يرتكبها البلطجية.
وعندما تدخل قرية «كوم السمن» تشعر أن الهواء الذي تتنفسه يختلف كثيراً عن الهواء خارج القرية بأمتار قليلة، وتجد شباب القرية واقفين على النواصي والطرقات، وفي أيديهم لفافات تتطاير منها روائح مخدر البانغو والحشيش، دون أي رادع.
و«كوم السمن» واحدة من القرى التي حفرت اسمها على خريطة العنف والبلطجة وتجارة المخدرات بالقليوبية تحت سمع وبصر رجال الداخلية، كما يقول الأهالي، فتاريخها يحمل سجلا أسود مليئا بالدماء لأن أبناءها لم يقصروا نشاطهم على تصدير الكيف لباقي قرى ومدن المحافظة، وإنما امتد ليشمل تصنيع السلاح، والإتجار فيه حتى أصبحت القرية أشبه ما يكون بالثكنة العسكرية.
وفق سجلات الأمن لا يمر يوم من الأيام إلا ويدب الرعب والخوف في القرية والقرى المجاورة لها، بسبب عمليات القتل العمد التي يقترفها أبناء القرية ضد بعضهم، فلا لسان يتكلم قبل حديث السلاح، لدرجة أن معظم منازل القرية فقدت أحد أبنائها بالقتل إما أثناء مشاجرات عادية أو عند الخلاف حول تقسيم أموال التجارة الحرام.
وينضم إلى القريتين في شبين القناطر قرية «الأشيش»، أهم معاقل أباطرة المخدارت على مدار نصف قرن، وتقع على مساحة كبيرة تحيط بها حدائق الفواكه الكثيفة وتمثل حصنا منيعا وسياجا محكما، يعوق دخول الشرطة إليها، فتبدو كما لو كانت دولة داخل الدولة.
الأهالي، قالوا لـ «الراي»، إنه لا وجود هنا للحكومة المصرية، وقد شهدت تلك المنطقة مواجهات شرسة مع قوات الأمن خلال الأعوام القليلة الماضية، سقط فيها العشرات من رجال الشرطة، كما أن مشهد العثور على جثث مضروبة بالنار في وسط الزراعات وحدائق الموالح، يبدو أمراً عادياً في المكان، وهناك عشرات الحكايات التي تروى صباحاً ومساء عن حواداث القتل لأسباب تافهة.
اشتهرت «الأشيش» بتجارة المخدرات، وغالبية سكانها يحملون أسلحة من دون ترخيص لحماية التجارة التي توارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، وأصبحت العصب الرئيس لاقتصاد المكان.
كل أنواع المخدرات تباع على نواصي الطرق، يأتي المدمنون من القاهرة، ومنهم مشاهير وأغنياء وأبناء مسؤولين سابقين، يدخلون الحدائق الكثيفة يحصلون على جرعاتهم ويرحلون في أمان.
وبسرعة البرق احتلت مدينة شبين القناطر المركز الأول على مستوى الجمهورية لتجميع وتخزين السيارات المسروقة.
أما أبوالغيط و«ضواحيها» التابعة لمركز القناطر الخيرية، فهي مأوى لتجار المخدرات والحشيش وسارقي السيارات، حيث يباع الحشيش علناً في الشوارع، فضلاً عن أن عصابات سرقة السيارات انتشرت في مركز القناطر الخيرية وحتى بنها «عاصمة القليوبية»، لدرجة أن من تسرق منه سيارة في القناطر الخيرية يقولون له إن عليه أن يذهب فوراً إلى أبوالغيط بصحبة بعض من لديهم علاقات لتبدأ عملية التفاوض.
والتقت «الراي» ببعض أهالي «شبين القناطر» والقرى المجاورة للجعافرة وكوم السمن وأبوالغيط، حيث رفض البعض ذكر أسمائهم.
فقال أ.ح - محام من قرية «طحانوب» شبين القناطر، إن رجال العصابات يسيطرون على الطرق الخارجة من شبين القناطر والمتجهة للقاهرة، وطريق مصر- الإسماعيلية الزراعي حتى الآن بلا رادع.
ويرى إبراهيم.ع قرية «كفر سندوة» مركز شبين القناطر، أن استمرار الانفلات الأمني في المحافظة يعود في الأساس إلى أن هناك قيادات في الداخلية تتستر على هؤلاء المجرمين، ولا أستبعد أنهم يقتسمون الأرباح سويا، مضيفا أن كمائن الشرطة تتزايد مع كل حادثة تقع لأحد المشاهير والمسؤولين على هذا الطريق.
وقال مدرس اللغة الإنكليزية في معهد أبوالغيط الأزهري «خ.ع» إن الشباب من أبوالغيط يطاردونه يومياً أثناء الذهاب والعودة إلى المعهد ليبيعون له الحشيش، ويقولون له «يا باشا... مش عايز تتكيف».
وقال أحمد محمد علي من قرية «السيد محمد»، إنه فوجئ عند وصوله إلى مزلقان القناطر الخيرية بسيارته صباح أحد أيام الشهر الماضي، بخمسة ملثمين يحملون أسلحة آلية ورشاشات يهددونه بالقتل أو ترك السيارة، فاضطر إلى ترك السيارة، وأخذوا ما معه من أموال وهاتفه المحمول.
ومن قرى مركز القناطر التي أصبحت مرتعاً للبلطجية بجوار «أبوالغيط» مباشرة، قرى «عرب شركس» و«شلقان» و«الخرقانية» و«الحادثة»، وقد شهدت الأولى «عرب شركس» أخيراً ضبط مخزن متفجرات وداهمته قوات الجيش، حيث أسفر عن استشهاد عميد وعقيد، كما تشهد القرى الأخري بالإضافة إلى الطريق الواصل من الحادثة ومروراً بالقناطر الخيرية وحتى عاصمة القليوبية «بنها» عمليات سرقة بالإكراه في وضح النهار دون رقابة.
الأهالي، قالوا إن الطريق الواصل من القناطر وحتى العاصمة بنها، مليئاً بالبلطجية ويتم تثبيت المواطنين نهاراً وسرقة السيارات دون رقابة أو مقاومة، حيث سرقت سيارة شاب «25 عاماً»، قبل أيام، الساعة التاسعة صباحاً على الطريق تحت تهديد السلاح وأمام أعين الجميع ولم يستطع أحد أن يتكلم، وغيرها من السرقات التي تحدث يومياً على الطريق الممتد بين الزراعات.
وقال الخبير الأمني اللواء محمد الخباري، إن تفشي أعمال البلطجة في هذه القرى، سببه الغياب الأمني طوال السنوات الماضية عن هذه المناطق، فبعد ثورة يناير وانهيار النظام السابق، وجد البلطجية ملاذهم ومتاعهم من خلال ترويع المواطنين في الوقت الذي غابت فيه الشرطة، كما أن انتشار الأوكار والمنازل التي أصبح يتم ضبطها في القري وآخرها عرب شركس بالقليوبية، دليل على أن عناصر إرهابية تسللوا وقت الثورة عبر الحدود، واستوطنوا في عدد من المناطق، وانتقلوا من خلالها إلى قرى الجمهورية المعروفة بعدم التشديد الأمني فيها، ليختبئوا فيها ويمارسوا العمليات الإرهابية والتفجيرات من خلالها.
وقد أثنى الخباري، في تصريحات لـ «الراي» على مجهودات وزارة الداخلية، واصفا مداهمة «عرب شركس» بالخطوة الاستباقية التي أحبطت عددا من العمليات التفجيرية التي كان مخططا لها أن تضر البلاد وتقودها إلى الهاوية، داعيا وزارة الداخلية بضبط باقي العناصر المطلوبة، حتى يتحقق الأمان لدى الموطن المصري.
«الراي» دخلت أخطر مثلث للرعب في شمال القاهرة متمثلاً في قرى «الجعافرة» – «كوم السمن» – «أبوالغيط». تتبع البلدتان الأولى والثانية مركز شبين القناطر، بينما تتبع الثالثة مركز القناطر الخيرية، والتي وضعتها الحكومة أخيراً على الخريطة السياحية لإنعاش السياحة الداخلية.
ومن هنا، قاد وزير الداخلية المصري أخيراً، واحدة من الحملات الأمنية القوية، التي داهمت هذه البؤرة، وأوقعت عتاة الجريمة وأباطرة المخدرات.
ارتبط اسم شبين القناطر في عالم البلطجة ومعتادي الإجرام بعدد من الحوداث الشهيرة لعدد من السياسيين والمسؤولين.
والوقائع كثيرة كان منها السطو المسلح العام الماضي 2013 على مؤسس حركة تمرد وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور محمود بدر، وكسر وسرقة السيارة التي كان يستقلها وبداخلها متعلقاته وأوراق اللجنة.
وأيضاً السطو المسلح على سيارة تابعة لجريدة الأهرام والاعتداء على نائب رئيس تحرير الأهرام أحمد البري وسرقة سيارته وأمواله وهاتفين محمولين.
وقبلهما كان حادث الاعتداء على المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح وسرقة سيارته على الطريق الدائري بالمحافظة.
واشتهر مركز القناطر الخيرية بأنه يأوي منفذي العمليات الإرهابية، حيث تم ضبط مخزن متفجرات في «عرب شركس»، وقبلها بأيام مقتل ضابط شرطة في أحد الميادين الرئيسة بها، إضافة إلى الاعتداء على أكمنة الشرطة المدنية والشرطة العسكرية، وأخيراً حادث مسطرد الذي أسفر عن مقتل 6 أفراد من الشرطة العسكرية.
القاطنون في هذه المناطق، قالوا لـ «الراي»، إنها مدرسة الإجرام وقبلة المدمنين، مهاويس تجارة الآثار ومافيا «العربيات» المسروقة، مأوى الخارجين على القانون والهاربين من الأحكام، هنا الانفلات الأمني في أزهى عصره وأوضح صوره، عصابات منظمة وبلطجة وسرقة سيارات تحت تهديد الأسلحة وحوادث سرقة بالإكراه، خطف وقتل في منتصف الليل وفي عز النهار وفي الصباح الباكر أمام أعين الجميع.
في منطقة «الجعافرة» السرقة بالإكراه والسطو المسلح حدث يومي، عصابات مدججة بالأسلحة الآلية، تنصب أكمنة في الطرق من خلال بعض المطبات الصناعية لسرقة السيارات والاعتداء على أصحابها، إما بالضرب أو القتل، وتصادفك حكايات غريبة في الجعافرة، تظهر حجم الجرائم التي يرتكبها البلطجية.
وعندما تدخل قرية «كوم السمن» تشعر أن الهواء الذي تتنفسه يختلف كثيراً عن الهواء خارج القرية بأمتار قليلة، وتجد شباب القرية واقفين على النواصي والطرقات، وفي أيديهم لفافات تتطاير منها روائح مخدر البانغو والحشيش، دون أي رادع.
و«كوم السمن» واحدة من القرى التي حفرت اسمها على خريطة العنف والبلطجة وتجارة المخدرات بالقليوبية تحت سمع وبصر رجال الداخلية، كما يقول الأهالي، فتاريخها يحمل سجلا أسود مليئا بالدماء لأن أبناءها لم يقصروا نشاطهم على تصدير الكيف لباقي قرى ومدن المحافظة، وإنما امتد ليشمل تصنيع السلاح، والإتجار فيه حتى أصبحت القرية أشبه ما يكون بالثكنة العسكرية.
وفق سجلات الأمن لا يمر يوم من الأيام إلا ويدب الرعب والخوف في القرية والقرى المجاورة لها، بسبب عمليات القتل العمد التي يقترفها أبناء القرية ضد بعضهم، فلا لسان يتكلم قبل حديث السلاح، لدرجة أن معظم منازل القرية فقدت أحد أبنائها بالقتل إما أثناء مشاجرات عادية أو عند الخلاف حول تقسيم أموال التجارة الحرام.
وينضم إلى القريتين في شبين القناطر قرية «الأشيش»، أهم معاقل أباطرة المخدارت على مدار نصف قرن، وتقع على مساحة كبيرة تحيط بها حدائق الفواكه الكثيفة وتمثل حصنا منيعا وسياجا محكما، يعوق دخول الشرطة إليها، فتبدو كما لو كانت دولة داخل الدولة.
الأهالي، قالوا لـ «الراي»، إنه لا وجود هنا للحكومة المصرية، وقد شهدت تلك المنطقة مواجهات شرسة مع قوات الأمن خلال الأعوام القليلة الماضية، سقط فيها العشرات من رجال الشرطة، كما أن مشهد العثور على جثث مضروبة بالنار في وسط الزراعات وحدائق الموالح، يبدو أمراً عادياً في المكان، وهناك عشرات الحكايات التي تروى صباحاً ومساء عن حواداث القتل لأسباب تافهة.
اشتهرت «الأشيش» بتجارة المخدرات، وغالبية سكانها يحملون أسلحة من دون ترخيص لحماية التجارة التي توارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، وأصبحت العصب الرئيس لاقتصاد المكان.
كل أنواع المخدرات تباع على نواصي الطرق، يأتي المدمنون من القاهرة، ومنهم مشاهير وأغنياء وأبناء مسؤولين سابقين، يدخلون الحدائق الكثيفة يحصلون على جرعاتهم ويرحلون في أمان.
وبسرعة البرق احتلت مدينة شبين القناطر المركز الأول على مستوى الجمهورية لتجميع وتخزين السيارات المسروقة.
أما أبوالغيط و«ضواحيها» التابعة لمركز القناطر الخيرية، فهي مأوى لتجار المخدرات والحشيش وسارقي السيارات، حيث يباع الحشيش علناً في الشوارع، فضلاً عن أن عصابات سرقة السيارات انتشرت في مركز القناطر الخيرية وحتى بنها «عاصمة القليوبية»، لدرجة أن من تسرق منه سيارة في القناطر الخيرية يقولون له إن عليه أن يذهب فوراً إلى أبوالغيط بصحبة بعض من لديهم علاقات لتبدأ عملية التفاوض.
والتقت «الراي» ببعض أهالي «شبين القناطر» والقرى المجاورة للجعافرة وكوم السمن وأبوالغيط، حيث رفض البعض ذكر أسمائهم.
فقال أ.ح - محام من قرية «طحانوب» شبين القناطر، إن رجال العصابات يسيطرون على الطرق الخارجة من شبين القناطر والمتجهة للقاهرة، وطريق مصر- الإسماعيلية الزراعي حتى الآن بلا رادع.
ويرى إبراهيم.ع قرية «كفر سندوة» مركز شبين القناطر، أن استمرار الانفلات الأمني في المحافظة يعود في الأساس إلى أن هناك قيادات في الداخلية تتستر على هؤلاء المجرمين، ولا أستبعد أنهم يقتسمون الأرباح سويا، مضيفا أن كمائن الشرطة تتزايد مع كل حادثة تقع لأحد المشاهير والمسؤولين على هذا الطريق.
وقال مدرس اللغة الإنكليزية في معهد أبوالغيط الأزهري «خ.ع» إن الشباب من أبوالغيط يطاردونه يومياً أثناء الذهاب والعودة إلى المعهد ليبيعون له الحشيش، ويقولون له «يا باشا... مش عايز تتكيف».
وقال أحمد محمد علي من قرية «السيد محمد»، إنه فوجئ عند وصوله إلى مزلقان القناطر الخيرية بسيارته صباح أحد أيام الشهر الماضي، بخمسة ملثمين يحملون أسلحة آلية ورشاشات يهددونه بالقتل أو ترك السيارة، فاضطر إلى ترك السيارة، وأخذوا ما معه من أموال وهاتفه المحمول.
ومن قرى مركز القناطر التي أصبحت مرتعاً للبلطجية بجوار «أبوالغيط» مباشرة، قرى «عرب شركس» و«شلقان» و«الخرقانية» و«الحادثة»، وقد شهدت الأولى «عرب شركس» أخيراً ضبط مخزن متفجرات وداهمته قوات الجيش، حيث أسفر عن استشهاد عميد وعقيد، كما تشهد القرى الأخري بالإضافة إلى الطريق الواصل من الحادثة ومروراً بالقناطر الخيرية وحتى عاصمة القليوبية «بنها» عمليات سرقة بالإكراه في وضح النهار دون رقابة.
الأهالي، قالوا إن الطريق الواصل من القناطر وحتى العاصمة بنها، مليئاً بالبلطجية ويتم تثبيت المواطنين نهاراً وسرقة السيارات دون رقابة أو مقاومة، حيث سرقت سيارة شاب «25 عاماً»، قبل أيام، الساعة التاسعة صباحاً على الطريق تحت تهديد السلاح وأمام أعين الجميع ولم يستطع أحد أن يتكلم، وغيرها من السرقات التي تحدث يومياً على الطريق الممتد بين الزراعات.
وقال الخبير الأمني اللواء محمد الخباري، إن تفشي أعمال البلطجة في هذه القرى، سببه الغياب الأمني طوال السنوات الماضية عن هذه المناطق، فبعد ثورة يناير وانهيار النظام السابق، وجد البلطجية ملاذهم ومتاعهم من خلال ترويع المواطنين في الوقت الذي غابت فيه الشرطة، كما أن انتشار الأوكار والمنازل التي أصبح يتم ضبطها في القري وآخرها عرب شركس بالقليوبية، دليل على أن عناصر إرهابية تسللوا وقت الثورة عبر الحدود، واستوطنوا في عدد من المناطق، وانتقلوا من خلالها إلى قرى الجمهورية المعروفة بعدم التشديد الأمني فيها، ليختبئوا فيها ويمارسوا العمليات الإرهابية والتفجيرات من خلالها.
وقد أثنى الخباري، في تصريحات لـ «الراي» على مجهودات وزارة الداخلية، واصفا مداهمة «عرب شركس» بالخطوة الاستباقية التي أحبطت عددا من العمليات التفجيرية التي كان مخططا لها أن تضر البلاد وتقودها إلى الهاوية، داعيا وزارة الداخلية بضبط باقي العناصر المطلوبة، حتى يتحقق الأمان لدى الموطن المصري.