د. تركي العازمي / وجع الحروف

الوزير بين مستشاريه وقيادييه...

تصغير
تكبير
يظن البعض بأن الوزير يجب أن يحمل تخصصا مقاربا لطبيعة عمل المؤسسات التابعة له، وهو في بعض الأحوال مطلوب خاصة بالنسبة للصحة والتخصصات الفنية وليس بالضروري في حال تم اختيار قيادي متسم بأخلاق وصاحب قرار ومحاط بكوكبة من المستشارين والقياديين من أصحاب التخصص والرؤية، واتخاذ القرار والنزاهة من أهم خصال القيادي بمنصب وزير ويضاف المعرفة بشؤون العمل في القطاع للقياديين التابعين له وإن كان التخصص يعد قيمة إضافية!

لاحظوا على سبيل المثال خبر «العاهل السعودي يدعم برنامجا لتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية بتكلفة 80 مليار ريال»... فماذا يعني لنا هذا؟


إنه برنامج يهدف لإيجاد نقلة تاريخية نوعية في جميع مراحل التعليم... في حين الوضع لدينا «لا يسر»!

الدول من حولنا تشهد قفزات نوعية وقد ذكرت مثالا لجامعة الأميرة نورة بنت عبالرحمن ذلك الصرح العلمي الذي بني على طراز معماري حديث يفوق الخيال، وفي السعودية تجد معظم جامعاتهم الكبيرة في مصاف أفضل الجامعات عالميا بترتيب متقدم!

نحن انشغلنا.. وسيسنا جانب التعليم العام والعالي، والتعليم الخاص «وضعه مؤلم» ولن نخوض في تفاصيله باستثناء بعض المدارس الخاصة ( مراحل رياض الأطفال? الإبتدائي والمتوسط تحديدا)، ولم تستفد وزارة التربية من خبرات المدارس المتميزة التي تجد فيها طالب رياض الأطفال يجيد اللغة الإنجليزية والحساب واللغة العربية كذلك بينما الحال في رياض الأطفال الحكومية (لعب ورسم)!

طالبة متفوقة تتخرج في تخصص تقنيات ويكرمها الأمير حفظه الله ورعاه ولا تجد مكانها الصحيح في مدارس وزارة التربية!

والمكتبات وتخصصات آخرى منسية... ناهيك عن تجاهل دور الأخصائى الاجتماعي الذي تطرقنا له في مقال سابق بالتفصيل!

ما الذي يحدث إذن؟

من وجهة نظري... لو أن وزير التربية وزير التعليم العالي محاط بقياديين يتصفون بالكفاءة والقدرات التي ذكرناها أعلاه، وحرص على تعيين مستشارين أكفاء لكانت عملية التطوير أسهل!

إن عملية التطوير تبدأ من فهم الخلل في المناهج وقدرات المعلمين ومنح الاختصاصي الاجتماعي الأهمية المطلوبة لتغطية الشق التربوي لاستطعنا وضع أيدينا على المواقع التي تحتاج تطويرا وبالتالي يصبح إيجاد نقلة نوعية للتعليم بمختلف مراحله أمرا متاحا!

نحن نفتقد الشفافية في العرض وإن تحدثنا بقلوب محبة «زعلوا» علينا... فهل يعقل أن يقدم اختبار لطلبة المرحلة الثانوية ويسقط فيه كل الطلبة ( الدرجات من 0 إلى 2 ) معقولة بالله عليكم.. فهل من وضع الاختبار جاهل بمستوى الطلبة أو إن من يدرس الطلبة لم يقم بواجباته على النحو السليم!

التعليم بحاجة إلى «غربلة» فورية والاستفادة من خبرة الشقيقة المملكة العربية السعودية، وأما بالنسبة لمراحل التعليم (رياض الأطفال والإبتدائي ) بحكم اعتبارهما الأساس الذي يؤهل الطالب للمراحل الآخرى فلا أجد سببا مقنعا من عدم استفادة الوزارة من المدارس الخاصة التي يجد فيها الطالب/الطالبة التعليم والاستفادة تربويا!

هرم التعليم ما زال مقلوبا مع بالغ الأسف... والسبب يعود إلى خلل في تركيبة الطاقم الاستشاري للوزير وضعف مستوى القياديين التابعين له و..... الله المستعان!


Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي