لقاء «الراي» / «وسام الدولة من الدرجة الأولى شرف لي يجعلني أصرّ على الإنتاج أكثر»
إبراهيم الرشدان لأطباء الكويت: العمل هنا ... أفضل من أي مكان في العالم
ابراهيم الرشدان خلال «لقاء الراي»
• صاحب السمو على رأس مشجعيَّ ... وأخجلني بقوله للناس «لا تسافروا للخارج واذهبوا للعلاج عند الرشدان»
• مرضانا عندما يسافرون يسمعون أن ما يفعلونه في الخارج يمكن عمله في الكويت
• حبي الأول والأخير كطبيب قلب هو علاج المرضى فكل الأجهزة أمور ثانوية لعملي
• الأمير يرغب بأن يكون هناك منتج كويتي على الأرفف ليس محلياً بل في أوروبا
• هناك رغبة من دول أوروبية في الحصول على الجهاز الذي تم اختراعه وتصميمه بالكويت
• للأسف لدينا ثقافة أن الكل في الكويت يفتي في كل شيء ويتبين هذا في تغريدات «تويتر»
• كنت أريد أن أصبح مهندساً لأن لدي ولعاً هندسياً في فك الأشياء ومعرفة ما بداخلها
• استقلالية القرار والميزانية واستقدام الأصلح غير متوافرة لدينا كما هو متبع في دول الجوار
• مرضانا عندما يسافرون يسمعون أن ما يفعلونه في الخارج يمكن عمله في الكويت
• حبي الأول والأخير كطبيب قلب هو علاج المرضى فكل الأجهزة أمور ثانوية لعملي
• الأمير يرغب بأن يكون هناك منتج كويتي على الأرفف ليس محلياً بل في أوروبا
• هناك رغبة من دول أوروبية في الحصول على الجهاز الذي تم اختراعه وتصميمه بالكويت
• للأسف لدينا ثقافة أن الكل في الكويت يفتي في كل شيء ويتبين هذا في تغريدات «تويتر»
• كنت أريد أن أصبح مهندساً لأن لدي ولعاً هندسياً في فك الأشياء ومعرفة ما بداخلها
• استقلالية القرار والميزانية واستقدام الأصلح غير متوافرة لدينا كما هو متبع في دول الجوار
ثمن استشاري أمراض القلب رئيس وحدة قسطرة القلب في المستشفى الصدري الدكتور ابراهيم الرشدان، تقليد سمو امير البلاد له وسام الدولة من الدرجة الاولى كأول طبيب كويتي يحصل عليه، وأعرب عن شكره لسموه كما اعرب عن شكره وتقديره للشعب الكويتي، مشدداً على أن العمل في الكويت أفضل من أي مكان في العالم.
وقال الرشدان خلال «لقاء الراي» مساء الاول من امس، ان شعوري لا يمكن ان أصفه بعد تكريمي من قبل صاحب السمو وتفاعل اهل الكويت معي الذي فاق ما تصورته، عسى الله ان يقدرني ان اكون مستحقاً لهذا التكريم وان يجعلني اصر على الانتاج اكثر.
ونصح الرشدان اطباء الكويت بالبقاء فيها وقال «مع احترامي لمن رفض العمل بها، فان العمل في الكويت لخدمة اهلها، افضل من اي مكان آخر حتى لو كان كندا التي عملت بها كطبيب ومدرب ومدرس، لأنه لا يمكن ان نقدر سعادة الطبيب في ان يأخذ بيد المريض الى بر الامان.
وثمن الرشدان دور النادي العلمي ومركز صباح الاحمد للموهبة والابداع في دعم المخترعين الكويتيين، لافتاً الى ان المركز كان له دور اساس وكبير في دعمنا ودعم المخترعين في تحويل الافكار الى اشياء عملية وقام المركز بمخاطبة العديد من المؤسسات العملية الخارجية لتحقيق حلم سمو الامير بوجود منتج كويتي على الارفف الاوروبية لا المحلية فقط. وفي ما يلي وقائع اللقاء:
• لتحدثنا عن الماضي الذي صنع حاضر اليوم، بعد تخرجك من جامعة الكويت ورغبتك في أن تصبح مهندساً، ما المعوقات التي وجدتها في التعليم الجامعي؟
- تعتبر جامعة الكويت من الجامعات المتقدمة، وخريجو طب الكويت من الاطباء المرموقين لأن دراسة الطب تحتاج كثيراً من الجهد والمثابرة، ومعظم من يقبلون في الطب يتخرج منهم عدد قليل بسبب تفاجئهم بالجهد الكبير المطلوب منهم، وكنت اريد ان اصبح مهندسا لأن لدي طابعاً هندسياً في فك الاشياء ومعرفة ما بداخلها، وهو ما جعلني اهتم كثيرا بالاجهزة الطبية المستخدمة في مجال القسطرة والقلب، لاختار مجال القسطرة والقلب، لأن فيه كثيراً من مجال الهندسة او ما يعرف بالمهندسين الطبيين، الذين لديهم معلومات في مجال الطب والهندسة معا.
• ما الصعوبات التي واجهتها في العمل الميداني بالمستشفيات؟
- من الاشياء الجميلة ان تلبس الكوت والكرافتة، وهي بداية التحول وبداية مشوار الطالب الذي يواجه صعوبات كثيرة ولا انسى استاذي الدكتور عبدالرزاق العبدالرزاق، عميد طب الكويت السابق، الذي كان من الرعيل الاول الذي كان الطالب يرجف امامه، وعندما كان يجلس يطالع من كان يجلس بالصفوف الخلفية في المحاضرة، لاستخراج ما بداخله.
• هل هناك خلاف بين المناهج التعليمية وبين الواقع في المستشفيات؟
- من دون شك المنهج الطبي السابق الذي كنا نعمل به بالكويت كان بعيداً عن الواقع العملي. فالمنهج يبدأ من 1 الى 10 وفق المبادىء الاساسية للطب بعلم التشريح والفسيولوجي الى ان نصل الى المرض، فالمريض عند الطبيب يبدأ بالعكس من 10 الى 1، وقد تم تغيير المنهج الذي كنت أحد الدافعين بتغييره ليصبح كيف يدرس الطالب المشكلة وكيف يحلها.
• تم ايفادك الى كندا فما تجربتك هناك؟
- الكنديون بشكل عام يختلفون كليا عنا، فطبيعتنا لدينا عيب ان الشخص لا يعرف شيئاً، وهناك بالعكس فهم يعرفون 99 في المئة من الاجابة ولا يجيبون برغم ذلك، على عكس طبيعتنا، وللاسف لدينا ثقافة ان الكل في الكويت يفتي في كل شيء، ويتبين هذا في تغريدات تويتر، فهل يريد الشخص معلومات سطحية ام عميقة وبها فجوات، والافضل ان اتميز في مجال واحد بدلا من معلومات بسيطة في مجالات متعددة.
• مناهج وطريقة تعليم كندا، هل هناك فرق بيننا وبينهم؟
- فرق جوهري، فالتعليم الطبي هناك عملي مهني اي الطبيب المقيم بالمستشفى مثل الماستر الياباني، لأن الكتب والمحاضرات لن تخرج طبيباً فهناك شخص يقوم بتعليمك من خلال عمله امامك، فهناك نوع من الاحترام لعقل الانسان والتدقيق، وان يعمل كل طبيب وفق ما لديه من تدريب محدد واوراق مسموح له ان يفعلها وهذا معدوم لدينا، وهي فروقات كبيرة كي نصل لها نحتاج لجهود كبيرة، فللاسف نجد شخصاً يتخرج من اي مدرسة طبية خارجية، ويأتي للكويت ويتسلم عمله مباشرة دون ان نحدد عمله وتخصصه بموجب تدريبه.
• كم سنة درست في كندا؟
- 7 سنوات وقد مارست المهنة هناك
• ما الذي دعاك للعودة الى الكويت؟
-العمل في كندا يختلف عن اي مكان آخر، لأن الانخراط في مجال العمل يعني انك احد طاقم المستشفى لا بحسب جنسية الطبيب، وقد ذهبت لكندا كي اعود للكويت مع احترامي لمن رفض العمل بالكويت، لأن العمل بها افضل من اي مكان، وبدأت في المستشفى الصدري عام 99 لخدمة اهل بلدي، لأنها سعادة لا توصف، فالطبيب سعادته في ان يأخذ بيد المريض الى بر الامان.
• هجرة الاطباء الكويتيين هل تلومهم عليها؟
- لا الومهم بل اقدم لهم الجانب الايجابي، فهناك من يقول عدم احترام العقل، كل ذلك صحيح، لكن العمل مع اهل الديرة سعادة لا توصف فتفريج كربة المريض هنا امر لا يمكن وصفه.
عملي في كندا ضمن برنامج اكاديمي فانا طبيب ولست محاضرا في مادة الفيزياء، اي ان اساس عملي هو العمل السريري، لكي يأتي الطالب ليتحول الى طبيب يحتاج الى تدريس من نوع آخر يعتمد على الامور العملية لا المحاضرات، فكنا نعتمد على ذلك وكنا ندرس الطلاب الكنديين وكل سنة تكون هناك مسؤولية اكبر من السنة التي سبقتها، الى ان عدت للكويت وعندما وصلت الكويت زملائي الذين كانوا قبلي سلموني المستشفى لخروجهم في اجازة صيفية، لأن المشرف علي في كندا ارسل رسائل مختلفة الى عميد الطب ومديري المستشفيات، لايضاح انني جاهز للعمل، وكنت اعمل من اول يوم مع خوفي على سمعتي، باعتبار انني جديد في العمل بالكويت، لكن الثقة في النفس تدعك تمارس العمل دون عقبات باذن الله.
• شاركت في تغيير منهج كلية الطب ما الجديد الذي ادخلته؟
- المنهج كان كلاسيكياً يعتمد على الحشو، واسبوعيا كان هناك 25 محاضرة الى جانب دوام الطالب بالمستشفى، والطالب عليه ان يتعلم كيف بدأت المشكلة ويحللها ليصل الى مبادئ الطب، فتم تقليص المحاضرات الى 6، وفي كثير من الوقت يتعلم الطالب بنفسه من مصادر الطب والعلم، والتفريق بين السيئ والجيد فيهما للتوصل الى الحقيقة بنفسه.
• متى بدأ مشوار انجازاتك العملية؟
- بدأ قبل دخولي الطب من خلال حبي لمجال الهندسة قبل التخصص، فانا انظر للمهندس كانسان مبدع يجد حلول المشاكل. وقرأت عن دكتور سويسري عام 79 اخترع بالوناً قبل عملية القلب المفتوح، فشد انتباهي هذا الشيء لاجرائه ذلك دون عملية جراحية.
وعندما يبلغني شخص بأن لديه فكرة، انه سيخترع شيئا اقول له ان الاختراع يأتي بالعمل، فالحاجة ام الاختراع، فكان لدينا مشكلة في علاج الشرايين في موقع التفرع عندما كنت في كندا، وسمعت الكلمة نفسها من رئيس قسم القلب في مستشفى الصدري، فقمت بعدة محاولات الى ان وصلت لطريقة «سي ام تي» لعلاج تفرع الشرايين في القلب، بحيث يقدم كل طبيب على علاجها دون خوف.
• ومن هنا تصدر الخبر الصحف العالمية، فهل وجدت دعماً حكومياً لاختراعك؟
- لم يكن اختراعا بقدر ما كان تقنية اجراء قسطرة، والدعم الحكومي جاء بشكل كبير جدا بمراحل متقدمة بشرح طريقة إجراء عملية، وليس جهازاً ليكون شيئا مميزاً، وبدأت انا به وتقدمت به في ورقة علمية، لكن الورقة العلمية لدينا لا تحظى بالمصداقية كثيرا في الخارج، ولكي تكون على مستوى عال لابد ان يوثقه صاحبه بطريقة قوية جدا وعلمية.
• هل انجازك شيء واختراعاتك شيء آخر؟
- الاختراع بالطب في شرح طريقة جديدة ليس اختراعا، بل طريقة. اما الاختراع هو اختراع جهاز بالكامل، والاجهزة التي وفقني الله في عملها لم تأت من احلام، بل من حاجة العمل لها، كقضية صبغة القسطرة للمريض الذي يعاني من ضعف بالكلية، وكل الاساليب الحالية لا تؤدي الى الغرض، وتؤدي القسطرة الى توقف الكلية، والفكرة في استخلاص الصبغة قبل وصولها للكلية. فقدمت جهازا وله براءة اختراع. وكنت اتوقع ان هناك من لديه نفس الفكرة، لافاجأ بأنه لم يوجد اي شخص تقدم بفكرتي، فحصلت على براءة الاختراع في الجهاز المكون من عدة مكونات، بمساعدة المركز العلمي، واخص بالذكر رئيس مركز صباح الاحمد للموهبة والابداع عمر البناي ورئيس النادي العلمي اياد الخرافي.
• هل ساعدكم مركز صباح الاحمد للموهبة والابداع؟
- طبعا ساعدنا، فالمركز يأخذ بيد الجادين من ابناء الكويت المبدعين في حماية الفكرة بكتابة براءة الاختراع، والمركز كان بناء على رغبة صاحب السمو، والذي قبل تأسيسه كان المخترع الكويتي يكتفي بالحصول على شهادة براءة اختراع الذي يجب ان يترجم الى اختراع عملي، ومركز صباح الاحمد ساهم في تحويل الافكار الى اشياء عملية وقام المركز بمخاطبة العديد من المؤسسات العملية الخارجية. فكان للمركز دور كبير واساسي في دعمنا.
• لكننا دوما نسمع عن انه لا يوجد دعم للاختراعات في الكويت؟
- بالعكس هذا كلام غير صحيح فهناك دعم كبير جدا للجادين، ويتصل بي كثير من الناس ممن لديهم افكار بأجهزة.
• حصلت على المركز الثاني في مؤتمر باريس 2004 هل تحدثني عنها؟
- عقدة الاجنبي والمراكز الطبية الكبيرة تقلص من شعورك بان تكسر هذه الحواجز، وقد تقدمت بطريقة عمل قسطرة لمريضة يستحيل علاجها بالطرق الموجودة وقتها، وكانت تعاني وكنت أعاني لمعاناتها. فشرايين الايدي والارجل مسدودة، ففكرت بالدخول الى القلب عن طريق الاوردة. وقد وفقت بعون الله في اجراء العملية للمريضة لتسجيل شيء جديد، وهو ما لم يتم عمله من قبل في عملية نادرة وحديثة، وكان هناك 280 طبيباً في المؤتمر، وفزت والحمد لله بالمرحلة الثانية، وكنت اتمنى المركز الاول الذي فاز به الطبيب الياباني المعروف اينواي، وهذه الحادثة انذار من الله بأنه من خلال الحالات المستعصية في افادة المريض والطبيب المعالج، او ما نسميه حدود الممكن حاليا، فهناك اشياء مستحيلة ليس لها اجهزة او طرق تدعوك الى ان تفكر في اجراء طرق جديدة وكلما تأتيني فكرة استثمرها واحاول تقديم حلول لها.
• كم عدد الاجهزة التي قدمتها؟
- قدمت اجهزة منتجة تم تصنيعها طبيا، وقد شاركنا هذا العام في مؤتمر باريس كمشاركة علمية ومشاركة بالمنتج الكويتي الذي يرغب صاحب السمو بأن يكون هناك منتج كويتي على الارفف ليس محليا بل في اوروبا، وهناك رغبة من دول اوروبية في الحصول على الجهاز الذي تم اختراعه وتصميمه بالكويت.
• ما شعورك بعد تكريمك من سمو الامير؟
- الى الان لا استوعب هذا الشيء، وجزاه الله خيرا صاحب السمو، وعسى الله ان يقدرني ان اكون مستحقاً لهذا التكريم ووسام الدولة من الدرجة الاولى كأول طبيب يحصل عليه، شرف لي يجعلني اصر على الانتاج اكثر، وشعوري لا يمكن وصفه، وللاستفادة مما حدث، فانني حصلت على التكريم من صاحب السمو، وكان هناك جانب آخر يبين مدى تفاعل اهل الكويت الذي فاق تصوري واحد الاعلاميين زميل أخي، أبلغه ان الاعلامي الذي تبنى افكاري كان له دور كبير في حملتي الاعلامية، لكنني لم الجأ للإعلام أصلا، وكل ما حدث كان عفوياً، بل بالعكس انني اعتذر عن كثير من المقابلات للصحف.
• ألم يكن هناك اعداء لنجاحك؟
- الحسد وتكسير المجاديف شيء طبيعي بالبشر في الكويت وغيرها وكتاب سيرة الماسترز انصح الناس بقراءته فالالمان يقولون ان الحسد كثير بالصينيين فكلنا نعرف دافنشي ومايكل انجلو اللذين كانا يعيشان بنفس الفترة وكانا يكرهان بعض وهناك قصص طريفة بينهما للنقد فهذه الاشياء موجودة لكن بالتركيز على العمل دون الالتفات لها فان العمل يمضي الى سبيله فالحسد في كل مكان لكن ان كان هناك نظام يحكم ذلك فان تأثيره لا يكون شيئا لكن احيانا قد يخترق ذلك النظام.
• من شجعك لمواصلة انجازاتك؟
- اهل الكويت فهم ناس عجيبون، وكنت متخوفا منهم، لأن العمل بالكويت مع مرضى القلب، وانا اعرف ان الكويتيين حادون الطبع، وهو ما يخيفني. ففي كندا ان مات المريض يأتي اهله في ثاني يوم ومعهم ورد ولسان حالهم يقول للطبيب عملت ما عليك، وقد اكتشفت ان الكويتيين أفضل من الكنديين فهم يأتون اليك ويقبلونك، لكنهم يحتاجون من يعاملهم كما نعامل الاسر الكندية، باعتبار اسرة المريض كجزء من القرار الطبي، فالناس تحب الطبيب الذي يحترم عقلهم ويشركهم في الاطلاع على حالة مريضهم.
• لديك كثير من المشجعين في الكويت؟
- على رأسهم صاحب السمو الذي اخجلني لأن يقول لكثير من الناس «لا تسافرون للخارج واذهبوا للعلاج عند الدكتور ابراهيم الرشدان» والشيخ مشعل الله يحفظه نفس الشيء، وكثير من الناس الذين أعرفهم الذين يشعرونك بالفخر، لأن مرضانا عندما يسافرون للخارج يسمعون ان ما يفعلونه في الخارج يمكن عمله في الكويت.
• هل ما زلت تأمل في تحقيق المزيد من الانجازات في عالم القسطرة؟
- اي تفكير في براءة اختراع يأتي من الحاجة، وليست القضية في انني اريد اختراع شيء لكي أستأنس به، فالسؤال هل توجد مشاكل طبية لم تحل الى الان بالطبع نعم، وهناك أفكار مازلت أفكر بها، وتصاميم اجهزة طبية لم نفصح عنها الى الآن، واليوم التصنيع الطبي اسهل كثيرا من السابق من خلال الروتوتايب والبرنتر الثلاثي الابعاد، لتطويره على مراحل مختلفة، وحبي الاول والاخير كطبيب قلب هو علاج المرضى، فكل هذه الاجهزة امور ثانوية لعملي فالتحدي هو علاج حالة مريض.
• كم عملية يوميا تقوم باجرائها؟
- بين 12 الى 13 عملية يوميا وكنت في اجازة، لكنني في احدى المرات وصلت الى 25 حالة، وهو ما يعني ان هناك مسؤولية لـ25 أسرة مريض، علما بأن اغلب المراكز في العالم لا يتعدى 7 عمليات يوميا.
• لماذا برأيك الوضع الطبي مترد في الكويت برغم الوفرة المالية؟
- الواقع الطبي بالكويت يبين ان هناك نقاطا جميلة وافرادا متميزين، لكن اليد واحدة لا تصفق، فلا يمكن ان يقوم شخص بأن يقدم كل شيء، لأن الامر يحتاج فريق عمل، اي ان الكل يعمل من أجل رفعة شأن مركز مكان العمل، فالعمل من خلال رفع اسم المركز لا اسم الطبيب، فالطبيب الذي يعمل في مايو كلينك في حد ذاته فخر له.
• هل الخلل بالإدارة؟
- هناك خلل في أماكن كثيرة وهناك خلل اداري كبير، والمراكز الطبية المتميزة تحتاج ان يعمل الاطباء معا وهناك خطأ في من يقرب اصدقاءه واقرباءه ويبعد الآخرين. هذا امر خاطئ فالمفروض ان الفريق يتكون من عدة افراد.
• هل هذا الخلل مسؤولة عنه الحكومة؟
- هذه الامور لو عدلت فان الحكومة لن يكون هناك من هو اسعد منها، والجزء الرئيسي الذي أراه مع احترامي لوزارة الصحة، انه لابد ان تكون هناك مركزية في القرار الطبي بالكويت. ويكفي ان نزور المراكز الطبية في منطقة الصباح الطبية لنعرف ما بينهم من اشياء كثيرة، فلماذا لا يتم عمل استقلالية في القرار والميزانية واستقدام الاصلح، فالاستقلالية غير متوافرة، كما هو متبع في دول الجوار بالسعودية والامارات.
• هل هذا ما دعا الى هروب الاطباء الكويتيين الى الخارج او القطاع الخاص؟
- سواء الخارج او الخاص فاننا نجد كمثال مايو كلينك مستشفى متميز جدا، فالفرق بين الخاص والعام يجب ان يمحى لأن التحكم واحد من وزارة الصحة.
• كلمة اخيرة؟
- مهما فعل الشخص لبلده فهو قليل، فالكويت اعطتنا الكثير، وعلينا ان نسأل انفسنا ما الذي قدمناه للكويت. ونتمنى من الله ان يقدرنا على رد الجميل لمن شجعنا من اهل الكويت، وجميل صاحب السمو على تشريفي بمنحي وسام الدولة من الدرجة الاولى، واتمنى من اخواني الاطباء ألا يألوا جهدا، وألا يلتفتوا الى السلبيين وان يؤدوا دورهم، ولا ان ننتظر مكافأة رئيس العمل لأن ردة الفعل نراها على أوجه أسرة المريض ونأمل ان يكون عملنا فيه بركة.
العبدالرازق الكويتي ... وماركو الفرنسي
خص الرشدان بالشكر اساتذته وعلى رأسهم مؤسس كلية الطب الدكتور عبدالمحسن العبدالرزاق، «الذي كنا نخاف منه، حينما كان يدرسنا. وعندما عدت وجدت أخاه يحتاج الى قسطرة وطلب مني علاجه، بعد ان سمع عني، وسألني عدة أسئلة بحكم خبرته، حيث يعد من افضل اطباء القلب بالمنطقة. فكان له دور كبير في تشجيعي.
ولا انسى البروفيسور ماركو في فرنسا، والآن اقوم بتدريب أطباء كثر على مستوى العالم بسبب تشجيعه».
وقال الرشدان خلال «لقاء الراي» مساء الاول من امس، ان شعوري لا يمكن ان أصفه بعد تكريمي من قبل صاحب السمو وتفاعل اهل الكويت معي الذي فاق ما تصورته، عسى الله ان يقدرني ان اكون مستحقاً لهذا التكريم وان يجعلني اصر على الانتاج اكثر.
ونصح الرشدان اطباء الكويت بالبقاء فيها وقال «مع احترامي لمن رفض العمل بها، فان العمل في الكويت لخدمة اهلها، افضل من اي مكان آخر حتى لو كان كندا التي عملت بها كطبيب ومدرب ومدرس، لأنه لا يمكن ان نقدر سعادة الطبيب في ان يأخذ بيد المريض الى بر الامان.
وثمن الرشدان دور النادي العلمي ومركز صباح الاحمد للموهبة والابداع في دعم المخترعين الكويتيين، لافتاً الى ان المركز كان له دور اساس وكبير في دعمنا ودعم المخترعين في تحويل الافكار الى اشياء عملية وقام المركز بمخاطبة العديد من المؤسسات العملية الخارجية لتحقيق حلم سمو الامير بوجود منتج كويتي على الارفف الاوروبية لا المحلية فقط. وفي ما يلي وقائع اللقاء:
• لتحدثنا عن الماضي الذي صنع حاضر اليوم، بعد تخرجك من جامعة الكويت ورغبتك في أن تصبح مهندساً، ما المعوقات التي وجدتها في التعليم الجامعي؟
- تعتبر جامعة الكويت من الجامعات المتقدمة، وخريجو طب الكويت من الاطباء المرموقين لأن دراسة الطب تحتاج كثيراً من الجهد والمثابرة، ومعظم من يقبلون في الطب يتخرج منهم عدد قليل بسبب تفاجئهم بالجهد الكبير المطلوب منهم، وكنت اريد ان اصبح مهندسا لأن لدي طابعاً هندسياً في فك الاشياء ومعرفة ما بداخلها، وهو ما جعلني اهتم كثيرا بالاجهزة الطبية المستخدمة في مجال القسطرة والقلب، لاختار مجال القسطرة والقلب، لأن فيه كثيراً من مجال الهندسة او ما يعرف بالمهندسين الطبيين، الذين لديهم معلومات في مجال الطب والهندسة معا.
• ما الصعوبات التي واجهتها في العمل الميداني بالمستشفيات؟
- من الاشياء الجميلة ان تلبس الكوت والكرافتة، وهي بداية التحول وبداية مشوار الطالب الذي يواجه صعوبات كثيرة ولا انسى استاذي الدكتور عبدالرزاق العبدالرزاق، عميد طب الكويت السابق، الذي كان من الرعيل الاول الذي كان الطالب يرجف امامه، وعندما كان يجلس يطالع من كان يجلس بالصفوف الخلفية في المحاضرة، لاستخراج ما بداخله.
• هل هناك خلاف بين المناهج التعليمية وبين الواقع في المستشفيات؟
- من دون شك المنهج الطبي السابق الذي كنا نعمل به بالكويت كان بعيداً عن الواقع العملي. فالمنهج يبدأ من 1 الى 10 وفق المبادىء الاساسية للطب بعلم التشريح والفسيولوجي الى ان نصل الى المرض، فالمريض عند الطبيب يبدأ بالعكس من 10 الى 1، وقد تم تغيير المنهج الذي كنت أحد الدافعين بتغييره ليصبح كيف يدرس الطالب المشكلة وكيف يحلها.
• تم ايفادك الى كندا فما تجربتك هناك؟
- الكنديون بشكل عام يختلفون كليا عنا، فطبيعتنا لدينا عيب ان الشخص لا يعرف شيئاً، وهناك بالعكس فهم يعرفون 99 في المئة من الاجابة ولا يجيبون برغم ذلك، على عكس طبيعتنا، وللاسف لدينا ثقافة ان الكل في الكويت يفتي في كل شيء، ويتبين هذا في تغريدات تويتر، فهل يريد الشخص معلومات سطحية ام عميقة وبها فجوات، والافضل ان اتميز في مجال واحد بدلا من معلومات بسيطة في مجالات متعددة.
• مناهج وطريقة تعليم كندا، هل هناك فرق بيننا وبينهم؟
- فرق جوهري، فالتعليم الطبي هناك عملي مهني اي الطبيب المقيم بالمستشفى مثل الماستر الياباني، لأن الكتب والمحاضرات لن تخرج طبيباً فهناك شخص يقوم بتعليمك من خلال عمله امامك، فهناك نوع من الاحترام لعقل الانسان والتدقيق، وان يعمل كل طبيب وفق ما لديه من تدريب محدد واوراق مسموح له ان يفعلها وهذا معدوم لدينا، وهي فروقات كبيرة كي نصل لها نحتاج لجهود كبيرة، فللاسف نجد شخصاً يتخرج من اي مدرسة طبية خارجية، ويأتي للكويت ويتسلم عمله مباشرة دون ان نحدد عمله وتخصصه بموجب تدريبه.
• كم سنة درست في كندا؟
- 7 سنوات وقد مارست المهنة هناك
• ما الذي دعاك للعودة الى الكويت؟
-العمل في كندا يختلف عن اي مكان آخر، لأن الانخراط في مجال العمل يعني انك احد طاقم المستشفى لا بحسب جنسية الطبيب، وقد ذهبت لكندا كي اعود للكويت مع احترامي لمن رفض العمل بالكويت، لأن العمل بها افضل من اي مكان، وبدأت في المستشفى الصدري عام 99 لخدمة اهل بلدي، لأنها سعادة لا توصف، فالطبيب سعادته في ان يأخذ بيد المريض الى بر الامان.
• هجرة الاطباء الكويتيين هل تلومهم عليها؟
- لا الومهم بل اقدم لهم الجانب الايجابي، فهناك من يقول عدم احترام العقل، كل ذلك صحيح، لكن العمل مع اهل الديرة سعادة لا توصف فتفريج كربة المريض هنا امر لا يمكن وصفه.
عملي في كندا ضمن برنامج اكاديمي فانا طبيب ولست محاضرا في مادة الفيزياء، اي ان اساس عملي هو العمل السريري، لكي يأتي الطالب ليتحول الى طبيب يحتاج الى تدريس من نوع آخر يعتمد على الامور العملية لا المحاضرات، فكنا نعتمد على ذلك وكنا ندرس الطلاب الكنديين وكل سنة تكون هناك مسؤولية اكبر من السنة التي سبقتها، الى ان عدت للكويت وعندما وصلت الكويت زملائي الذين كانوا قبلي سلموني المستشفى لخروجهم في اجازة صيفية، لأن المشرف علي في كندا ارسل رسائل مختلفة الى عميد الطب ومديري المستشفيات، لايضاح انني جاهز للعمل، وكنت اعمل من اول يوم مع خوفي على سمعتي، باعتبار انني جديد في العمل بالكويت، لكن الثقة في النفس تدعك تمارس العمل دون عقبات باذن الله.
• شاركت في تغيير منهج كلية الطب ما الجديد الذي ادخلته؟
- المنهج كان كلاسيكياً يعتمد على الحشو، واسبوعيا كان هناك 25 محاضرة الى جانب دوام الطالب بالمستشفى، والطالب عليه ان يتعلم كيف بدأت المشكلة ويحللها ليصل الى مبادئ الطب، فتم تقليص المحاضرات الى 6، وفي كثير من الوقت يتعلم الطالب بنفسه من مصادر الطب والعلم، والتفريق بين السيئ والجيد فيهما للتوصل الى الحقيقة بنفسه.
• متى بدأ مشوار انجازاتك العملية؟
- بدأ قبل دخولي الطب من خلال حبي لمجال الهندسة قبل التخصص، فانا انظر للمهندس كانسان مبدع يجد حلول المشاكل. وقرأت عن دكتور سويسري عام 79 اخترع بالوناً قبل عملية القلب المفتوح، فشد انتباهي هذا الشيء لاجرائه ذلك دون عملية جراحية.
وعندما يبلغني شخص بأن لديه فكرة، انه سيخترع شيئا اقول له ان الاختراع يأتي بالعمل، فالحاجة ام الاختراع، فكان لدينا مشكلة في علاج الشرايين في موقع التفرع عندما كنت في كندا، وسمعت الكلمة نفسها من رئيس قسم القلب في مستشفى الصدري، فقمت بعدة محاولات الى ان وصلت لطريقة «سي ام تي» لعلاج تفرع الشرايين في القلب، بحيث يقدم كل طبيب على علاجها دون خوف.
• ومن هنا تصدر الخبر الصحف العالمية، فهل وجدت دعماً حكومياً لاختراعك؟
- لم يكن اختراعا بقدر ما كان تقنية اجراء قسطرة، والدعم الحكومي جاء بشكل كبير جدا بمراحل متقدمة بشرح طريقة إجراء عملية، وليس جهازاً ليكون شيئا مميزاً، وبدأت انا به وتقدمت به في ورقة علمية، لكن الورقة العلمية لدينا لا تحظى بالمصداقية كثيرا في الخارج، ولكي تكون على مستوى عال لابد ان يوثقه صاحبه بطريقة قوية جدا وعلمية.
• هل انجازك شيء واختراعاتك شيء آخر؟
- الاختراع بالطب في شرح طريقة جديدة ليس اختراعا، بل طريقة. اما الاختراع هو اختراع جهاز بالكامل، والاجهزة التي وفقني الله في عملها لم تأت من احلام، بل من حاجة العمل لها، كقضية صبغة القسطرة للمريض الذي يعاني من ضعف بالكلية، وكل الاساليب الحالية لا تؤدي الى الغرض، وتؤدي القسطرة الى توقف الكلية، والفكرة في استخلاص الصبغة قبل وصولها للكلية. فقدمت جهازا وله براءة اختراع. وكنت اتوقع ان هناك من لديه نفس الفكرة، لافاجأ بأنه لم يوجد اي شخص تقدم بفكرتي، فحصلت على براءة الاختراع في الجهاز المكون من عدة مكونات، بمساعدة المركز العلمي، واخص بالذكر رئيس مركز صباح الاحمد للموهبة والابداع عمر البناي ورئيس النادي العلمي اياد الخرافي.
• هل ساعدكم مركز صباح الاحمد للموهبة والابداع؟
- طبعا ساعدنا، فالمركز يأخذ بيد الجادين من ابناء الكويت المبدعين في حماية الفكرة بكتابة براءة الاختراع، والمركز كان بناء على رغبة صاحب السمو، والذي قبل تأسيسه كان المخترع الكويتي يكتفي بالحصول على شهادة براءة اختراع الذي يجب ان يترجم الى اختراع عملي، ومركز صباح الاحمد ساهم في تحويل الافكار الى اشياء عملية وقام المركز بمخاطبة العديد من المؤسسات العملية الخارجية. فكان للمركز دور كبير واساسي في دعمنا.
• لكننا دوما نسمع عن انه لا يوجد دعم للاختراعات في الكويت؟
- بالعكس هذا كلام غير صحيح فهناك دعم كبير جدا للجادين، ويتصل بي كثير من الناس ممن لديهم افكار بأجهزة.
• حصلت على المركز الثاني في مؤتمر باريس 2004 هل تحدثني عنها؟
- عقدة الاجنبي والمراكز الطبية الكبيرة تقلص من شعورك بان تكسر هذه الحواجز، وقد تقدمت بطريقة عمل قسطرة لمريضة يستحيل علاجها بالطرق الموجودة وقتها، وكانت تعاني وكنت أعاني لمعاناتها. فشرايين الايدي والارجل مسدودة، ففكرت بالدخول الى القلب عن طريق الاوردة. وقد وفقت بعون الله في اجراء العملية للمريضة لتسجيل شيء جديد، وهو ما لم يتم عمله من قبل في عملية نادرة وحديثة، وكان هناك 280 طبيباً في المؤتمر، وفزت والحمد لله بالمرحلة الثانية، وكنت اتمنى المركز الاول الذي فاز به الطبيب الياباني المعروف اينواي، وهذه الحادثة انذار من الله بأنه من خلال الحالات المستعصية في افادة المريض والطبيب المعالج، او ما نسميه حدود الممكن حاليا، فهناك اشياء مستحيلة ليس لها اجهزة او طرق تدعوك الى ان تفكر في اجراء طرق جديدة وكلما تأتيني فكرة استثمرها واحاول تقديم حلول لها.
• كم عدد الاجهزة التي قدمتها؟
- قدمت اجهزة منتجة تم تصنيعها طبيا، وقد شاركنا هذا العام في مؤتمر باريس كمشاركة علمية ومشاركة بالمنتج الكويتي الذي يرغب صاحب السمو بأن يكون هناك منتج كويتي على الارفف ليس محليا بل في اوروبا، وهناك رغبة من دول اوروبية في الحصول على الجهاز الذي تم اختراعه وتصميمه بالكويت.
• ما شعورك بعد تكريمك من سمو الامير؟
- الى الان لا استوعب هذا الشيء، وجزاه الله خيرا صاحب السمو، وعسى الله ان يقدرني ان اكون مستحقاً لهذا التكريم ووسام الدولة من الدرجة الاولى كأول طبيب يحصل عليه، شرف لي يجعلني اصر على الانتاج اكثر، وشعوري لا يمكن وصفه، وللاستفادة مما حدث، فانني حصلت على التكريم من صاحب السمو، وكان هناك جانب آخر يبين مدى تفاعل اهل الكويت الذي فاق تصوري واحد الاعلاميين زميل أخي، أبلغه ان الاعلامي الذي تبنى افكاري كان له دور كبير في حملتي الاعلامية، لكنني لم الجأ للإعلام أصلا، وكل ما حدث كان عفوياً، بل بالعكس انني اعتذر عن كثير من المقابلات للصحف.
• ألم يكن هناك اعداء لنجاحك؟
- الحسد وتكسير المجاديف شيء طبيعي بالبشر في الكويت وغيرها وكتاب سيرة الماسترز انصح الناس بقراءته فالالمان يقولون ان الحسد كثير بالصينيين فكلنا نعرف دافنشي ومايكل انجلو اللذين كانا يعيشان بنفس الفترة وكانا يكرهان بعض وهناك قصص طريفة بينهما للنقد فهذه الاشياء موجودة لكن بالتركيز على العمل دون الالتفات لها فان العمل يمضي الى سبيله فالحسد في كل مكان لكن ان كان هناك نظام يحكم ذلك فان تأثيره لا يكون شيئا لكن احيانا قد يخترق ذلك النظام.
• من شجعك لمواصلة انجازاتك؟
- اهل الكويت فهم ناس عجيبون، وكنت متخوفا منهم، لأن العمل بالكويت مع مرضى القلب، وانا اعرف ان الكويتيين حادون الطبع، وهو ما يخيفني. ففي كندا ان مات المريض يأتي اهله في ثاني يوم ومعهم ورد ولسان حالهم يقول للطبيب عملت ما عليك، وقد اكتشفت ان الكويتيين أفضل من الكنديين فهم يأتون اليك ويقبلونك، لكنهم يحتاجون من يعاملهم كما نعامل الاسر الكندية، باعتبار اسرة المريض كجزء من القرار الطبي، فالناس تحب الطبيب الذي يحترم عقلهم ويشركهم في الاطلاع على حالة مريضهم.
• لديك كثير من المشجعين في الكويت؟
- على رأسهم صاحب السمو الذي اخجلني لأن يقول لكثير من الناس «لا تسافرون للخارج واذهبوا للعلاج عند الدكتور ابراهيم الرشدان» والشيخ مشعل الله يحفظه نفس الشيء، وكثير من الناس الذين أعرفهم الذين يشعرونك بالفخر، لأن مرضانا عندما يسافرون للخارج يسمعون ان ما يفعلونه في الخارج يمكن عمله في الكويت.
• هل ما زلت تأمل في تحقيق المزيد من الانجازات في عالم القسطرة؟
- اي تفكير في براءة اختراع يأتي من الحاجة، وليست القضية في انني اريد اختراع شيء لكي أستأنس به، فالسؤال هل توجد مشاكل طبية لم تحل الى الان بالطبع نعم، وهناك أفكار مازلت أفكر بها، وتصاميم اجهزة طبية لم نفصح عنها الى الآن، واليوم التصنيع الطبي اسهل كثيرا من السابق من خلال الروتوتايب والبرنتر الثلاثي الابعاد، لتطويره على مراحل مختلفة، وحبي الاول والاخير كطبيب قلب هو علاج المرضى، فكل هذه الاجهزة امور ثانوية لعملي فالتحدي هو علاج حالة مريض.
• كم عملية يوميا تقوم باجرائها؟
- بين 12 الى 13 عملية يوميا وكنت في اجازة، لكنني في احدى المرات وصلت الى 25 حالة، وهو ما يعني ان هناك مسؤولية لـ25 أسرة مريض، علما بأن اغلب المراكز في العالم لا يتعدى 7 عمليات يوميا.
• لماذا برأيك الوضع الطبي مترد في الكويت برغم الوفرة المالية؟
- الواقع الطبي بالكويت يبين ان هناك نقاطا جميلة وافرادا متميزين، لكن اليد واحدة لا تصفق، فلا يمكن ان يقوم شخص بأن يقدم كل شيء، لأن الامر يحتاج فريق عمل، اي ان الكل يعمل من أجل رفعة شأن مركز مكان العمل، فالعمل من خلال رفع اسم المركز لا اسم الطبيب، فالطبيب الذي يعمل في مايو كلينك في حد ذاته فخر له.
• هل الخلل بالإدارة؟
- هناك خلل في أماكن كثيرة وهناك خلل اداري كبير، والمراكز الطبية المتميزة تحتاج ان يعمل الاطباء معا وهناك خطأ في من يقرب اصدقاءه واقرباءه ويبعد الآخرين. هذا امر خاطئ فالمفروض ان الفريق يتكون من عدة افراد.
• هل هذا الخلل مسؤولة عنه الحكومة؟
- هذه الامور لو عدلت فان الحكومة لن يكون هناك من هو اسعد منها، والجزء الرئيسي الذي أراه مع احترامي لوزارة الصحة، انه لابد ان تكون هناك مركزية في القرار الطبي بالكويت. ويكفي ان نزور المراكز الطبية في منطقة الصباح الطبية لنعرف ما بينهم من اشياء كثيرة، فلماذا لا يتم عمل استقلالية في القرار والميزانية واستقدام الاصلح، فالاستقلالية غير متوافرة، كما هو متبع في دول الجوار بالسعودية والامارات.
• هل هذا ما دعا الى هروب الاطباء الكويتيين الى الخارج او القطاع الخاص؟
- سواء الخارج او الخاص فاننا نجد كمثال مايو كلينك مستشفى متميز جدا، فالفرق بين الخاص والعام يجب ان يمحى لأن التحكم واحد من وزارة الصحة.
• كلمة اخيرة؟
- مهما فعل الشخص لبلده فهو قليل، فالكويت اعطتنا الكثير، وعلينا ان نسأل انفسنا ما الذي قدمناه للكويت. ونتمنى من الله ان يقدرنا على رد الجميل لمن شجعنا من اهل الكويت، وجميل صاحب السمو على تشريفي بمنحي وسام الدولة من الدرجة الاولى، واتمنى من اخواني الاطباء ألا يألوا جهدا، وألا يلتفتوا الى السلبيين وان يؤدوا دورهم، ولا ان ننتظر مكافأة رئيس العمل لأن ردة الفعل نراها على أوجه أسرة المريض ونأمل ان يكون عملنا فيه بركة.
العبدالرازق الكويتي ... وماركو الفرنسي
خص الرشدان بالشكر اساتذته وعلى رأسهم مؤسس كلية الطب الدكتور عبدالمحسن العبدالرزاق، «الذي كنا نخاف منه، حينما كان يدرسنا. وعندما عدت وجدت أخاه يحتاج الى قسطرة وطلب مني علاجه، بعد ان سمع عني، وسألني عدة أسئلة بحكم خبرته، حيث يعد من افضل اطباء القلب بالمنطقة. فكان له دور كبير في تشجيعي.
ولا انسى البروفيسور ماركو في فرنسا، والآن اقوم بتدريب أطباء كثر على مستوى العالم بسبب تشجيعه».