جنبلاط: «الله يستر من اللي جايي على الميلتيْن»

البرلمان اللبناني يبدأ جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس... لن يُنتخب

تصغير
تكبير
يُجري رئيس حكومة لبنان تمام سلام «تمارين» على الارجح لـ «قيادة» لبنان كالمسؤول «رقم واحد»، بدءاً من الاحد المقبل، بعدما صار «الشغور» حتمياً في رئاسة الجمهورية نتيجة لـ «توازن الرعب» بين طرفيْ الصراع في البلاد (8 و 14 آذار)، الامر الذي أطاح بآخر فرص انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 الجاري.

رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان سيودّع القصر بعد غد السبت باحتفال تشارك فيه 450 شخصية سياسية وديبلوماسية وروحية، وسيسلّمه الى «الفراغ» كما تَسلّمه من الفراغ قبل ستة اعوام.


وبدت بيروت «مشدودة الاعصاب» وهي تراقب حركة «لزوم ما لا يلزم»... جلسة برلمانية امس لمناقشة رسالة موجهة من الرئيس سليمان الى مجلس النواب، وجلسة «لا انتخاب» اليوم لعدم اكتمال نصابها الدستوري (86 من 128)، وصراخ بـ «مكبرات الصوت» من مرجعيات كالبطريركية المارونية، لحضّ النواب على انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري.

وسيكون البرلمان ابتداءً من اليوم مشرّع الأبواب في جلسات مفتوحة حتى الاحد ولن يتوقف عن عقد جلسات انتخاب بعده، رغم الاقتناع السائد بأنه لن يصار الى انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل أواخر الصيف مما يشكّل فترة سماح تستدرج توافقات تتيح تأمين «النصاب» الاقليمي لإنتاج رئيس لن يأتي الا بمقويّات خارجية.

وظهّرت الجلسة التي عقدها البرلمان امس بنصاب النصف زائد واحد (65 نائباً) طبيعة المرحلة التي يدخلها لبنان والمفتوحة على «كباش» قد يفضي الى تعطيل العمل التشريعي للبرلمان وتقييد نطاق عمل «الحكومة الرئاسية» تجنباً لـ «التكيف» مع عدم وجود رئيس «مسيحي» في سدة الحكم.

فوقائع جلسة تلاوة ومناقشة الرسالة التي وجّها سليمان الى البرلمان حول وجوب ممارسة دوره في انتخاب رئيس للبلاد قبل انتهاء المهلة الدستورية عكست «شد الحبل» المستمر حول تأمين نصاب جلسات الانتخاب الذي يمتنع نواب 8 آذار عن توفيره تحت عنوان التفاهم مسبقاً على اسم الرئيس الذي هو حتى الساعة بالنسبة الى هذا الفريق العماد ميشال عون.

وقد كرّر نواب 14 آذار بعد تصفيقهم لمضمون رسالة سليمان التي تلاها الرئيس نبيه بري تشديدهم على وجوب تامين نصاب جلسات الانتخاب وصولاً الى المطالبة بتعديل النصوص التي تزيل اي التباس حول هذه النقطة، فيما تمسّك نواب 8 آذار الذين غاب منهم كلياً نواب «حزب الله» فيما حضر 8 من كتلة عون بحق النائب السياسي والدستوري في التغيب عن جلسات يعتبرون انها لن تفضي الى اي نتيجة مغايرة عن الجلسة التي افتتحت السباق الرئاسي. اما النائب وليد جنبلاط فحرص على ان يدافع عن رئيس الجمهورية واصفاً اياه بأن «كان شجاعا أما تجارب الغير فكانت مريرة، والله يستر من يللي جايي على الميلتين (الجهتين)» في اشارة ضمنية الى عون والدكتور سمير جعجع.

ووفق مسار جلسة امس التي انتهت باعلان بري أن «جلسة إنتخاب الرئيس غدا (اليوم) هي مفتوحة حتى إنتهاء الولاية ومستعد لعقد جلسة في اول يوم بعد 25 مايو»، فان المتوقّع ان يتكرر اليوم مشهد تطيير النصاب بعد موقف «حزب الله» الرافض المشاركة في اي جلسة ما دام لم يتم التوافق المسبق على الرئيس العتيد، واعلان فريق عون انه لن يحضر الجلسة في ظل عدم حصول تطورات جدية يمكن ان تفضي الى تبني ترشيحه من «تيار المستقبل».

واشارت معلومات الى ان تراجُع عون عن حضور جلسة الخميس الرئاسية، التي كان يريد منها اضافة الى تبرئة ذمّته من المسؤولية عن الفراغ توجيه رسالة حسن نية الى الحريري، مردّه الى خوفه ومعه «حزب الله» من حصول مفاجآت غير محسوبة تستفيد من النصاب لانتخاب رئيس من الحياديين باتفاق بين 14 آذار والوسطيين وذلك في ضوء الخشية من ان تكون اللقاءات التي عُقدت في باريس وشارك في جانب منها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أفضت الى «سيناريو سري» يقلب الطاولة عبر مباغتة فريق 8 آذار.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي