تركي العازمي / الشاب مرزوق الغانم!

تصغير
تكبير

في دورة الحياة يتعلم الصغار من الكبار ويصقلون مواهبهم إلى أن يصلوا إلى عمر الشباب الذي فيه يكون الامتحان الحقيقي للفتى فإما تحط الرجولة وصفات النضج الفكري رحالها في مخيلة الشباب وإما يصبح في خانة الباحثين عن مرشد يدلهم إلى طريق الصواب!

هذه المقدمة غير كافية فجوانب الحياة متعددة الصعاب، فيها العبر تتساقط في محيط عمل كل شاب، بعضها بقصد، والآخر بنصيب قد قدره المولى عز وجل، والجانبان السياسي والاجتماعي مهمان لأي شخص يحاول اقتحام المعترك السياسي. ولو أخذنا التمثيل النيابي، فنجد دورة الحياة عكست بعض المفاهيم وأوجدت لنا مفهوماً جديداً.

هذا المفهوم نراه واضحاً أمامنا، وأكدته دورة الأيام من خلال وقوف الشاب مرزوق الغانم، النائب في البرلمان، ليعطينا صورة متميزة عن النضج الفكري والجرأة في التعبير.

وقف الفارس مرزوق الغانم وتحدث في جلسة الأمة المنعقدة في يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2008 بشكل استثنائي.

لا نريد إعادة ما نشر عن الشاب مرزوق الغانم فقد نشرته صحف يوم الخميس 19 يونيو، ولكننا نود أن نتوقف عند نقاط بسيطة في الوصف عميقة في المعنى والجذور التي استقت منها تلك النقاط المعاني الكبيرة.

إنه قيادي ويمكن أن نطلق عليه اسم «المعلم» فهو متحدث، فاهم، مدرك، جريء، صادق وناجح في توصيل أفكاره الجريئة من دون لبس ويطرحها لتحقيق قول «كل إناء ينضح بما فيه» و«الدين النصيحة»، فالقيادة السليمة لها مواصفات معينة يجب توافرها بالفرد، كي يُطلق عليه قيادي ناجح، وما ذكرناه عنه في الفقرة السابقة يتفق عليها معظم الباحثين في علم الإدارة والقيادة.

إنني لا أقصد كيل المديح أو تلميع النائب مرزوق الغانم، وهو ليس بحاجة إلى عبارات أطرحها في هذا المقال، ومن يعرف شخصية مرزوق الغانم يدرك ما نعنيه في هذه العبارات المختصرة المفيدة.

نود من الزملاء العودة إلى ما قاله النائب مرزوق الغانم في الجلسة المشهورة، وحديث الكبار الذي ألقاه الشاب الغانم في إحدى جلسات مجلس الأمة السابق.

إننا نبحث عن كلمات توصف الوضع على حقيقته، ولذلك علينا أن نشد من أزر كل نائب أو قيادي آخر يخاف على مصلحة هذا الوطن الذي عانى الأمرين بسبب الخلافات المستمرة التي أفسدت الوضع الإداري وهيجت الشارع الكويتي. فمتى نفهم الرسائل ومضمونها الحقيقي؟ ومتى نقف وقفة الشاب النائب مرزوق الغانم وتعود لنا كويت الماضي؟... والله المستعان!

 

تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي