مدريد

تصغير
تكبير
عندما أسس المسلمون المدينة - التي يطلق عليها حديثا في أسبانيا مدريد- أطلقوا عليها اسم «مجريط»، وبقي هذا الاسم مستخدماً حتى بداية القرن الثالث عشر ثم ظهرت كلمة «مدريد». وفي مطلع القرن العشرين درس الأسباني «مانويل غومث مورينو» معنى كلمة «مجريط»، فوجد أنها تتألف من مقطعين، هما: «مجرى» و«يط». فالمقطع الأول هو عربي الأصل والمقطع الثاني لاتيني الأصل ويعني «الكثرة». وبالتالي نفهم أن «مجريط» تعني المدينة التي تكثر فيها مجاري المياه. هذه هدية لمحبي النوادي الأسبانية ولاعبينها الذين قُتل أجدادهم المسلمون في بلاد الأندلس.

أما برشلونة، تقول بعض الأساطير ان «هاملسار بارسا» والد «هنيبعل» أسس مدينة برشلونة في المكان الذي توجد فيه برشلونة اليوم. ففي القرن الخامس عشر قبل الميلاد اتخذ الرومان من المنطقة حصناً أو مخيماً لجيوش الدولة. وفي أوائل القرن الخامس الميلادي احتلت المنطقة من قبل القوط الغربيين ثم فتحها المسلمون في القرن الثامن الميلادي إلا أن «لويس الورع بن شارلمان» استطاع أن يستولي على المدينة عام 801م وبقيت برشلونة تحت الحكم النصراني حتى عام 985م عندما استردها القائد المسلم محمد بن أبي عامر المنصور -رحمه الله- وهو أحد أقوى حكام الأندلس.

ثم حكام برشلونة بعد الفترة الإسلامية عملوا على توسيع كونتية برشلونة باحتلال المناطق المجاورة من بلاد المسلمين جزر الباليار ومدينة فالنسيا وأسسوا ما عرف بمملكة أراجون والتي سيطرت على أجزاء واسعة من البحر المتوسط خلال القرن الثالث عشر الميلادي ووصلوا لمدن في أقصاه كأثينا. وكلاهما كانا من بلاد المسلمين ولكن النصارى أخذوها وقتلوا المسلمين وأهلها. وأنا أكاد أجزم أن كل من يشجع مدريد أو برشلونة لا يعرف كل هذه التواريخ، وإنما يحفظ البطولات الكروية بسنواتها وينسى تاريخ وأمجاد أجداده المسلمين. وأختم هذا المقال قائلاً: رحم الله المنصور محمد بن أبي عامر، فإن في سيرته لعبرة لأحفاده خاصة وللمسلمين عامة.

@fahdaldosree
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي