مؤيّدوها يعتبرونها «خطوة طبيعية» ومعارضوها يصفونها بـ «التطبيعية»

الراعي يبدأ زيارته للأراضي المقدسة

تصغير
تكبير
«فعلَها» البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتمسك بزيارة الاراضي المقدسة بملاقاة البابا فرنسيس في تطوّر تراوح قراءته في بيروت بين مؤيّدين يعتبرونه «حدَثاً تاريخياً» و«خطوة طبيعية» في سياق تثبيت الوجود المسيحي في فلسطين والقدس ومحاربة عملية تهويدها وتأكيد هويتها العربية، وبين معارضين بشّدة يصفونه بـ «الخطيئة التاريخية» و«الخطوة التطبيعية» التي تشرّع الباب امام الاعتراف باسرائيل. وكرّس الراعي اسمه كأوّل بطريرك ماروني منذ نشوء دولة اسرائيل يقصد الاراضي المقدسة، غير آبه للانتقادات المباشرة التي وُجّهت اليه ولا سيما من «حزب الله» الذي أبلغ اليه «وجهاً لوجه» معارضته الزيارة ومحذراً من «مخاطر» تداعياتها، ولا لاستعادة البعض تجربة سلَفه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي رفض مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني حين زار فلسطين المحتلة.

وبمغادرته بيروت امس متوجّهاً الى الاردن، وجّه الراعي «رسالة صامتة» لمنتقديه، فتعمّد السفر «بلا كلام» في مطار بيروت على غير عادته وذلك في اطار الحرص على سحب البُعد «السجالي» عن الزيارة، قبل ان يعلن من عمان انه «استأذن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام بزيارة الاراضي المقدسة، وأنا ملتزم بالقوانين اللبنانية»، لافتاً الى ان «الأصوات المرحبة بزيارتي أكبر بكثير من الجهة المعترضة، وزيارتي رعوية وليقبل مَن يفهم وليرفض مَن يرفض».


والبطريرك الذي كان استغرب في اكثر من تصريح الانتقاد «المخزي والمعيب» لزيارته، مؤكداً «إنني ذاهب لاستقبال البابا كوني صاحب سلطة بطريركية على الاراضي المقدسة وايضاً ذاهب إلى بيتي وشعبي وإلى أرض مقدسة يتواجد فيها المسيحيون قبل أن تتواجد إسرائيل»، يضرب موعداً غداً في بيت لحم حيث سيشارك في الذبيحة الإلهية التي يترأسها البابا ثم في اللقاء الذي يُعقد في كنيسة القيامة، وصولاً الى الاثنين حيث سيلتقي رأس الكنيسة المارونية رعيته في القدس ثم يشارك مع البابا في لقاء الرعية وعدد من الإكليريكيين قبل ان يحين موعد ساعة الصلاة في كنيسة الجثمانية، ليتابع الراعي زيارته بعد مغادرة البابا حتى الجمعة المقبل مبدئياً حيث سيزور الرعايا الموارنة في فلسطين المحتلة في الجليل.

وبات محسوماً ان الراعي ليس في عداد الوفد الرسمي المرافق للبابا وسيشارك في جميع النشاطات الدينية في الكنائس والبطريركيات إلا أنه سيتغيّب عن كل النشاطات السياسية والرسمية، وخاصة الإسرائيلية منها ولن يزور «جبل هرتسل». وفي جدول لقاءاته اجتماعان بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الاول في بيت لحم مع البابا والثاني يتحدد موعده لاحقاً.

والاكيد ان الراعي الذي يرافقه في الزيارة النائب البطريركي العام المطران بولس صياح (الاسقف الماروني على الاراضي المقدسة سابقاً) والمسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، سيلتقي مجموعة من اللبنانيين غادروا البلاد بعد الانسحاب الاسرائيلي العام 2000 خشية تعرضهم للملاحقة او لعمليات ثأرية بسبب «تعاملهم مع اسرائيل» ابان احتلال جيشها لاجزاء من جنوب لبنان، وهو اللقاء الذي يتوقع ان يثير موجة انتقادات في بيروت.

وقبيل بدء الزيارة، اعلن المطران صياح أن الراعي سيتوجه الى الأراضي المقدسة من طريق الأردن والأراضي الفلسطينية ومنها إلى القدس، وأنه لن يكون على متن الطائرة التي تنقل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والوفد المرافق له والتي ستحط في مطار اللد الإسرائيلي.

... ويترك الهواء غاضباً خلال لقاء مع «فرانس 24»

|بيروت - «الراي»|



أطلّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقابلة على قناة فرانس 24 انتهت بغضب البطريرك ونزع الميكروفون وإنهاء الحوار مباشرة على الهواء.

وكان الإعلامي ميشال الكيك يسأل البطريرك عبر الأقمار الصناعية عن تفاصيل لقاءاته في الأراضي المقدسة والانتقادات التي وُجهت لها.

وتحت وطأة إصرار محاوره على استحضار الانتقادات للزيارة وأبعادها السياسية ورفض أسلافه القيام بها، غضب الراعي وقال: «انا لست هنا لـ (تلقي) إدانات»، وتوجّه للكيك بالقول: «انت لا تريد ان تفهم وغيِّر الموضوع» ثم بادر الى نزع الميكروفون وقطع الحوار على وقع مفاجأة الكيك الذي اعتذر من البطريرك والمشاهدين على ما حصل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي