جلسة الانتخاب السادسة لم «تنتخب» رئيساً والموعد الجديد في 18 الجاري
الحريري يواصل حواره «الجاد» مع عون محبطاً محاولة من «8 آذار» لتحميله تبعة رفضه
انضمّت الجلسة السادسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان الى سابقاتها اذ لم يكتمل نصاب انعقادها (86 نائباً) بفعل استمرار مقاطعتها من نواب تكتل العماد ميشال عون و«حزب الله» وحلفائه وربْط توفير الأكثرية اللازمة لها بالتوافق المسبق على اسم الرئيس الذي لا يزال عون يتعاطى معه حتى الآن على قاعدة «انا او لا انتخابات» فيما فريق 8 آذار «يختبىء» خلفه بانتظار حلول لحظة «اللعب على المكشوف» عبر تفاهمات تُنتِج رئيس تسوية.
وعكست وقائع الـ «لا جلسة» التي لم يبلغ عدد الحاضرين فيها السبعين مراوحة الاستحقاق الرئاسي في المأزق الذي اتخذ بُعداً خطيراً منذ 25 مايو الفائت تاريخ بدء «دورة الفراغ» الذي يبقى الخروج من دوامته رهناً بدينامية داخلية غير ناضجة بعد او باختراقات جدية في العلاقات الايرانية - السعودية وهو الامر الذي يبدو بعيداً وإن حصل ليس محسوماً اذا كان لبنان سيكون على جدول أعماله وهو ما عبّر عنه صراحة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في اطلالته الاخيرة حين دعا الى عدم انتظار ما سيؤول اليه الحوار بين الرياض وطهران.
وفي غمرة هذه النظرة السودوية لمسار الاستحقاق الرئاسي، تكثر في الصالونات السياسية اللبنانية السيناريوات التي تترنّح بين عدم استبعاد استمرار الفراغ لسنة او اكثر وبين امكان كسر الحلقة المفرغة من خلال «ابتداع» حلّ لبناني او بانعكاسٍ تلقائي لأي تفاهم ايراني - سعودي على الواقع اللبناني عبر تكوين مناخ مساعِد لإنجاز الاستحقاق وإن من خارج توافق مباشر بين ايران والسعودية حول هذا الملف.
وتزخر هذه الصالونات هذه الأيام بمداولات حول الحوار المستمر بين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري والعماد عون والذي يبدو «القفل والمفتاح» في فتح الباب امام انتخاب رئيس جديد، وحول حقيقة موقف الحريري من السير بعون مرشحاً توافقياً وخلفيات عدم إبلاغه بعد جوابه النهائي في هذا الصدد.
ويقول عارفون بخفايا الحوار بين الحريري وعون لـ«الراي» ان زعيم «تيار المستقبل» اشتمّ محاولة من أطراف قيادية في 8 آذار ومن الوسطيين لوضعه في الواجهة لجهة قطع الطريق على ترشح عون ووصوله الى الرئاسة عبر ايهام الاخير بدعمه وحضّه على التواصل مع الحريري للحصول على موافقته وفي الوقت نفسه إمرار رسائل هاتفية الى زعيم «المستقبل» بعدم السير بزعيم «التيار الحر».
وبحسب هؤلاء العارفين، فان الحريري تفادى تلقُّف «كرة النار» وفتح حواراً جدياً ومجدياً مع عون، وفي قناعته ان مَن لا يريد وصول عون الى الرئاسة فليعلن ذلك صراحةً في اشارة الى رئيس البرلمان نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، عوض جعله اي الحريري كل مرة في مواجهة وجهاً لوجه مع عون.
وتبعاً لذلك يعتبر العارفون ان الحريري نجح في ردّ «الهدية المسمومة» الى أصحابها وهو ما أدركه هؤلاء الذين اعتبروا ان زعيم «المستقبل» أحبط مخططهم مما اضطرهم الى القيام بحملة دعائية للترويج لـ «المرشح القوي» اي العماد عون من دون خوض معركته بشكل فعلي.
ووفق العارفين أنفسهم فان الحريري لن يبلغ عون برفض السير به تاركاً هذه «المهمة» للرافضين «الحقيقيين» في 8 آذار والوسطيين ومتمسكاً بان يحصل زعيم «التيار الحر» على موافقة مسيحيي 14 آذار على السير به وعندها لن يكون ممانعاً اعتماده مرشحاً توافقياً.
واذ يقول هؤلاء ان كل طرف من 8 آذار لديه «مرشح مستور» لن يفرج عنه الا في لحظة المقايضات الجدية، فهم يعتبرون ان الخروج من حلقة المراوحة ممكن في اي لحظة بحال نجح فريق 14 آذار في إبرام صفقة مع عون على ان يكون ناخباً رئيسياً انطلاقاً من نقطتين رئيسيتين يتمسك زعيم «التيار الحر» بهما وهما تعيين احد اللصيقين به قائداً للجيش وضمان المستقبل السياسي لصهره وزير الخارجية جبران باسيل وتحديداً من خلال المقعد النيابي في البترون بما يؤمن استمرارية لـ «العونية السياسية».
وفي موازاة ذلك، برز ترقب لحركة تصاعُدية سيتولاها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتراوح بين رفع الصوت بنبرة غير مسبوقة وبين تلويح بعض التقارير بانه قد يعمد الى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لإنقاذ المسيحيين في مرحلة مصيرية، وهي التقارير التي لم يتسنّ التدقيق في جدّيتها من مصادر البطريركية.
وكانت الجلسة السادية للانتخابات الرئاسية التي مرت مرور الكرام طغى عليها ملف سلسلة الرتب والرواتب للعامين في القطاع العام والاساتذة الذي سيحضر اليوم في جلسة تشريعية ارتفعت بقوة حظوظ التئامها بعد موافقة نواب عون على حضورها واتجاه نواب 14 آذار الى الموافقة على عقدها لإمرار السلسلة التي فجّرت صراعاً حاداً بين وزارة التربية والاساتذة على خلفية رفض هؤلاء اجراء الامتحانات الرسمية قبل نيل حقوقهم وهو ما قابله الوزير الياس بو صعب باسدعاء اساتذة متعاقدين للقيام بالمهمة حرصاً على مستقبل نحو مئة الف طالب.
إرسلان يدعو لانتخاب الرئيس من الشعب
اعتبر رئيس «الحزب الديمقراطي» اللبناني النائب طلال إرسلان «أنّ أزمة انتخابات الرئاسة تشكل إهانة للبنان»، مشيراً إلى «أنّ السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن وجعل رئاسة الجمهورية موضع احترام لا ازدراء هو إجراء الانتخابات من الشعب مباشرة»، ومعرباً عن اعتقاده أن «انتخاب الرئيس في لبنان سيظل رهينة الغرب حتى الوصول إلى انتخابه من الشعب اللبناني».
ودعا ارسلان، وهو أحد أقطاب 8 آذار، اللبنانيين إلى «أن يأخذوا درساً من الظاهرة الانتخابية السورية»، لافتاً إلى أن «من المعيب أن يشارك الأشقاء السوريون على أرض لبنان في انتخاب رئيس سورية ولا يشارك اللبنانيون على أرض لبنان في انتخاب رئيس لبنان».
وعكست وقائع الـ «لا جلسة» التي لم يبلغ عدد الحاضرين فيها السبعين مراوحة الاستحقاق الرئاسي في المأزق الذي اتخذ بُعداً خطيراً منذ 25 مايو الفائت تاريخ بدء «دورة الفراغ» الذي يبقى الخروج من دوامته رهناً بدينامية داخلية غير ناضجة بعد او باختراقات جدية في العلاقات الايرانية - السعودية وهو الامر الذي يبدو بعيداً وإن حصل ليس محسوماً اذا كان لبنان سيكون على جدول أعماله وهو ما عبّر عنه صراحة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في اطلالته الاخيرة حين دعا الى عدم انتظار ما سيؤول اليه الحوار بين الرياض وطهران.
وفي غمرة هذه النظرة السودوية لمسار الاستحقاق الرئاسي، تكثر في الصالونات السياسية اللبنانية السيناريوات التي تترنّح بين عدم استبعاد استمرار الفراغ لسنة او اكثر وبين امكان كسر الحلقة المفرغة من خلال «ابتداع» حلّ لبناني او بانعكاسٍ تلقائي لأي تفاهم ايراني - سعودي على الواقع اللبناني عبر تكوين مناخ مساعِد لإنجاز الاستحقاق وإن من خارج توافق مباشر بين ايران والسعودية حول هذا الملف.
وتزخر هذه الصالونات هذه الأيام بمداولات حول الحوار المستمر بين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري والعماد عون والذي يبدو «القفل والمفتاح» في فتح الباب امام انتخاب رئيس جديد، وحول حقيقة موقف الحريري من السير بعون مرشحاً توافقياً وخلفيات عدم إبلاغه بعد جوابه النهائي في هذا الصدد.
ويقول عارفون بخفايا الحوار بين الحريري وعون لـ«الراي» ان زعيم «تيار المستقبل» اشتمّ محاولة من أطراف قيادية في 8 آذار ومن الوسطيين لوضعه في الواجهة لجهة قطع الطريق على ترشح عون ووصوله الى الرئاسة عبر ايهام الاخير بدعمه وحضّه على التواصل مع الحريري للحصول على موافقته وفي الوقت نفسه إمرار رسائل هاتفية الى زعيم «المستقبل» بعدم السير بزعيم «التيار الحر».
وبحسب هؤلاء العارفين، فان الحريري تفادى تلقُّف «كرة النار» وفتح حواراً جدياً ومجدياً مع عون، وفي قناعته ان مَن لا يريد وصول عون الى الرئاسة فليعلن ذلك صراحةً في اشارة الى رئيس البرلمان نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، عوض جعله اي الحريري كل مرة في مواجهة وجهاً لوجه مع عون.
وتبعاً لذلك يعتبر العارفون ان الحريري نجح في ردّ «الهدية المسمومة» الى أصحابها وهو ما أدركه هؤلاء الذين اعتبروا ان زعيم «المستقبل» أحبط مخططهم مما اضطرهم الى القيام بحملة دعائية للترويج لـ «المرشح القوي» اي العماد عون من دون خوض معركته بشكل فعلي.
ووفق العارفين أنفسهم فان الحريري لن يبلغ عون برفض السير به تاركاً هذه «المهمة» للرافضين «الحقيقيين» في 8 آذار والوسطيين ومتمسكاً بان يحصل زعيم «التيار الحر» على موافقة مسيحيي 14 آذار على السير به وعندها لن يكون ممانعاً اعتماده مرشحاً توافقياً.
واذ يقول هؤلاء ان كل طرف من 8 آذار لديه «مرشح مستور» لن يفرج عنه الا في لحظة المقايضات الجدية، فهم يعتبرون ان الخروج من حلقة المراوحة ممكن في اي لحظة بحال نجح فريق 14 آذار في إبرام صفقة مع عون على ان يكون ناخباً رئيسياً انطلاقاً من نقطتين رئيسيتين يتمسك زعيم «التيار الحر» بهما وهما تعيين احد اللصيقين به قائداً للجيش وضمان المستقبل السياسي لصهره وزير الخارجية جبران باسيل وتحديداً من خلال المقعد النيابي في البترون بما يؤمن استمرارية لـ «العونية السياسية».
وفي موازاة ذلك، برز ترقب لحركة تصاعُدية سيتولاها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتراوح بين رفع الصوت بنبرة غير مسبوقة وبين تلويح بعض التقارير بانه قد يعمد الى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لإنقاذ المسيحيين في مرحلة مصيرية، وهي التقارير التي لم يتسنّ التدقيق في جدّيتها من مصادر البطريركية.
وكانت الجلسة السادية للانتخابات الرئاسية التي مرت مرور الكرام طغى عليها ملف سلسلة الرتب والرواتب للعامين في القطاع العام والاساتذة الذي سيحضر اليوم في جلسة تشريعية ارتفعت بقوة حظوظ التئامها بعد موافقة نواب عون على حضورها واتجاه نواب 14 آذار الى الموافقة على عقدها لإمرار السلسلة التي فجّرت صراعاً حاداً بين وزارة التربية والاساتذة على خلفية رفض هؤلاء اجراء الامتحانات الرسمية قبل نيل حقوقهم وهو ما قابله الوزير الياس بو صعب باسدعاء اساتذة متعاقدين للقيام بالمهمة حرصاً على مستقبل نحو مئة الف طالب.
إرسلان يدعو لانتخاب الرئيس من الشعب
اعتبر رئيس «الحزب الديمقراطي» اللبناني النائب طلال إرسلان «أنّ أزمة انتخابات الرئاسة تشكل إهانة للبنان»، مشيراً إلى «أنّ السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن وجعل رئاسة الجمهورية موضع احترام لا ازدراء هو إجراء الانتخابات من الشعب مباشرة»، ومعرباً عن اعتقاده أن «انتخاب الرئيس في لبنان سيظل رهينة الغرب حتى الوصول إلى انتخابه من الشعب اللبناني».
ودعا ارسلان، وهو أحد أقطاب 8 آذار، اللبنانيين إلى «أن يأخذوا درساً من الظاهرة الانتخابية السورية»، لافتاً إلى أن «من المعيب أن يشارك الأشقاء السوريون على أرض لبنان في انتخاب رئيس سورية ولا يشارك اللبنانيون على أرض لبنان في انتخاب رئيس لبنان».