سلوى علوان في «امرأة خائفة»: أبحث عن مصر التي تبدّلت ملامحها

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628
غلاف الكتاب
تصغير
تكبير
صدر أخيرا عن سلسلة حروف التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، رواية «امرأة خائفة» للكاتبة المصرية سلوى علوان.

علوان، تبدأ روايتها بمقدمة صادمة تؤهل من خلالها القارئ وتتحدث بتجرد، قائلة :« مصر تبدلت ملامحها، وتغيرت أحوالها، وعانت معالمها شتى ألوان الفساد والجهل والقسوة، وبكى ماضيها وحاضرها، مصر التي خافت ولم تكن تخاف، مصر المحروسة التي لم تعد محروسة بقاهرتها التي لم تعد قاهرة، عن وطن نشعر فيه بالغربة، بيعت أرضه وهواؤه وسماؤه لتجار الهوى والليل، عن رعشة الجسد داخل الزنازين، عن قهرة الجبابرة للرجال وجلدة السجان للبريء، عن أفواه حق كممت، وألسنة صدق قطعت، وشرايين حياة بترت، عن الإنسان حينما يكون نصف حي ونصف ميت».

تسرد علواني رحلة حياة امرأة شرقية وبالأحرى مصرية من العقد السابع في القرن العشرين حتى نهاية كتابتها للرواية في العام 2010 ساردة كل الوقائع التي حدثت وفجعتها، بدءاً بكبت الحريات مرورا بضرب غزة وسقوط مدن عربية مثل بغداد وألمها على فقدان ذويها، ثم غرق العبارة السلام وأنفلونزا الطيور، وغيرها من الأهوال التي عاشتها بطلة الرواية.

تعتمد الرواية في صياغتها على اللغة الشاعرية، كما تميل في بعض مقاطعها إلى الكتابة الرومانسية، وتتكئ الكاتبة فيها على استخدام الراوي المشارك في الأحداث، كما أنها من خلال تراكيب العمل تقوم بصياغة الصور المجازية التي تستخدمها بطريقتها الخاصة، كما تعتمد على أساليب الإنشاء المتناثرة لتحرك الذهن داخل هذا العالم الرومانسي بلغته.

تستمر علوان في التوغل والكشف عن الخطوط الحمراء التي تحيط بالأنثى في عالمنا الشرقي وكم المحاذير التي تسبح فيها الأنثى الشرقية رغما عنها لتحاول أن تهبط بها للقاع، وهي الثائرة على كل ظلم عام، لكنها ورثت الخوف عن الأمهات والجدات، وهذا الخوف العميق الذي توحي به الرواية جاء متناسقا ومعبرا مع عنوان الرواية ولم يكن الخوف فقط بل القهر الاجتماعي أيضا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي