لبنان «المتشائم» يسلّم بانسداد الأفق الرئاسي
الالعاب النارية تضيء سماء منطقة جونية خلال افتتاح المهرجان الثانوي للمدينة ( أ ف ب)
يسير لبنان فوق حبل «أزماته المشدود» على الايقاع «التراجعي» خطوة الى الأمام، خطوتان الى الوراء. فلا الحركة الداخلية توحي بقرب كسر المأزق السياسي - الدستوري المتمثل بـ «خطف» عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ اكثر من شهر وجعلها ورقة في مهب الرياح الاقليمية، ولا الحراك الخارجي المتصاعد يؤشر الى امكان ابرام تفاهمات اقليمية - دولية في لحظة الانهيارات الكبرى في المنطقة، تتيح للبنان ان ينجو من الفراغ الرئاسي وتبعاته الخطرة.
فرغم ان «العدسات» منهمكة على مدار الساعة اللبنانية في تعقب «العواجل الامنية» ذات الصلة بـ «الصندوق الاسود» لتفجيرات ومخططات قفزت فجأة الى الصدارة منذ 20 يونيو الجاري، فان «الأنظار السياسية» تطارد بدورها حصيلة التحركات الديبلوماسية التي يشهدها الداخل اللبناني كما اللقاءات البارزة جرت في باريس ومحورها رئيس اكبر كتلة برلمانية، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي التقى قبل ايام وزيريْ الخارجية الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس، اضافة الى لقاءات مع شخصيات لبنانية في العاصمة الفرنسية.
ومَن يدقق في «مزاج» بيروت هذه الايام يجدها مصابة بـ «تشاؤم» كبير رغم مظاهر الفرح التي تصرّ عليها من خلال مهرجانات تبدو معها وكأنها ترقص مثل «الطير الجريح»، فـ «قلبها» على الواقع الأمني الذي يشهد سباقاً بين «الحرب الوقائية» التي تشنّها الاجهزة الامنية وبين عودة لبنان ساحة لضربات الخلايا الارهابية، فيما «عيْنها» على المأزق الرئاسي الذي يدور منذ شهر وخمسة ايام في حلقة مفرغة من التعطيل والتداعيات التي يمكن ان يتركها «الاستسلام» للفراغ والتسليم بربطه بالأفق الاقليمي «اللاهب».
وتضجّ كواليس الاندية السياسية بقلق كبير وسط شبه إجماع على ان ما من شيء في «آخر النفق» يشي بان ملء الفراغ الرئاسي سيتمّ في المدى المنظور او ان الحكومة التي ورثت صلاحيات الرئيس ستكون طليقة في ادارة شؤون البلاد في مرحلة بالغة الأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية رغم تفاهمها على آلية لاتخاذ القرارات فيها «بالتوافق».
ويمكن اختصار «عوارض» التشاؤم التي تصيب لبنان بالآتي:
• ان المجتمع الدولي كما عبّر كيري وفابيوس خلال لقائهما الحريري او كما نقل سفراء الدول الكبرى في بيروت يشدد على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ولكن دون ان يحمل «خريطة طريق» لكيفية حصول ذلك وللالتفاف على عودة العلاقات الايرانية - السعودية الى «حقل الألغام» انطلاقاً من افتراقهما في العراق.
وحسب مطّلعين يكاد عنوان الاستقرار وحفظه وحماية لبنان من امتداد النيران السورية اليه كما من تداعيات المشهد العراقي ان يكون الاولوية الدوليّة في مقاربة الوضع اللبناني. واذا كان الاستحقاق الرئاسي يُعتبر احدى الركائر في تثبيت الاستقرار، فإن اوساطاً في «14 آذار» اعربت لـ «الراي» عن عدم اطمئنانها لما ستحمله المرحلة المقبلة باعتبار ان «الاستقرار في لبنان يقاربه المجتمع الدولي بمعزل عن عنصر مشاركة (حزب الله) بالقتال في سورية، كما ان (الإرادة الدولية بالاستقرار) امتُحنت في العراق وجاءت النتيجة مخيّبة بالكامل». علماً ان تقارير في بيروت تحدثت عن اجتماع لفريقيْ عمل الخارجيتين الفرنسية والاميركية عقد في باريس وتداول الملف اللبناني بعد النشاط الذي قام به كيري وفابيوس في هذا الاتجاه.
وفي حين تتجه الأنظار الى ما كشفه النائب ناجي غاريوس عن مبادرة تتصل بالاستحقاق الرئاسي وربما بعناوين أخرى يعتزم زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون طرحها في المؤتمر الصحافي الذي ينوي عقده غدا، فإن الاشارات تزايدت الى برودة على خط العلاقة بين عون والرئيس الحريري وحوارهما حول رغبة زعيم «التيار الحر» بالسير فيه مرشحاً توافقياً للرئاسة ولاسيما منذ ان ردّ زعيم «المستقبل» على مقايضة عون أمن الحريري بانتخابه رئيساً معلناً ان «ما قاله عون لم يكن في محلّه وهذا الكلام لا يقال لا لسعد الحريري ولا لسواه».
ولم يُعرف اذا كان عون سلّم بانه لن يحصل على دعم الحريري بمعزل عن موافقة مسيحيي «14 آذار» وتالياً قرر الانتقال الى مقاربة اخرى للاستحقاق الرئاسي ولا سيما بعدما نجح زعيم «المستقبل» في إدارة هذا الملف على قاعدة رفض انه يكون هو مَن يقطع الطريق الرئاسية على عون نيابةً عن حلفاء الأخير في «8 آذار» وعن النائب جنبلاط بل اختار وتحت عنوان «عدم اللعب في الملعب الماروني» دعم حليفه المرشح المسيحي الابرز في «14 آذار» اي سمير جعجع وفتْح الباب لخصمه (خصم الحريري) المسيحي العماد عون مع إبداء استعداده للسير باي اسم يتفق عليه المسيحيون.
ونتيجة أداء الحريري كما مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» باقتراح التفاهم مع عون على مرشحين آخرين يتم انتخاب احدهما في البرلمان صار عون في واجهة تعطيل الانتخابات الرئاسية وهذا ما يجعل العديد من سفراء الدول الكبرى يزورونه من «هذا الباب»، علماً انه استقبل اول من امس المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في مستهل تحرك سيتولاه الأخير بعد الاجتماع الذي كان انعقد بكركي قبل أيام بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشارك فيه ايضاً سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحضور السفير البابوي وتقرر خلاله اطلاق تحرك من أجل حض الأفرقاء اللبنانيين على تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فرغم ان «العدسات» منهمكة على مدار الساعة اللبنانية في تعقب «العواجل الامنية» ذات الصلة بـ «الصندوق الاسود» لتفجيرات ومخططات قفزت فجأة الى الصدارة منذ 20 يونيو الجاري، فان «الأنظار السياسية» تطارد بدورها حصيلة التحركات الديبلوماسية التي يشهدها الداخل اللبناني كما اللقاءات البارزة جرت في باريس ومحورها رئيس اكبر كتلة برلمانية، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي التقى قبل ايام وزيريْ الخارجية الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس، اضافة الى لقاءات مع شخصيات لبنانية في العاصمة الفرنسية.
ومَن يدقق في «مزاج» بيروت هذه الايام يجدها مصابة بـ «تشاؤم» كبير رغم مظاهر الفرح التي تصرّ عليها من خلال مهرجانات تبدو معها وكأنها ترقص مثل «الطير الجريح»، فـ «قلبها» على الواقع الأمني الذي يشهد سباقاً بين «الحرب الوقائية» التي تشنّها الاجهزة الامنية وبين عودة لبنان ساحة لضربات الخلايا الارهابية، فيما «عيْنها» على المأزق الرئاسي الذي يدور منذ شهر وخمسة ايام في حلقة مفرغة من التعطيل والتداعيات التي يمكن ان يتركها «الاستسلام» للفراغ والتسليم بربطه بالأفق الاقليمي «اللاهب».
وتضجّ كواليس الاندية السياسية بقلق كبير وسط شبه إجماع على ان ما من شيء في «آخر النفق» يشي بان ملء الفراغ الرئاسي سيتمّ في المدى المنظور او ان الحكومة التي ورثت صلاحيات الرئيس ستكون طليقة في ادارة شؤون البلاد في مرحلة بالغة الأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية رغم تفاهمها على آلية لاتخاذ القرارات فيها «بالتوافق».
ويمكن اختصار «عوارض» التشاؤم التي تصيب لبنان بالآتي:
• ان المجتمع الدولي كما عبّر كيري وفابيوس خلال لقائهما الحريري او كما نقل سفراء الدول الكبرى في بيروت يشدد على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ولكن دون ان يحمل «خريطة طريق» لكيفية حصول ذلك وللالتفاف على عودة العلاقات الايرانية - السعودية الى «حقل الألغام» انطلاقاً من افتراقهما في العراق.
وحسب مطّلعين يكاد عنوان الاستقرار وحفظه وحماية لبنان من امتداد النيران السورية اليه كما من تداعيات المشهد العراقي ان يكون الاولوية الدوليّة في مقاربة الوضع اللبناني. واذا كان الاستحقاق الرئاسي يُعتبر احدى الركائر في تثبيت الاستقرار، فإن اوساطاً في «14 آذار» اعربت لـ «الراي» عن عدم اطمئنانها لما ستحمله المرحلة المقبلة باعتبار ان «الاستقرار في لبنان يقاربه المجتمع الدولي بمعزل عن عنصر مشاركة (حزب الله) بالقتال في سورية، كما ان (الإرادة الدولية بالاستقرار) امتُحنت في العراق وجاءت النتيجة مخيّبة بالكامل». علماً ان تقارير في بيروت تحدثت عن اجتماع لفريقيْ عمل الخارجيتين الفرنسية والاميركية عقد في باريس وتداول الملف اللبناني بعد النشاط الذي قام به كيري وفابيوس في هذا الاتجاه.
وفي حين تتجه الأنظار الى ما كشفه النائب ناجي غاريوس عن مبادرة تتصل بالاستحقاق الرئاسي وربما بعناوين أخرى يعتزم زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون طرحها في المؤتمر الصحافي الذي ينوي عقده غدا، فإن الاشارات تزايدت الى برودة على خط العلاقة بين عون والرئيس الحريري وحوارهما حول رغبة زعيم «التيار الحر» بالسير فيه مرشحاً توافقياً للرئاسة ولاسيما منذ ان ردّ زعيم «المستقبل» على مقايضة عون أمن الحريري بانتخابه رئيساً معلناً ان «ما قاله عون لم يكن في محلّه وهذا الكلام لا يقال لا لسعد الحريري ولا لسواه».
ولم يُعرف اذا كان عون سلّم بانه لن يحصل على دعم الحريري بمعزل عن موافقة مسيحيي «14 آذار» وتالياً قرر الانتقال الى مقاربة اخرى للاستحقاق الرئاسي ولا سيما بعدما نجح زعيم «المستقبل» في إدارة هذا الملف على قاعدة رفض انه يكون هو مَن يقطع الطريق الرئاسية على عون نيابةً عن حلفاء الأخير في «8 آذار» وعن النائب جنبلاط بل اختار وتحت عنوان «عدم اللعب في الملعب الماروني» دعم حليفه المرشح المسيحي الابرز في «14 آذار» اي سمير جعجع وفتْح الباب لخصمه (خصم الحريري) المسيحي العماد عون مع إبداء استعداده للسير باي اسم يتفق عليه المسيحيون.
ونتيجة أداء الحريري كما مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» باقتراح التفاهم مع عون على مرشحين آخرين يتم انتخاب احدهما في البرلمان صار عون في واجهة تعطيل الانتخابات الرئاسية وهذا ما يجعل العديد من سفراء الدول الكبرى يزورونه من «هذا الباب»، علماً انه استقبل اول من امس المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في مستهل تحرك سيتولاه الأخير بعد الاجتماع الذي كان انعقد بكركي قبل أيام بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشارك فيه ايضاً سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحضور السفير البابوي وتقرر خلاله اطلاق تحرك من أجل حض الأفرقاء اللبنانيين على تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.