الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

تجربة مذلة

تصغير
تكبير
جاسم مجتهد ويحاول أن يطوّر من قدراته.... يعترف أمام كل من يعرف بأن سبب نجاحه ليس ذكاؤه، وإنما بسبب اجتهاده وإخلاصه في العمل... وليس للذكاء الخارق أي مكان. جاسم حصل على الماجستير ويستعد للحصول على الدكتوراه.

قرر أن تكون الدكتوراه من أفضل الجامعات في العالم... وبالفعل بفضل إخلاصه واجتهاده هو الآن في هذه الجامعة المرموقة.


كان موضوع البحث عن القياديين ومدى أمانتهم وإخلاصهم وحرصهم على الأموال العامة... كان يبحث مع الجامعة التي يدرس بها عن تجربة تفسّر للجميع لماذا المشاريع الحكومية في بعض الدول تُرصد لها الميزانيات الضخمة، والمشاريع في الغالب لا يُكتب لها النجاح... أو تفشل، بالرغم من أن الأموال قد صرفت من خزينة الدول... هذه الأسئلة مطلوب من جاسم أن يجيب عنها... ويشرح للعالم سبب فشل المشاريع!

رصدت إدارة الجامعة مبلغاً كبيراً لجاسم والفريق المساعد له من أجل إنجاح التجربة. فالجامعات الكبيرة تهمها البحوث لأنها المحرك الأساسي لتطور المجتمع.

كانت التجربة عبارة عن إعطاء خمسة قياديين مبلغ مئة ألف دينار والطلب منهم الذهاب إلى الخباز وإحضار خبزة واحدة فقط!

النتائج كانت:

اثنان من القياديين أخذا المبلغ ولم يرجعا أبداً...

واحد من القياديين حضر متأخراً خمس ساعات والخبزة يابسة وغير صالحة للأكل أبداً...

واحد آخر من القياديين حضر متأخراً ثلاث ساعات والخبزة مأكول منها ولم يبق إلا أقل من نصفها...

أما القيادي الوحيد الذي رجع في الوقت المحدد، فقد أحضر خبزة محروقة...

قبل نشر نتائج البحث، قرر أن يلتقي أحد المسؤولين في الدولة ليناقش معه النتائج وما حصل معه بهذه التجربة المذلة لسمعة الدولة... كان رد المسؤول: «إنها غلطتكم، كان يجب أن تعطي كل واحد منهم مليون دينار... مئة ألف بس... وتبون خبز!».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي