في الوقت الذي يقرأ فيه مقالنا هذا بضعة الاف من القرّاء ويبحثون عن الرأي والموضوعية فيه، فان مئات الالوف بل والملايين من المشاهدين يتابعون المسلسلات العربية لاسيما الخليجية منها والتي تعالج قضايا اجتماعية تئن تحت وطأتها كثير من الأسر العربية، ولكن أي معالجة؟! اذكر مثلا بمسلسل يتم عرضه الان في قناة الـ mbc1 العربية بعنوان «صديقات العمر».
والذي يسلط الضوء على بعض الاسر الكويتية ويعرض مشاكلها ولكن بأسلوب درامي بعيد عن الواقع، ولا تكاد ترى شخصيات المسلسل الا وهي تعيش اجواء التوتر والقلق والصراع بين افراد الاسر. فأب الاسرة يتم تصويره بصورة الشخصية الضعيفة التي تسيطر عليها الأم وتتحكم بقراراته، وأحيانا تطرده من البيت ينام في الخارج، والبنات يعشن مسلسلات غرامية مع مدرسيهن في الجامعة، ويتحدثن مع بعضهن بكل صراحة، والكل يقص مغامراته على رفاقه، وكأنما قد تحول محيط الجامعة إلى مكان للمواعدات الغرامية والبحث عن الازواج!
وبالطبع فان المسلسل لا يمكن ان ينجح ما لم يتخلله انسان متدين - بالشكل - وتصرفاته تمثل قمة التنفير من الدين، فهو دائم التهجم على اخواته، يتعمد الفظاظة والبذاءة في البيت حتى امام امه وأبيه، وعندما يتزوج يتحول غضبه إلى زوجته الطيبة المسكينة لكي يفترسها ويشبعها ضربا ويمنعها من زيارة اهلها، ثم يطردها من البيت بعد ان يطلقها!
ولنا ان نتساءل: من الذي يكتب سيناريو تلك المسلسلات؟ وما الذي يهدف له، وهل الاسر الكويتية او الخليجية تمثل ذلك التمزق والانحطاط الذي تصوره تلك المشاهد؟ وأين جوانب العلاج لتلك المشاكل؟ فاذا كانت وزارات الاعلام في بلادنا تشدد على منع المناظر المخلة بالاداب وبعض العبارات غير اللائقة، لكن اين هو دورها في الحفاظ على عقول ابنائنا وبناتنا من ذلك الغزو الثقافي الذي يدور داخل مسلسلاتنا الاجتماعية والثقافية وتحطيم الشخصية المسلمة باسم الترفيه والامتاع؟!
منتدى قلم المرأة الفكري
وصلني مظروف به كيس قد تم تصميمه بطريقة فنية جميلة ويحمل عنوان: «منتدى قلم المرأة الفكري» ويحتوي على بعض اصدارات المنتدى النسائي التي صيغت بأسلوب ادبي راق خطتها أنامل بعض الاخوات اللاتي كرسن اوقاتهن لخدمة ذلك المنتدى الذي يهدف إلى الاصلاح. تذكر رئيسة المنتدى الاخت منى فهد الوهيب في مقال لها بعنوان: (ثورة مزاج): «لا احد ينكر الجانب العاطفي للانسان، ولا احد ينكر حقه في نوع من الرفاهية الشعورية التي يصنعها بمزاجه ومشاعر المتعة واللذة، ولكن يقع المشكل في التركيز المبالغ على صناعة المزاج ومشاعر المتعة واللذة لانها قد تتحول إلى تيار يجرف الانسان إلى اعماق المتع المشروعة وغير المشروعة.
ان ثورة مزاج الانسان على نفسه وعلى من حوله في المجتمع أشد وطأة من ثورة الشعوب على الحكام والانظمة، وهذه الثورة اشبه بفوهة بركان حين تنفجر فهي لا تحرق صاحبها فقط، بل تتعدى إلى كل من يقف في طريقها وبهذه الثورة قد يتنازل عن كثير من قناعاته ومبادئه، وقد يخسر بعض من حوله...».
اما نائبة رئيس المنتدى الاخت شيخة احمد الجيران فتذكر في مقالها بعنوان: (وفي الكتابة تهمة): «التساؤل يحضر، لماذا يفقد الكاتب مقالته، تصعب عليه كتابتها؟! وتتعسر ولادتها؟! يفقد زهوتها وصراحتها؟! لماذا بعض العبارات تتلكأ؟ ولا تخرج الا ناقصة مشوهة لا قيمة فيها ولا معنى؟ غير طلاسم هو يدري ما هي ووحده يفهم قراءتها؟!».
الكتابة موطن التعبير الوحيد الذي نرتدي فيه وجه الصراحة، الكتابة تهجر من لايبوح بضيقه، ولا ينفعل ولا يصرخ بوجه الحرف.
الكتابة لا تحب المثاليات الزائفة، ولا التنظير العقيم، هي وطن التنمية والاصلاح، فلا تلومن نفسك ان كنت مصرا على السكوت والصمت وتحضير المواضيع بوصفة جاهزة...!.
لا يتسع المجال لنقل بعض ما جاءت به اقلام بقية عضوات المنتدى مثل: ابتسام محمد العون، أسيل سليمان الظفيري، أنوار مرزوق الجويسري، دلال عبدالمحسن الدرويش، عائشة عبدالمجيد العوضي وياسمين مرزوق الجويسري من مقالات هادفة وقوية، ولكن أحببت أن أبين بأن مجتمعنا يزخر بنوعيات طيبة من النساء والرجال ممن كرسوا وقتهم وجهدهم لخدمة الكلمة النبيلة والرسالة الهادفة، والتي يجب ان يسلط الاعلام الاضواء عليها لتكون قدوة لبناتنا وابنائنا!
|?د. وائل الحساوي |
[email protected]