No Script

الكويت في كأس العالم... نقطة وسابقة وتشريف

تصغير
تكبير
تعتبر الكويت اول دولة عربية اسيوية تشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. كان ذلك في مونديال اسبانيا العام 1982.

وكانت المنتخب الكويتي فشل مرتين في اجتياز التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات المونديال عامي 74 و78، لكن المحاولة الثالثة جاءت ثابتة وناجحة.

ضم «الأزرق» في عصره الذهبي كوكبة من اللاعبين المميزين وعلى رأسهم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل ومحبوب جمعة واحمد الطرابلسي وعبد الله البلوشي وعبدالعزيز العنبري ومحمد كرم ومؤيد الحداد وعبدالله معيوف ويوسف سويد ووليد الجاسم.

وكان تأهل الفريق الى مونديال 82 صعبا وشاقا حيث بدأ مشواره في الدور الاول من التصفيات الاسيوية ضمن المجموعة الثالثة الى جانب كوريا الجنوبية وتايلند وماليزيا وايران، واعتذرت الاخيرة عن عدم المشاركة بسبب الحرب مع العراق في تلك الفترة.

واقيمت التصفيات في الكويت من 21 ابريل الى 5 مايو 1981، وفاز الفريق المضيف في مبارياته الثلاث على تايلند 6 - صفر وماليزيا 4 - صفر وكوريا الجنوبية 2 - صفر وتأهل الى الدور الثاني الى جانب السعودية والصين ونيوزيلندا.

وانتزع «الازرق» البطاقة الوحيدة عن قارة اسيا بفوزه على نيوزيلندا 2-1 ذهابا في اوكلاند وتعادله معها 2-2 ايابا في الكويت، ثم خسر امام الصين صفر - 3 ذهابا في بكين قبل ان يفوز عليها 1 - صفر ايابا، وتغلب على السعودية 1 - صفر ذهابا في الرياض وجدد فوزه عليها ايابا 2 - صفر في الكويت.

وبعد عام 82، فشلت الكويت في بلوغ كأس العالم مجدداً.

سنقوم اليوم بجولة تعيدنا بالذاكرة الى مشاركة منتخب الكويت في كأس العالم في اسبانيا.

المباراة الاولى جمعت الفريق بقيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا بتشيكوسلوفاكيا ضمن منافسات المجموعة الرابعة التي ضمت ايضا انكلترا وفرنسا، على ملعب بلد الوليد في 17 يونيو 1982 امام 10 الاف متفرج بقيادة الحكم الغاني بنيامين دوومو.

ضمت صفوف الكويت كلا من احمد الطرابلسي- نعيم سعد ومحبوب جمعة وليد الجاسم وعبدالله معيوف وعبدالله البلوشي وسعد الحوطي وعبد العزيز العنبري وفتحي كميل وفيصل الدخيل وجاسم يعقوب.

كان ذاك اليوم تاريخيا للكرة الكويتية فقد شهد خوضها اول مباراة في تاريخ كأس العالم.

دخل الدخيل التاريخ ايضا بتسجيله اول هدف بلاده الاول في هذا المحفل العالمي وكان رائعا بعد ان تلقى الكرة من منتصف الملعب وتقدم بها ثم سددها قوية عجز الحارس التشيكوسلوفاكي عن التصدي لها. وجاء الهدف في الدقيقة 58.

وكانت تشيكوسلوفاكيا تقدمت بهدف من ركلة جزاء غير واضحة احتسبها الحكم الغاني كوابينا دوما انبرى لها انتونين بنينكا بنجاح واضعا الكرة في مرمى الطرابلسي في الدقيقة 21.

عموما، يمكن القول ان «الازرق» اهدر فوزا كان في متناوله وسنحت له فرص سهلة في الشوط الثاني ابرزها عندما تلقى كميل الكرة في المنطقة قبل ان يسقط على الارض وهو في مواجهة المرمى (70)، كما انفرد جاسم يعقوب واطلق كرة قوية انقذها الحارس التشيكي ببراعة (85).

المباراة الثانية، جمعت الكويت بفرنسا على الملعب نفسه في 21 يونيو امام 25 الف متفرج وبقيادة الحكم السوفياتي ميروسلاف ستوبار.

ضمت تشكيلة «الازرق» احمد الطرابلسي- نعيم سعد وعبد الله معيوف ومحبوب جمعة ووليد الجاسم (حمود فليطح الشمري) وعبدالله البلوشي وسعد الحوطي وفتحي كميل وعبد العزيز العنبري وفيصل الدخيل وجاسم يعقوب.

لقي الفريق خسارة قاسية امام نظيره الفرنسي 1-4، فتوقف رصيده عند نقطة واحدة من مباراتين.

وسجل اهداف فرنسا برنار جانجيني (31 من ركلة جزاء) وميشال بلاتيني (43) وديدسيه سيس (48) والان جيريس (87)، اما هدف الكويت الوحيد فسجله عبدالله البلوشي في الدقيقة 75 من تسديدة صاروخية بعد ان تلقى الكرة من عبد العزيز العنبري.

لعب منتخب الكويت بخطة دفاعية بحتة لاغلاق منطقته امام منافسه القوي ولم يبادر الى الهجوم الا في ما ندر، ما افسح المجال امام المنتخب الفرنسي بالضغط على منطقته وتشكيل خطورة على مرماه.

وبعد اللقاء صرح باريرا: «كانت المباراة حاسمة للمنتخب الفرنسي الذي يضم تشكيلة من تسعة مهاجمين على الاقل. كانت خطتنا تتمثل في محاولة احتوائهم في الشوط الاول لكن بلاتيني هو الذي احبط خطتنا».

وشهدت المباراة حادثة هي الابرز في تاريخ كأس العالم منذ انطلاقها العام 1930.

فقد تمكن الراحل الشيخ فهد الاحمد رئيس الاتحاد الكويتي من الغاء اول هدف في النهائيات بعد ان نزل الى ارض الملعب.

وكان لتدخله التاريخي أثرٌ في قرار الحكم ستوبار بإلغاء هدف سجله جيريس بعد ان تشاور مع الحكم المساعد الذي اكد عدم صحته وشرح اسباب توقف لاعبي الكويت عن اللعب.

فخلال سير المباراة، انطلقت صافرة من المدرجات ادت الى ارتباك مدافعي «الازرق» وتوقفهم عن اللعب فيما واصل المنتخب الفرنسي وسجل هدفا فاحتج عليه لاعبو الكويت وتوقفت المباراة ما ادى الى نزول الشيخ فهد الاحمد الى ارضية، وتحدث مع الحكم فتراجع الاخير عن قراره والغى الهدف مسجلا سابقة فريدة في تاريخ كأس العالم.

استؤنفت المباراة بعد توقفها لمدة سبع دقائق ودخل مدرب منتخب فرنسا ميشال هيدالغو في نقاش مع رجال الشرطة.

ونفى الاحمد في تصريح له ان يكون طلب من اللاعبين الانسحاب من الملعب وقال: «طلبت من اللاعبين البقاء في ارض الملعب وكنت اشير بيدي لهم بهذا المعنى».

من ناحيته قال بايرا: «لم يكن اللاعبون يريدون ترك الملعب بل فقط التحدث مع حامل الراية بعد ان سمعوا صافرة وتوقفوا بسببها عن اللعب قبل ان يسجل جيريس الهدف. الامر كان مجرد سوء تفاهم».

وفرض الاتحاد الدولي غرامة مالية على الكويت قدرها 11.800 دولار وثبت فوز فرنسا 4-1 وقرر ايقاف الحكم وعدم اسناد اي مباراة له حتى نهاية مونديال اسبانيا ووجه انذارا الى الشيخ فهد الاحمد.

المباراة الثالثة الاخيرة للكويت جمعته بإنكلترا في مدينة بلباو يوم 25 يونيو امام 30 الف متفرج بقيادة الحكم الكولومبي جيلبرتو اريستيزابال

مثل الكويت: احمد الطرابلسي- نعيم سعد ومبارك مرزوق وعبدالله معيوف ووليد الجاسم (حمود فليطح الشمري) وسعد الحوطي وعبدالله البلوشي ويوسف السويد وفتحي كميل وفيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري.

وودع منتخب الكويت كأس العالم بخسارة امام نظيره الانكليزي صفر-1.

كانت الخسارة الثانية فخرج «الازرق» بنقطة واحدة من المونديال.

سجل تريفور فرانسيس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 27 من كرة تسلمها من بول مارينر فتجاوز محيو جمعة واطلقها صاروخية في الزاوية اليمنى للحارس طرابلسي.

معلومة

بعد تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم في العام 1982 للمرة الأولى في تاريخهم، حصل كل لاعب كويتي على مكافأة قدرها نحو 100 ألف دولار اميركي، بالاضافة الى سيارة فخمة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي