د. حسن عبدالله عباس / 2 > 1

معارضة رشيدة

تصغير
تكبير
ستبدأ المعارضة من جديد بجولاتها لتأجيج الساحة ولشغل المجتمع الكويتي بالصراخ والزعيق. يجدر القول الى هنا ولهذا الحد ان اعادة الحياة للحراك ووقوف الناس امام هيمنة الحكومة والفساد هو بحد ذاته يعني ان الكويت ما زالت بخير وان الشعب ما زال حيا، لكن المخيب في الامر ان هذا الحراك اتى من المعارضة السابقة نفسها.

هذه المعارضة سيئة لأنها خرجت عن حدود اللياقة السياسية الوطنية، فتوغلت في جسد البلد واستحلت منه بمساعدة التكفيريين حرمة الوحدة والاخوة، فلم يحترموا ابناء وطوائف وشرائح كبيرة من الشعب فأباحوا لأنفسهم كل الشعارات بسبيل وبحجة مقارعة الفساد، فخلطوا الحابل بالنابل فصار كل شيء حلالا مستباحا لعيون مشروعهم حتى ولو اقتضى ذلك اقصاء فريق واسع من ابناء الوطن وشركائهم في القرار السياسي.


مع الأسف الاستسلام والقبول بالمشاريع التكفيرية بهذا الشكل المخزي من ارباب معارضة كنت شخصيا اعدهم وطنيين، استسلام كهذا لا يمكن حمله الا على احدى الامور الثلاثة التالية: اما انها معارضة خائنة كانت تُكن وتخفي في صدرها الحقد والكراهية، وعندما حانت الفرصة ابدت وجهها الحقيقي وانقلبت املا في تحقيق مطالبها. او انها معارضة ساذجة بسيطة ومشت في طريق لم تكن تريده بفعل الصخب والشوشرة التي افتعلتها المجاميع الاخرى من الرفقاء في المعارضة فوجدت نفسها في ارض لم تقصده. او انها خبيثة وماكرة وتريد ان تسترزق على اي مائدة مهما كان الطعام مسموما طالما انها توصل الى النتائج!

لذا نقول ان التململ من الحالة السياسية بالبلد واقع نعيشه جميعنا، فالتردي والتدهور امتد وطال كل شيء، ولا تبدو في الافق حلولا قريبة. لكن السيئ في الامر ان معارضة رشيدة ممكن التعويل عليها هي المفقودة، والبديل المتوفر معارضة عنصرية اقصائية. فالشعارات المرفوعة من قبل المعارضة صحيحة، لكن غير المطمئن والمُحزن ان من يتصدى هي هذه الفئة التي أرتنا من قبل وجهها القبيح العنصري، الفئة التي شحنت البلاد والعباد بالكراهية والضغينة. فكما اننا نريد مقارعة الفساد والتدهور الحاصل، نريد كذلك ان نحارب هذه الفئات ممن تدعي بأنها معارضة وتريد الخراب للبلد.

Hasabba@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي