«تراودني تجربة شادية في الاعتزال أو تقديم برنامج سياسي»

آثار الحكيم لـ«الراي»: ماذا قدمت هيفاء وهبي للفن ... غير إثارة الغرائز في «حلاوة روح»؟

u0622u062bu0627u0631 u0627u0644u062du0643u064au0645
آثار الحكيم
تصغير
تكبير
• الذين هاجموني لديهم قصر نظر ويشجعون الإسفاف والابتذال

• بعد اعتزالي فقدت أي متعة في مشاهدة أي عمل فني
قالت الفنانة المصرية آثار الحكيم إنها تراودها تجربة الفنانة شادية في الاعتزال من ناحية الاحتجاب التام عن الظهور الإعلامي، بسبب ما خاضته من حروب إعلامية بعد الاعتزال، الى جانب وجود أولويات جديدة لديها.

ووصفت الحكيم في حوارها مع «الراي» تصريحات الفنانة هيفاء وهبي ضدها، والتي اعتبرت أعمالها أصبحت من الآثار، بأنها قصر نظر منها وأنها مشفقة عليها من استغلال الآخرين لجمالها في الأعمال الفنية، ووصفت أيضا الفن الذي تقدمه وهبي بأنه أفقر أنواع الفن، وتساءلت «ماذا قدمت هيفاء وهبي للفن؟... ففيلم مثل «حلاوة روح» أقل ما يقال عنه أنه يثير الغرائز». كما تطرقت الحكيم لرأيها في تجربة الفنانين في تقديم البرامج وأسباب اعتزالها ورأيها في الأفلام المستقلة، نافية تماما الإساءة للشعب اللبناني:


• بعد أزمة فيلم «حلاوة روح»، هل ترين أن الإعلام أعطى مشكلة الفيلم أكثر مما تستحق؟

- أرى أن الموضوع أخذ حجما مهما، خاصة بعد القرار الصائب الذي اتخذه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بوقف عرض الفيلم وإعادته مرة أخرى للرقابة، فهذا القرار تكمن أهميته في أنه جاء من مسؤول مهم، وهو رئيس الوزراء والذي اتخذه بناء على شكاوى متعددة وردت إليه من المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة ومنظمات حقوق الإنسان نتيجة الاستغلال الجنسي للطفولة البريئة في فيلم مثل «حلاوة روح»، وجاء في نفس توقيت شكاوى من مسلسل «قلوب» الذي يعرض على الفضائيات ومعها التلفزيون المصري، وبناء على هذا أصدر وزير الثقافة قرارا بتشكيل لجنة من عدد من الرموز المجتمعية، وأنا معهم لمناقشة هذه التجاوزات والابتذال الذي يتضمنه بعض الأعمال الفنية، سواء التلفزيونية أو السينمائية ومحاولة استغلال الفن في تقديم العري، وللأسف امتد هذا الإسفاف للبرامج، لدرجة أن الضيوف فيها أصبحوا يتلفظون على الهواء بأفظع الشتائم.

• لكن بعض الفنانين والقائمين على الحركة الفنية اعترضوا على قرار رئيس الوزراء واعتبروا هذا القرار ضد حرية الإبداع؟

- هذه حجج واهية، لأن الدستور كما يحمي حرية الرأي والإبداع هو أيضا يحافظ على عادات وتقاليد المجتمع المصري والطفولة، خاصة لو تم استغلالها بشكل سيئ، أما عن «حلاوة روح» فأي إبداع في أن يركز مخرج بالكاميرا على مفاتن المرأة ويظهر عوراتها؟، في الماضي كانت فناناتنا يرتدين ملابس مكشوفة لكنها لا تحرك الغرائز وليست مخلة، وكانت تتميز بالرقي.

• لكن البعض يرى أن المنع يجب أن يأتي من الجمهور أو الرقابة وليس رئيس الحكومة؟

- لا بد أن نعترف بأن جمهور السينما الآن، خاصة الافلام التجارية، معظمه شباب عمره من 17 إلى 20 سنة، الذين هم نتاج لفساد عصر ليس لديه تديّن أو ثقافة أو تعليم أو قدوة وعاطل ومحاط بالمخدرات والجريمة، وفي نفس الوقت لديه كبت، وهل لا بد أن نقدم له مثلا هذه الأفلام ونقول له عليك اختيار أفلاما أخرى جيدة؟ وموضوع أن الحكومة في المستقبل ستمنع الأفلام التي تهاجم سياستها، فهذا أيضا كلام فارغ لأن الذي يقدم شيئا جيدا ومحترما لا يخاف أي سلطة، لكن الذي «على رأسه بطحة» هو الذي يخاف لأنه متأكد أنه سيقدم شيئاً مسفاً.

• هل مجتمعنا ليس لديه ثقافة «للكبار فقط»؟

- كل مجتمع له عادات وتقاليد وقوانين سماوية ووضعية يلتزم بها، وما يُقدم في الغرب لا يجوز تقديمه هنا في مصر وإلا ما كانت مصر والإمارات وغيرها من الدول العربية منعت «حلاوة روح» في وقت واحد حتى في أميركا بلد الحريات.

• هل ترين أن الصحافة والإعلام بشكل عام ورطك في مشكلتك مع هيفاء وهبي؟

- لا، هذا ليس صحيحا لأني قلت رأيي، لكن الذين هاجموني لديهم قصر نظر ومندفعون ويشجعون الإسفاف والابتذال والعري، هم حرفوا تصريحاتي وأخذوها على أنها هجوم على الشعب اللبناني الذي أكن له كل احترام وتقدير، ولدي أصدقاء لبنانيون أشرف بمعرفتهم، لكن كما قلت كل مجتمع له سلبياته وإيجابياته، فأنا أرى مثلا أن اللبنانيين ملوك برامج المنوعات وأرفع لهم القبعة.

• وكيف رأيت تصريحات هيفاء وهبي ضدك ووصفها أعمالك الفنية بأنها أصبحت من الآثار؟

- أنا مشفقة على هيفاء وهبي، وأقول لها إن وصفك لأعمالي بأنها آثار هو قصر نظر منك لأنك لا تعرفين تاريخ الفن في مصر، وكون أعمالي أصبحت من الآثار فهذا ليس ذما وإنما مدح لأن الآثار باقية، الكثير من أعمالي محفورة في تاريخ الدراما العربية والسينما المصرية، وأقول لها أيضا: من الفنان الذي سيخلد ولن يصبح أطلالا فكل واحد منا له عمر. وقد تركت الفن بكامل إرادتي، وليس لأني عجزت أو لأن الأضواء انحصرت عني، لكني تركت الحياة الفنية وأنا في قمة شهرتي ومع احترامي للسيدة هيفاء وهبي لو تم مقارنة موهبتي التمثيلية وموهبتها فالمقارنة لن تكون في صالحها، فلا أحد يختلف أنها جميلة الجميلات، لكن ماذا قدمت للفن لكي يبقى في تاريخها؟ فما تقدمه هيفاء هو أفقر أنواع الفن.

• هل ترين أن المنتجين يستغلون جمالها في الأعمال التي تشارك فيها؟

- بالتأكيد، فهي تسيء استغلال الجمال، ولا أنكر أنها مجتهدة ولديها إصرار، لكن أختلف معها في عدم توظيف النعمة التي في يديها وبشكل يسيء لها، ففيلم مثل «حلاوة روح» أقل ما يقال عنه أنه يثير الغرائز.

• بالرغم من اعتزالك الفن منذ ما يقرب من عامين، لكن ما زلت موجودة في دائرة الضوء، ما تفسيرك لذلك؟

- لأن المعتاد لدينا أن الاعتزال دائما لا بد أن يصاحبه احتجاب تام، خاصة أن الفنانين الذين سبقوني في الاعتزال اختفوا تماما عن أعين الإعلام، وقد أكون أنا أول حالة تعتزل وتظل تحت الأضواء، فأنا أقوم بنفس الأنشطة التي كنت أمارسها وأنا فنانة، وليس لأنني أصبحت متفرغة وليس لدي ما يشغلني، ومع هذا يراودني هذه الأيام نموذج الفنانة الكبيرة شادية في الاعتزال من ناحية الاحتجاب التام، من كثرة المعارك التي خضتها بعد الاعتزال، بجانب أن كل مرحلة لها أولوياتها، وأنا كل ما يشغلني الآن هو متابعة الأحوال السياسة والتعمق في الدين.

• البعض يسأل ما هي أسباب اعتزالك؟

- هذه الفكرة راودتني طوال 10 سنوات فأنا على مدار عمري الفني لم أكن أتواجد بأكثر من عمل في السنة، وكل ما يمر الوقت تزداد الأوضاع سوءا، فالعمل الذي كنا نستغرق فيه سنة ما بين تحضير وتصوير أصبح الآن لا يستغرق 4 شهور ويتم إخراجه بمخرجين و3 والحياة الفنية لم يعد بها أي استمتاع.

• وهل تتابعين الأعمال الدرامية التي قدمت أخيراً؟

- بعد اعتزالي فقدت أي متعة في مشاهدة أي عمل فني، سواء سينما أو تلفزيون، وآخر عمل تابعته بسبب النجاح الذي حققه كان مسلسل «أهل كايرو»، حتى مسلسل «قلوب» الذي هاجمته بشدة لم أره إلا عندما طلب مني أحد الصحافيين أن أبدي رأيي فيه.

• وكيف تابعت النجاح الذي حققته المسلسلات التركية مع الجمهور المصري والعربي؟

- جيلي عاش نفس التجربة مع الأعمال الأميركية التي تمتد حلقاتها الى 100 حلقة، وكانت تجذب الناس بجمال الصورة وفخامة الديكورات، وبعد ذلك عاد المشاهد لأعمالنا التي يرى نفسه فيها، المشكلة في رأيي في الفضائيات التي تستورد أعمالا غريبة عن عادتنا وتقاليدنا، وهم في أيديهم هذه الأموال عليهم أن ينتجوا عملا وطنيا، ويشجعوا الفن المصري، ويرفعوا مستواه، وسيعود عليهم أيضا بالمكسب المادي.

• وما رأيك في تجربة الأفلام المستقلة الموجودة على الساحة؟

- رائعة وأنا شاهدت بعضها وأعجبت بها مثل فيلم «678» وأعتقد أنها تقف في مواجهة موجة الأفلام التجارية الهابطة التي نتجت من فساد 30 سنة مثل أفلام اللمبي وغيره، والحقيقة أني حزينة على موهبة محمد سعد لأنه لا يستطيع توظيف موهبته وحصرها في شخصيات اللمبي وعوكل وغيرها،

• وكيف رأيت الاتفاقية التي عقدتها درية شرف الدين مع قنوات الـmbc؟

- أعتبرها خدعة كبيرة، ولا أعلم كيف وقعت وزيرة الإعلام في هذا الفخ وقرار رئيس الوزراء بوقف الاتفاقية لتبين مدى قانونيتها قرار صائب لأن تراثنا وتاريخنا ليس لعبة.

• خاض عدد من الفنانين أخيراً تجربة تقديم البرامج، كيف تقيمين هذه التجربة؟

- وسط كل هذا الكم من الفضائيات تحتاج لمادة إعلامية متنوعة لتغطي ساعات البث طوال الـ24 ساعة، لذلك تحاول اختيار الوجوه المشهورة من الإعلاميين والفنانين والرياضيين، وذلك حتى تكون على مستوى المنافسة.

• سبق أن أعلنت عن تجهيزك لبرنامج تدخلين به الساحة الإعلامية، فإلى أي مدى وصل هذا المشروع؟

- مبدأ التقديم التلفزيوني موجود، لكن الفكرة أني أختار برنامجا غير تقليدي في فكرته ويكون سياسيا وأعتقد أنه بعد انتخابات الرئاسة سيتحدد الأمر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي