باريس «عاصمة» للاستحقاق الرئاسي وسعود الفيصل «نجم» محادثاتها

أوساط «8 آذار» لـ «الراي»: مجرد موجة دعائية ما يشاع عن حظوظ مرتفعة لعون في الرئاسة

تصغير
تكبير
هل يفضي الأسبوع الطالع الذي يحمل الأيام الأخيرة من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد في لبنان الى مفاجأة انتخاب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية؟

الواقع ان لا سؤال في لبنان اليوم إلا هذا. وكل ما تدور حوله التحركات السياسية لا يظهر منها اي معطيات او معلومات حقيقية، في وقت تتصاعد حملة دعائية واسعة النطاق ممزوجة بآمال بلغت ذروة غير مسبوقة لدى أنصار عون ومخاوف غير مسبوقة ايضاً لدى أنصار خصومه في شأن انتخابه المحتمل في الجلسة الخامسة لمجلس النواب التي سيعقدها الخميس المقبل او التي تليها يوميْ الجمعة والسبت وهي الأيام الثلاثة الأخيرة الحاسمة والنهائية من المهلة الدستورية.


ولعلّ ما زاد الحمى المتسعة والتصاعدية لحبس الأنفاس الذي يجتاح لبنان في هذا الاسبوع، هو الغموض الواسع الذي يرافق حركة كثيفة واستثنائية تجري في باريس منذ أيام حيث يتواجد فيها الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اضافة الى وجود وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. واتخذ هذا التوافد الى باريس بعداً اضافياً من الأهمية مع توجه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط اليها للقاء الفيصل وعلى الأرجح ايضاً الحريري.

في اي حال، فان الأيام الثلاثة الفاصلة عن موعد جلسة الخميس باتت تكتسب طابعاً حاسماً بكل المعايير لتقرير الوجهة النهائية للاستحقاق الرئاسي في ظلّ معطيات لا يزال يطغى عليها بالدرجة الاولى احتمال حصول الشغور في منصب رئاسة الجمهورية بنسبة ساحقة فيما لا يبقى لاحتمال الانتخاب إلا نسبة ضئيلة للغاية ويصعب الرهان عليها قبل جلاء غبار الاتصالات السرية الجارية، الأمر الذي يُبقي سيف المفاجآت مسلطاً حتى الساعات الاخيرة قبيل انعقاد مجلس النواب في جلسة الخميس.

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع ومواكِبة للمشاورات الجارية عشية الأسبوع الحاسم للاستحقاق الرئاسي، فان كل الأطراف تنخرط الآن في الإعداد لمرحلة الشغور الرئاسي والتعامل معها كأمر واقع حاصل لا محالة، ولا تستبعد تالياً ان تكون اللقاءات الجارية في باريس في هذا الإطار نفسه بحيث تُرسم خريطة الموقف الذي ستتخذه قوى 14 آذار بعد حصول الشغور الرئاسي في 25 مايو.

وإذ استبعدت هذه المصادر نشوء اي تطور دراماتيكي مفاجئ من شأنه ان يحمل العماد عون فعلاً الى قصر بعبدا، قالت ان حصول الشغور سيستبعد معه ايضاً على مرشحي 14 آذار سواء ظل جعجع مرشحها او اتُفق على نقل دعم قوى 14 آذار الى مرشح اخر كالرئيس أمين الجميل او الوزير بطرس حرب.

ولفتت المصادر الى الدور الذي بدأت تلعبه باريس في محاولة إقناع الأطراف اللبنانيين بالسعي الى اتفاق على لائحة مرشحين محدودة من أسماء لا تثير استفزازات لدى اي فريق، وهو منحى قد يصبّ في مصلحة مرشحين مستقلين لا يتجاوز عددهم الثلاثة او الاربعة في نهاية المطاف. وقالت ان هذا المنحى قد يشكل طلائع خجولة لتلمُّس تقاطُع إقليمي ودولي لكن في مرحلة ما بعد الشغور الرئاسي على ان يقترن بالدفع نحو تقصير مرحلة الشغور ما أمكن ولو ان لا ضمانات اطلاقاً في الوقت الحالي لنجاح اي مسعى مماثل. ذلك ان غالبية السفراء النافذين في بيروت ولا سيما سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والسعودية وحتى إيران لا يزالون يكررون نفي وجود تدخلات او وضع فيتوات على مرشحين او تأييد مرشحين معيّنين، ما يوحي بعدم اقتحام لبنان اولويات هذه الدول، في وقت لا يُظهِر هؤلاء السفراء ذعراً او خشية مبالَغاً فيها حيال الشغور الذي سيحصل ما دام الدستور يلحظ انتقال الصلاحيات الرئاسية الى مجلس الوزراء مجتمعاً. وهو امر تقول المصادر انه يعني ان الدعم الواسع للحكومة الحالية سيبقى على قوة زخمه في حال حصول الشغور ما دامت الحكومة توفّر التقاطعات الموضوعية الاقليمية والدولية التي تريد للبنان الحفاظ على استقراره في انتظار نضوج الملفات الاقليمية الكبرى.

وبدت أوساط سياسية على بينة من الموقف الفعلي لقوى «8 اذار» حاسمة في القول ان «فخامة الشغور» سيحلّ في الرئاسة اللبنانية الى أمد غير معروف، وتحدثت الى «الراي» عن ان «ما يشاع عن حظوظ مرتفعة للعماد عون مجرد موجة دعائية لا اكثر ولا اقل».

وأوضحت هذه الاوساط ان الظروف الداخلية والخارجية لم تنضج بعد للتفاهم على رئيس جديد لن يبصر اسمه النور إلا بجلوس «8 و14 اذار» معاً للاتفاق على «سلة شاملة» تتناول طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان، كالرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب، وهي السلة التي ستكون بمثابة «دوحة - 2».

ورأت الاوساط عينها ان «حزب الله» غير مستعجل لإبرام مثل هذا التفاهم، وهو ينتظر تالياً نضوج فكرة الحاجة الى مثل هذا الاتفاق لدى «14 اذار»، الأمر الذي من المؤكد انه لن يحصل في غضون الايام الباقية من المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 مايو الجاري، وتالياً فإن الرئاسة ذاهبة نحو الشغور الحتمي.

وقللت تلك الاوساط من اهمية الموقف الدولي «المبدئي» الداعي الى انتخابات رئاسية في موعدها، مشيرة الى ان الحاضنة الاقليمية لتفاهُم لبناني - لبناني على المرحلة الجديدة لم تدخل بفاعلية على خط الاستحقاق الرئاسي، فالمملكة العربية السعودية المشغولة بـ «ترتيبات داخلية» تبدو «متريثة» في حسم خياراتها اللبنانية عبر حوار تريده مشروطاً مع طهران، وايران غير مستعجلة في حوارها مع الرياض وتمارس سياسة النفَس الطويل حياله.

«زيارة سلام للسعودية مناسبة لتعزيز أواصر الأخوة»

عسيري: نتمنى أن يشكل الاستحقاق مناسبة لجمع اللبنانيين

| بيروت – «الراي» |

عشية اول زيارة للرياض يقوم بها رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام منذ تشكيل حكومته، أكد سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري أهمية هذه المحطة «لأنها تستند الى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولأن هناك إجماعاً لبنانياً على أهمية هذه العلاقات وعلى ضرورة هذه الزيارة اضافة الى ما للرئيس سلام من مكانة لدى المملكة».

وأشار عسيري في تصريح له الى «ان دولته سيلتقي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله وعدداً من كبار المسؤولين في المملكة، وستشكل الزيارة مناسبة لتعزيز اواصر الأخوة وتبادل الآراء حول الاوضاع التي تشهدها المنطقة».

وأبدى ارتياحه «للتوفيق الذي يحالف الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس سلام إذ استطاعت في مرحلة قصيرة اتخاذ قرارات ادارية وأمنية على قدر كبير من الاهمية ساهمت في تعزيز الثقة بمؤسسات الدولة وذلك نتيجة توافق سياسي داخلي بين كافة الاطراف»، متمنياً ان «ينسحب هذا التوافق على كافة المواضيع لينعم لبنان وشعبه بالأمن والاستقرار، وان يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الاشقاء اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الازدهار».

«لا أحد يحل محلّ الرئاسة»

الراعي: الفراغ إقصاء للمكوّن المسيحي

| بيروت – « الراي » |

صعّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي موقفه حيال الانتخابات الرئاسية واحتمالات الفراغ فأكد ان انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 مايو «باب للخروج من الازمات التي نتخبط بها»، معلناً: «لا يمكن ان نرضى بالفراغ في سدة الرئاسة ولو ليوم واحد، لأنه انتهاك صارخ ومدان للميثاق الوطني كونه يقصي المكوّن الأساسي في الحكم الميثاقي في لبنان، وهو المكون المسيحي، ولأنه انتهاك صارخ ومدان للدستور».

وجدد الراعي في عظة الاحد نداءه «إلى نواب الأمة ليقوموا بواجبهم الوطني الكبير والمشرف، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس والعشرين من هذا الشهر، أي قبل الأحد المقبل، وإلا لحقهم العار وإدانة الشعب والدول الصديقة، إذا رموا سدة الرئاسة في الفراغ بعد ست سنوات عادية».

واضاف: «ليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة، والذين لا يرون فيه أي مشكلة، النتائج الوخيمة التي خلفها الفراغ ما بين 1988 و1990، وليتحملوا نتائج الفراغ، اذا حصل، معاذ الله»، وتابع: «على الجميع أن يدركوا أن الرئاسة الأولى هي بمثابة الرأس من الجسد، تعطي الشرعية للبرلمان والحكومة وسائر المؤسسات، وتضمن الاستقرار في البلاد، وتعطيها شرعيتها الدولية. فلا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلها. وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية والسياسية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي