تابعت الفيديو الذي تناقلته قنوات التواصل الاجتماعي الخاص بطالبة منقبة تسأل أفراد المجتمع الأميركي حول نظرته تجاه النقاب والحجاب.. مسلمة وكويتية لديها الجرأة في نقل انطباع المجتمع الأميركي!
قبل قرابة أربعة عقود كنا ندرس في بوسطن ?أميركا وقبلها في إلينوي وكاليفورنيا وأورقن.... أعادتني هذه الطالبة جزاها الله خيرا إلى تلك الحقبة الزمنية حتى بعد أحداث 11 سبتمبر!
المجتمع الأميركي مجتمع خليط من الثقافات الرابط المشترك بينها هو الحرية وإحترام الآخرين ومحاربة التمييز حتى على مستوى القبول في الجامعات والوظائف ويعاقب عليها القانون متى ما وجدت!
ثقافة هذه الطالبة المنقبة الكويتية رسمت لنا صورة جميلة عن مظهر النقاب والحجاب قليل من أحبتنا مدعي الانفتاح على علم بها!
نحن نقلد المجتمعات الغربية في ظاهر الأمور وننسى أهم أركان مجتمعاتهم من وجوب احترام الأديان والحرية الشخصية في اللبس والتعبير عن الرأي!
لم أشعر بمضايقات للعوائل الملتزمة أثناء دراستي إلا حالات لا تذكر نسبة وتناسبا وهو في القياس مقبول!
ما هي الرسالة التي تريد إيصالها الطالبة المنقبة... وما هو القصد من إجرائها لتلك اللقاءات؟ رسالتها تلك تبين إننا في مجتمعاتنا نحارب المحافظ على مظهره ولا نحترم الحرية الشخصية وحتى الرأي محتكر ويراد منه تعميمه ليقبله الجميع!
كنت أود من طلبتنا هناك عمل دراسة حول طريقة التعيين في المؤسسات والقبول في الجامعات لتوضيح المسطرة المستقيمة التي يتعامل معها الغرب مع المتقدمين للوظيفة والجامعة!
الغرب تفوق عنا في كثير من المواضع بما فيها حالات الاستثناء... وأذكر هنا إنني حصلت على وظيفة في الجامعة تقديرا لتفوقي وظرف الكويت بعد التحرير مع العلم بأن الطالب لا يحق له العمل كشرط من شروط فيزا الطالب!
إن كان أحبتنا يريدون تقليد الغرب.. فلا بأس من أن يأخذوا الجوانب التي تشجع الكفاءات والمعايير المعمول بها كي ننعم بمجتمع فيه المساواة وتكافؤ الفرص منهجا مطبقا!
للثقافة دور في تغيير حال المجتمع... إنها مزيج من القيم والمعتقدات ومتى ما صلحت يمكننا عبور الأزمة التي تعاني منها الكويت!
مما تقدم? نتمنى من أصحاب القرار أن يشعروا بمعاناة الموظفين ومتلقي الخدمات من مرور? صحة? تعليم? إسكان... إلخ!
فعند ملامسة سبب تفشي ظواهر مفسدة سببها سوء مستوى القياديين وطريقة اختيارهم? نكون عندئذ جاهزين لمواكبة المجتمعات الغربية بما في ذلك احترام طريقة اللباس في مجتمع مسلم محافظ فيه العدل والمساواة من أهم دعامات العمل المؤسسي والاجتماعي... والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]