كلام عون عن «مثلث» يضمّه إلى نصرالله والحريري حجب وقائع الجلسة

البرلمان اللبناني يفشل مرة خامسة في انتخاب رئيس

u0646u0648u0627u0628 u0644u0628u0646u0627u0646u064au0648u0646 u0641u064a u0627u0644u0628u0631u0644u0645u0627u0646 u0627u0645u0633 (u0623 u0628)
نواب لبنانيون في البرلمان امس (أ ب)
تصغير
تكبير
يومان ويصبح لبنان رسميا في قبضة الفراغ الرئاسي الذي تُفتح له «أبواب القصر» ابتداء من منتصف ليل السبت - الاحد بعدما بات محسوماً ان السباق الرئاسي لن ينتهي ضمن المهلة الدستورية إلا الى عدم انتخاب رئيس جديد وخسارة اللبنانيين فرصة لإنجاز هذا الاستحقاق «داخل جدران البيت» عوض انتقاله المرتقب الى «أروقة» الصراع اللاهب في المحيط وحسابات العواصم الكبرى والدول الطامحة الى ترسيم جديد للنفوذ في المنطقة.

وتابع الوسط السياسي اللبناني من باب «رفع العتَب» امس الجلسة الخامسة التي عقدها مجلس النواب ولم يكتمل نصابها (86 نائباً من اصل 128) أسوة بالجلسات الاربع السابقة اذ دخل 73 نائباً القاعة العامة (بعض نواب عون حضروا دون الدخول) فيما برز غياب كل نواب «حزب الله» عن مقر البرلمان الذي اعلن رئيسه نبيه بري إبقاء جلساته مفتوحة حتى اكتمال النصاب لانتخاب رئيس جديد للبلاد.


ولم يكن الحدَث في «ساحة النجمة» حيث مقر البرلمان والكواليس السياسية الوقائع المتوقّعة لجلسة الانتخاب بل الموقف المثير للجدل الذي اعلنه رئيس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون عن سعيه لإقامة «المثلث الاضلاع» الذي يضمّه والرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر حديث أدلى به ليل الاربعاء الى محطة «المنار» التابعة للحزب في مناسبة الذكرى 14 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي.

وقد استدعى هذا الموقف بتوقيته عشية انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية التوقف عند دلالاته خصوصاً انه أطلق موجة ردود فعل سلبية من خصوم عون الذين حذروا من خطورة هذا الكلام. فبحسب مصادر بارزة في قوى 14 آذار وكذلك في أوساط الوسطيين، فان النظرة الفورية الى هذا الموقف لا تنفصل عن «محاولة عون ايهام أنصاره كما خصومه انه لا يعتبر ان بداية مرحلة الفراغ تعني قطعاً لورقة حظوظه في الرئاسة على ما توحي كل المؤشرات بل أراد الايحاء انه لا يزال متقدما كل الاحتمالات بعد 25 مايو».

ولكن المصادر نفسها تعتبر عبر «الراي» ان عون، الذي يعقد الاثنين مؤتمراً صحافياً يحدد فيه موقفه لمرحلة ما بعد الفراغ، مضى نحو ارتكاب «خطأ كبير» في إثارته المخاوف والشكوك لدى المسيحيين خصوصاً من موضوع اللعب على وتر حصر التمثيل المسيحي بشخصه وتياره اولاً ومن ثم في استحضار هاجس «المثالثة» (السنية - الشيعية - المسيحية) بدل المناصفة (المسيحية - الاسلامية) من خلال طرحه المفاجئ للثلاثي القائم على شخصه والحريري ونصر الله والذي يستبعد فيه ايضاً المكوّن الدرزي عبر عدم ذكر النائب وليد جنبلاط.

وتشير المصادر الى ان عون بدا غير آبه بالتداعيات التي قد يثيرها لدى الكثير من القوى المسيحية وغير المسيحية وهو امر ينمّ إما عن يأس فعلي في الوصول الى الرئاسة وإما عن محاولة إحراج حليفه الاساسي «حزب الله» من خلال تصوير نفسه جسر تواصل بين الحزب والحريري. كما ان هذه المحاولة أرادت اثارة انطباع عن بُعد إقليمي يتصل بمناخ الحديث عن تقارب إيراني - سعودي محتمل بما يؤكد في رأي المصادر ان عون لا يزال يتطلع الى إلباس طموحه الرئاسي وظيفة اقليمية، وهو الامر الذي يكتسب دلالة سلبية لا ايجابية كون موقف عون جاء بعد ثبوت عدم مماشاة السعودية لطموحات عون في الحصول على موافقتها على انتخابه أقلّه في ما أثبتته التطورات حتى الساعة.

وفي موازاة ذلك، قالت أوساط قريبة من مرجع رسمي كبير لـ «الراي» ان المحاولات الكثيفة التي جرت خلف الكواليس للدفع نحو التمديد للرئيس ميشال سليمان في اللحظة الاخيرة والتي لم تنجح كشفت فعلاً انخراط عدد من السفراء الغربيين في هذه المحاولات وهو الامر الذي يعني ضمناً ان هؤلاء السفراء ما كانوا ليقدموا على هذه المحاولات لولا معطيات لديهم بان اي بلورة لإمكان انتخاب رئيس جديد لن تكون واضحة ومضمونة في القريب العاجل.

وتضيف هذه الاوساط انه رغم الكلام عن فترة محدودة للفراغ الرئاسي فان اي معطيات جدية وواقعية لا يمكن الركون اليها لرسم أفق زمني واضح لمرحلة الفراغ الذي سيحدد مسارها بالنسبة الى 8 آذار السيد نصر الله عصر الاحد في كلمة يلقيها لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير». كما انه لا يزال مبكراً الجزم بلائحة المرشحين الجديين الذين سيطرحون في مرحلة ما بعد 25 مايو، ولو ان بعض المعطيات الجدية تكاد تؤكد ان أسماء الزعماء الذين طرحوا في هذه الحقبة باتت غير قابلة للتسويق خارجياً وداخلياً.

جعجع: الراعي معه تعهّد خطي من «حزب الله» بعدم تطيير النصاب

| بيروت - «الراي» |

كشف مرشح قوى 14 آذار لرئاسة الجمهورية رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أبلغ اليه خلال لقائهما اول من امس أنه أطلع المؤسسات المارونية التي اجتمع بها «على وثيقة موقعة من قياديين في حزب الله (من خلال لجنة الحوار بين بكركي والحزب) يتعهدون فيها عدم تطيير نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية»، مشيراً الى ان «الراعي أطلع ايضاً المؤسسات المارونية على وثيقة موقعة من أقطاب الموارنة بعدم تطيير النصاب».

وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقده امس في مقره في معراب بعيد عدم تأمين فريق 8 آذار نصاب جلسة الانتخاب الرئاسية الخامسة: «انه يوم حزين لانه كانت لدينا فرصة ان يكون الاستحقاق جدياً ولبنانياً والنزول الى الجلسات لانتخاب رئيس»، لافتاً الى ان «ثمة 75 نائبا التزموا الدستور بحضور جلسة الانتخاب اما الباقون فيمارسون البلطجة على الدستور وتعطيل الديموقراطية».

وقال انه «لو نزل عون مرشحاً الى الجلسة لكان ثمة 3 مرشحين معلنين الى جانب حلو فتجري الدورات التي كانت ستنتهي اما برئيس هو عون او جعجع، لكن الفريق الآخر أدخل البلاد في الفراغ وعطّل امكان حصول استحقاق لبناني وعطّل المجيء برئيس قوي».

واشار الى انه «مستمر في البحث عن حل لجعل الفراغ بأقل مدة ممكنة»، موضحا ان «البطريرك الراعي حزين» لانه لم يتم التزام ما ورد في وثيقتيْ الاحزاب المسيحية و«حزب الله» لجهة تأمين النصاب، ومؤكداً ضرورة البدء بالضغوط كي يكون الفراغ لأقصر فترة وسنستمر لمحاولة إنقاذ البلد من الفراغ او من حلول تأخذ الى المجهول او الى رحاب السياسة الاقليمية التي لا علاقة للبنان بها».

واذ اشار الى أن «فريق 8 آذار يرفض البحث بأي شيء وهو يريد اما الاتفاق على عون او لا شيء آخر، ولن نرضخ للضغوط او نعطي جوائز ترضية لاحد لانه عطّل الانتخابات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي