ظاهرة تتكرر كل عام دراسي أمام مكاتب الأساتذة بعد إعلان نتائج الإختبارات النهائية

طلبة الجامعة: «استجداء» الدرجات... عيب

تصغير
تكبير
• حسين البناي: بعض الطلبة يحرصون على اختيار المقررات التي يقوم بتدريسها أساتذة معينون لأنهم قد يتساهلون أو يتعاطفون معهم

• عبدالوهاب الفرحان: طريقة تقويم الطالب وحساب درجاته مناسبة جداً وتمكنه من حصد الدرجات بشكل عادل

• عمر عبدالرحيم: أرفض أن يلجأ الطالب إلى الواسطة من أجل رفع درجاته

• فارس الحسينان: لا توجد صعوبة في الاختبارات والدكاترة لا يقصّرون في شرح المنهج وتوضيحه لنا
ما إن تنقضي فترة الاختبارات الجامعية، بعد أن أثقلت كاهل الطالب الجامعي بهمومها ومشاكلها، حتى تبدأ فصول معاناة وهموم أخرى، متمثلة بما حصده الطالب من تقدير في المقررات الأكاديمية طوال العام الدراسي، فيبرز خلال هذه الفترة مشاهدة المجاميع الطلابية أمام مكاتب الأساتذة الجامعيين، وهم «يستجدون الدرجات» لتنقلهم من تقدير إلى آخر.

وينشط خلال هذه الفترة أيضا عمل الواسطات والمحسوبيات لرفع درجات الطلبة، إذ يندر أن تشاهد طالبا يذهب بمفرده إلى أستاذه الجامعي ليناقش معه درجته النهائية، بل تجده يذهب بمعية أشخاص معينين لعلهم يؤثرون على قرار أستاذ المقرر ليرفع الدرجة من تقدير إلى آخر.

عدد من الطلبة ممن التقت بهم «الراي» شددوا على أن «الطالب الجامعي يجب ألا يستجدي الدرجات من الأساتذة، وأن يكون مسؤولا عن نفسه، وعما تم تحصيله خلال الفصل الدراسي، فهو ليس بحاجة إلى أشخاص آخرين (واسطة) ليقنعوا أستاذه بمنحه درجات أخرى، بل يجب على الطالب أن يكون حريصا دائما على تأدية المطلوب منه في الاختبار دون النظر إلى مزاج بعض الأساتذة في وضع الدرجات»...وفي ما يلي المزيد من التفاصيل.

قال الطالب فارس ناصر الحسينان، «لا يوجد صعوبة في الإختبارات، والدكاترة لا يقصرون، فهم يعملون جاهدين على تغطية كل شيء في المنهج وتوضيحه لنا، ومن (يتحلطم) على مستوى الامتحان، أو درجته في نهاية الفصل، فهذا الأمر راجع إلى الطالب نفسه وما يقدمه من مجهود ومستواه أثناء الدراسة، فلو كان الطالب يدرس أولا فأول، ويتابع مواده الدراسية بشكل مستمر، لما تعرض إلى صعوبات أو مشاكل في مسيرته الدراسية، وبالتالي فأنه من العيب أن يستجدي الطالب الدرجات».

وأشار الطالب عبدالوهاب الفرحان، الى «صعوبة الامتحانات، لاسيما وأنها في العادة تستهدف تحدي الطالب في أسئلة ذات مستوى بعيد عما يقدمه الأساتذة وما هو موجود في الكتاب».

لكن وبالرغم من ذلك، فإن عبدالوهاب، يرى أن «لدى الطالب الإمكانية في حصد الدرجات طوال الفصل الدراسي، لاسيما من خلال الامتحانات القصيرة والواجبات، فالطالب الجامعي لا يجب أن يركز فقط على الاختبار النهائي للفصل، بل يجب أن يركز طوال الفصل في حصد الدرجات، حتى لا يضطر في أن يضع كل اعتماده على الإختبار الأخير»، مبينا في الوقت ذاته أن «الطالب الجامعي ليس له عذر إذا أهمل كل هذه الأشياء وفوت الفرص عليه، مع العلم أن طريقة تقويم الطالب وحساب درجاته مناسبة جدا له وتمكنه من حصد الدرجات بشكل عادل».

واوضح الطالب عمر عبدالرحيم، أن «الطالب المجتهد، حتى وإن لم يحقق التحصيل الذي يطمح له، يبقى محل تقدير ومراعاة من قبل أساتذته، وأحيانا ما يتم مراعاته إذا كان بحاجة إلى جزء بسيط من الدرجات، لأن الدكاترة يراعون حال الطالب المهتم بالدراسة، لكن إذا كان الطالب مهملا طوال الفصل الدراسي ولم يحقق الحد الأدنى المطلوب للنجاح فهو لا يستحق أن يجتاز المقرر، ومن الأفضل له إعادة دراسة هذا المقرر، حتى لا يتخرج من الجامعة وهو غير مؤهل تأهيلا مناسبا في فهم تخصصه».

وبين عبدالرحيم، أن «الطالب الجامعي إذا لم تعجبه درجته في نهاية الفصل عليه أن ينتقل إلى السبل المشروعة في ذلك من خلال التحدث مع أستاذ المادة ومناقشة أعماله خلال الفصل الدراسي، وليس من خلال جلب واسطات أو أحد من أقاربه، فالطالب من المفترض في هذه المرحلة أن يكون معتمدا على نفسه وليس بحاجة إلى مساعدة الآخرين».

ورأى الطالب حسين البناي، أن «صعوبة الامتحانات متفاوتة بحسب طبيعة المواد نفسها، ومهما يكن يبقى مجهود الطالب هو المطلوب في مواجهة الإختبارات، فليس من المعقول أن يلوم الطالب أساتذته إذا كان مقصرا بحق دراسته، فالطالب المجتهد لن يخب سعيه وسيحقق مراده مهما بلغت صعوبة الاختبارات».

ولفت الطالب عمر أبو زيد، الى أن «هناك العديد من الطلبة الذين يعقدون آمالا كبيرة على أساتذتهم في منحهم الدرجات التي يريدونها، فدائما ما نجد الطلبة يحرصون كل الحرص على اختيار المقررات التي يقوم بتدريسها أساتذة معينين، فقط لأنهم قد يتساهلون أو يتعاطفون مع الطلبة في رصد الدرجات، وفي الحقيقة هذا الكلام غير واقعي حتى وإن وجد من يتساهل مع الطلبة، ففي النهاية العبرة بما يقدمه الطالب من مجهود وعطاء أثناء الفصل الدراسي».

واضاف أبو زيد، إن «الدراسة الجامعية سهلة نظرا للنظام الدراسي الذي يتيح للطالب المزيد من الحرية في الدوام ودراسة المواد، لكن حتى هذه السهولة تحتاج إلى اجتهاد ومثابرة».

وقال الطالب عبدالرحمن جمال، «لا توجد صعوبات في الامتحانات كالتي يبالغ فيها الطلبة دائما، فالمسألة بسيطة جدا، ما ندرسه هو ما يتم اختبارنا فيه، وإذا كانت هناك صعوبة فإنها لا يمكن أن تأتي إلا بمستوى يراعي عقلية الطالب، وما وصل إليه من مرحلة علمية يفترض أن يكون قادرا على حل المشاكل المختلفة ويفكر في إيجاد الطرق البديلة في حلها».

واضاف جمال، أن «الطالب الجامعي يعلم منذ اليوم الأول في دوامه الجامعي فلسفة وطريقة احتساب الدرجات التي يعتمدها كل دكتور، وبالتالي يجب أن يحرص منذ البداية على الالتزام وتقديم الدراسة على الأمور الأخرى كأولوية ضرورية يهتم بها الطالب في كل يوم من أيام الفصل الدراسي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي