شعر / الهوى القديم

لا حبُّ في غيرِ الإلهِ يدومُ

وحديثُ وَجدي في هواهُ قديمُ

مذ كنتُ قيدَ الذرِّ في آزاله

إذ ذاكَ عهدُ غراميَ المرقومُ

قَدَرٌ قضاءٌ مُبرَمٌ في لوحِهِ

لا ينمحي بل يقتضي ويدومُ

في كلِّ حادثةٍ وكل حديثةٍ

لله مُلكٌ حاضرٌ محتومُ

في كل غائبةٍ وكل وشيكةٍ

لله عِلمٌ سابقٌ مختومُ

وصبرتُ عند البابِ أرجو فتحَهُ

الروحُ حَرَّى والفؤادُ يَهيمُ

ودعوتَهُ يا ربِّ لُبُّ سعادتي

سرٌ لديكَ مدى الزمانِ حميمُ

وخدمتُهُ وفنيتُ في إخفائهِ

وهو الذي بشؤونِنا لعليمُ

مهما تغيرت العوالمً فالرضا

حالي وقلبي ثابتٌ ومُقيمُ

لا ابتغي أجراً على مُكث الوفا

فمكانِيَ التفويضُ والتسليمُ

أرنو إلى الأعتابِ في ذُلِّ الهوى

والصبرُ في عُرفِ الكرامِ كريمُ

ورجوتُ ربي كي ينيرَ بصيرَتي

واللهُ في كل الأمورِ رحيمُ

ناجيتُهُ في رَحْمِ ليلٍ قد سجى

بلقاءِ وصلٍ حينذاكَ نعيمُ

اللهُ نورُ الكونِ لا ندٌّ له

واللهُ يُبصرُ ما طواهُ صميمُ

يدنو من العبدِ الذليلِ إذا دعا

واللهُ ينصرُ مَن يشا ويُقيمُ

عُمُري نذرتُ مُحرراً لجلاله

أغفو على أذكارِهِ وأقومُ

يُغنينيَ الرحمنُ عن طلَبِ الورى

واللهُ بَرٌّ واسعٌ وعظيمُ

يُعطينيَ الوهابُ يشفي عِلتي

فعلامَ يُرجى من سواهُ قُدومُ

وصلاةُ ربي في سماوات الثنا

تغشى نبياً شأنُهُ التكريمُ

أسرى به المَلَكُ الكريمُ إلى العُلا

الكلُ يفنى والإلهُ يدومُ