بلبلة في بيروت قطر وافقت... لم توافق على منح «تلفزيون لبنان» حق بث «المونديال» !

تصغير
تكبير
هل يتنفّس اللبنانيون الصعداء؟ هذا السؤال طُرح عصر امس مع المعلومات عن موافقة قطر على إعطاء تردّدات نقل مونديال البرازيل 2014 لـ «تلفزيون لبنان» الرسمي، وهو ما يتيح للجمهور المحلي مشاهدة المباريات التي تنطلق في 12 يونيو المقبل بشكل مجاني ودون دفع اي كلفة اضافية.

الا ان «الهبة الباردة» التي احدثتها هذه المعلومات «فرْملتها» شركة «سما»، الموزّع الحصري لقنوات «بي إن سبورتس» بواسطة الكايبل ومالكة حقوق بث مباريات كأس العالم 2014 في لبنان، بنفيها خبر حصول تلفزيون لبنان على حقوق بث المونديال.


وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان وجّه رسالة الى أمير قطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني متمنيا عليه منح «تلفزيون لبنان» حق بث مباريات بطولة العالم نقلا عن تلفزيون «الجزيرة» او «بي ان سبورتس» الذي يملك الحق الحصري في نقل هذه المباريات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وسبق هذا التطوّر قلق كبير عمّ قسماً كبيراً من اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم عشية «المونديال»، الذي تحضّروا له «على طريقتهم» المعتادة برفع أعلام المنتخبات التي يشجعونها على سياراتهم والشرفات، أمام انحصار خيار مشاهدة المباريات بمَن يملك جهاز استقبال (ريسيفر) في منزله ويبقى عليه شراء «الكارت» اي بتكلفة دنيا محددة عند 100 دولار (من شركة «سما»). في حين يتعيّن على من لا يملك جهاز استقبال ان يشتريه بسعر قد يصل الى 200 دولار لتصبح التكلفة 300 دولار.

اما بالنسبة للمشتركين في شركات «الدش» غير المرخّصة والتي تشهد «طفرة» في مختلف المناطق جعلتها تحتل الحيز الأكبر من السوق اللبنانية، فعاشوا مرارة احتمال حرمانهم من مشاهدة المونديال، تحت طائلة فرض عقوبة، بحال تمّ ضبْط ايّ مخالفة، على موزع الكابلات فيُحاكَم بجرم خرق قانون الملكية الفكرية.

والواقع انه منذ مونديال ألمانيا العام 2006 طُرحت هذه الإشكالية التي تراوح بين حدّيْ حقوق قناة «الجزيرة» الحصرية وقوانين «الفيفا» ومفارقة اضطرار قسم كبير من ذوي الدخل المحدود او الذين يعيشون على خط الفقر او تحته في لبنان الى دفع ما يوازي «ثروة» بالنسبة الى مدخولهم لقاء متابعة «عرس» الرياضة الاكثر شعبية وشعبوية في العالم والتي كانت يوماً «لعبة الفقراء» قبل ان تدخل سوق «البيع والشراء» وتتحول واحدة من أكثر «السلع التجارية» تداولاً ومصدراً للاموال في «الكرة الارضية».

وكان رئيس مجلس ادارة «تلفزيون لبنان» طلال المقدسي اكد لـ «الراي» «ان التلفزيون على أتم استعداده لتلقّي البث ونقل مونديال البرازيل، حيث تم تركيب الصحون والكابلات، وهو على استعداد لأن يكون على الهواء خلال ساعتين متى حصل على موافقة قطر، فلا يخفى على أحد أن هذا الحدث العالمي من شأنه أن يعيد أمجاد تلفزيون لبنان ويضعه في المقدمة، وبما أن شركة «سما» لديها عقد نافذ مع تلفزيون «الجزيرة»، فإنه في حال حصول اتفاق مع التلفزيون الرسمي فإن الأخير سيطلب ويتمنى على تلفزيون «الجزيرة» أن يعوّض على شركة «سما المصاريف التي تكبّدتها، لأن هذا العمل اعلامي أكثر من كونه تجاريا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي