بعض أحبتنا عندما تتحدث معه عن هموم الوطن والتغير الحاصل في نمطه الثقافي تلقى منه إجابة تصور وضعنا بطريقة «ناعمة» من دون تهجم أو تهييج للمستمعين الحضور.. تجنح إلى التهدئة!
صحيح ومنطقي جدا... إن قول «الديرة وخذت» قد حصل لكن هل بعد كل ما حصل وما نتابعه من مجريات الأمور إن الإصلاح آت أم إنها دورة الأيام التي تطل علينا بين ليلة وضحاها بنمط معارض مختلف!
في الأمس القريب كانت بعض التيارات معارضة جدا.. واليوم نلمس معارضتها «الناعمة» بمعنى إنها «معارضة على استحياء» وهذه النوعية من المعارضة انعكاساتها السلبية أكثر!
جموع الناس... كبشر فيهم الصالح وفيهم الطالح ولا يهمنا هنا الطالح إطلاقا بل التركيز يجب أن يكون على الصالحين لأن الطالح «مصلع»!
يقول شايب فيه دين ندعو الله له بحسن الخاتمة « يا ولدي الفساد موجود منذ زمن وليس وليد هذه الحقبة الزمنية أو تلك... اقرأ قوله تعالى «وضرب الله مثلًا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون»... فالذي تشاهده هو تسلسل لأحداث أمم سبقتنا وقد مررنا بأحداثها ولم نتعظ... ولهذا السبب يا ولدي أنت وغيرك مساءلون عن كل ما يحصل»
هذا قول شايب.. من المسجد إلى بيته وديوانيته حيث يلتقي رواد ديوانيته من البسطاء فيهم من يملك شهادات علمية كبيرة ومنهم من ثقافته لو وزعتها على كثير من أحبتنا لتغيرت المعادلة وتحسنت الأوضاع!
نحن بحاجة إلى معارضة «ثابتة وصريحة» تجاه حالة الإفساد التي نعيش صورها حيث ضاعت الأمانة، وهنا أود أن أذكر أحبتنا بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم: «جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة... قال صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة
فانتظر الساعة؟ قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»!
إذاً، فما دامت الوقائع تشير إلى إن معظم من يتم تنصيبه لمنصب قيادي غير مؤهل وكثير منهم لا يتصف بالأمانة والنزاهة... فنحن أحوج إلى العودة إلى القاعدة الأساسية في إصلاح الأوضاع التي تستلزم وضع الكفاءة والأمانة كعاملين لاختيار القياديين والمستشارين!
هذا ما نود التذكير به... ومعارضة «ناعمة» في ظل الأجواء الحالية غير مستحب العمل بها والتبرير غير المنطقي للجوء إليها غير مقبول فالحق يراد أن يتبع!
أنت عندما تتابع الأحداث وتطوراتها يجب أن تضع نصب عينيك الأمانة في قول الحق ولو على نفسك!
لقد ابتلانا الله بسلوكيات أثرت عليها المادة وطغت على كل شيء وبات الحرام حلالا والحق باطلا ولهذا السبب فأنت شريك في المعادلة ويجب عليك التصدي لكل فاسد مفسد استباح ما حرم الله!
أعيدوا لنا ما أخذ... اصغوا إلى العقلاء وحاسبوا كل من تسول له نفسه فالفساد ما ان ينتشر في بلدة إلا ومصيرها الهلاك!
أعيدوا للكفاءات المناصب المختطفة وفق معارضة «ثابتة وصريحة» والبينة على من ادعى... والله المستعان !
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]