جهود ديبلوماسية لإزاحة «عقدة عون» والتوصل إلى مرشح توافقي لرئاسة لبنان

تصغير
تكبير
اكدت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» ان مشاورات سرية جرت بين مختلف أطراف فريق 8 آذار بمن فيهم رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون أفضت الى قرار بالمضيّ في تحصين الواقع الحكومي بعدما انتقلت الصلاحيات الرئاسية الى مجلس الوزراء مجتمعاً، عند انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان ليس السبت الاحد، لكن فريق عون يتجه نحو رفع لواء تقنين المهمات الحكومية وهو الأمر الذي سيتحدث عنه عون ضمن طرح موقفه من المرحلة الجديدة في مؤتمره الصحافي اليوم.

أما في ما يتعلق بعقدة التشريع في مجلس النواب وسط اتجاه الكتل المسيحية لمقاطعة كل جلسة غير انتخابية للرئيس الجديد، فان هذا الاستحقاق سيحلّ باكراً من خلال مصير الجلسة التشريعية المقررة غدا الثلاثاء لاستكمال مناقشة سلسلة الرتب والرواتب والمرجح ألا تحصل بما يثير خلافاً واسعاً على هذه المسألة.


وتوقعت الاوساط نفسها ان يحصل خلط أوراق على نطاق واسع في شأن الأسماء الاساسية المرشحة للانتخابات الرئاسية بعد بدء مرحلة الفراغ. وهنا تتفاوت التقديرات تماماً من منطلق ان غالبية الاتجاهات الداخلية على الأقل تعتبر ان مرحلة مرشحي الفئة الاولى اي الزعماء الموارنة الأربعة سمير جعجع، ميشال عون وأمين الجميل وسليمان فرنجية قد طويت تماماً بعد 25 مايو وان المرحلة الطالعة أطلقت البحث عن مرشح توافقي يحظى بموافقات وتفاهمات اقليمية وداخلية واسعة بما يُسقِط حكماً وأساساً حظوظ عون تحديداً.

وبذلك ينتظر ان يشكل مؤتمر عون الصحافي اليوم الاختبار الاول الذي ينتظره كثيرون للحكم على كلمة السر التي يتداولها الفريق الداعم له وما اذا كان عون سيمضي تالياً في تعطيل الانتخابات على قاعدة انتخابه او لا رئيس كما لا يزال أنصاره يرددون.

وتعتقد أوساط وثيقة الصلة بجهات ديبلوماسية غربية نافذة ان المرحلة المقبلة ستشهد تكثيفا للمحاولات الديبلوماسية الغربية والاقليمية لإزاحة عقدة عون من طريق الأزمة الرئاسية وإقناعه بالموافقة على أسماء قابلة للتسويق التوافقي يكون له فيها كلمة أساسية. ولكن ثمة شكوكاً كبيرة الآن في مدى نجاح هذه المحاولات قبل بلورة الاتجاهات الاساسية لملفات اقليمية كبيرة معروفة مما يثير الخشية من طول أمد الفراغ الرئاسي.

اما على المستوى السياسي الداخلي، فان الاوساط المعنية لا تستبعد تصعيداً سياسياً واسعاً في الايام القليلة المقبلة في ظل اتجاه قوى 14 آذار الى تحميل عون خصوصاً وتحالفه مع «حزب الله» التبعة الاساسية لتعطيل الانتخابات الرئاسية، في مقابل اتجاه عون من جهته الى تصفية حسابات مع بعض خصومه ولو انه يُستبعد ان يوجه الضربة القاضية الى طموحاته عبر الاستمرار في تحييد الرئيس سعد الحريري تحديداً. ويضاف الى هذا المشهد المعقّد تصاعُد التوتر بين عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي بدأ الاعلام العوني يوجّه حملاته في اتجاهه في وقت يتعرّض فيه لحملة اخرى بسبب زيارته للأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة التي دخلها أمس مع البابا فرنسيس.

وكان نواب 14 آذار توافدوا مساء اول من أمس الى مقر البرلمان في محاولة اخيرة لانتخاب رئيس للجمهوري قبل انتهاء المهلة الدستورية، من دون ان يعتريهم وهم بان النصاب سيتأمّن، لكنهم أرادوا توجيه رسالة حددوا عبرها المسار الذي سيعتمدونه في المرحلة القبلة، اذ اعلن باسمهم نائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان ان فريق 8 آذار «أراد للاستحقاق الرئاسي ان يكون مناسبة للاطاحة بالديموقراطية والميثاقية معا»، مؤكداً «التزامنا بكل صلابة حماية اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين وتنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية واعلان بعبدا، ونعتبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية واجباً واستحقاقاً وطنياً ومناسبة متجددة لحماية الجمهورية بدستورها وميثاقها، وليس عملية تنافسية بين اشخاص»، ومشدداً على «اننا مصممون على حماية الاستقرار العام ومصالح الناس والحفاظ على مؤسسات الدولة وتفويت اي فرصة للعبث بالاستقرار».

واضاف: «يعتبر نواب 14 اذار شغور الموقع الدستوري الاول حدثاً جللاً لا يمكن استمراره وتجاوزه واعتباره كأن شيئا لم يكن، ويعتبرون ان المهمة الاساسية الاولى والوحيدة للمجلس النيابي في الظروف الراهنة تبقى حصرا انتخاب رئيس جديد للبلاد».

جعجع: توصيف «التوافقيين» ... فقط لتسهيل الوصول إلى بعبدا

| بيروت - «الراي» |

أعلن مرشح قوى «14 آذار» للرئاسة اللبنانية رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ان «من يدّعون انهم توافقيون ليسوا كذلك»، لافتاً الى «ان هذا توصيف لتسهيل الوصول الى بعبدا ولا ينطبق على بعض الاشخاص» في اشارة ضمنية الى زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون.

واذ اعتبر جعجع أنه «لا يتصور نفسه توافقياً بمعنى انا لا أملك مشروعاً سياسياً خاصا بي أترجمه»، أعرب عن اعتقاده أن «مواقف رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في الفترة الأخيرة من عهده ازعجت الفريق الآخر، والهجوم عليه كان هدفه ايصال رسالة واضحة المعالم وهي أن أي رئيس مقبل يحاول أن يبدأ من حيث انتهى سليمان سيتعرض للعرقلة».

ورأى أن «الفريق الاخر ليس خصماً شريفاً بل يستعمل كل الاساليب من التزوير والاشاعات في سبيل التخلص من الخصم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي