أذواق الناس تختلف... والبشر بطبيعتهم يختلفون بحبهم وكرههم للأشياء... فما تحب وتعشق أنت قد يكون مكروهاً من البعض... ومن أنت تحترم من الأشخاص... البعض الآخر لا يحترمه.
وهناك أشخاص احترامهم للآخرين مبنيّ على نظرة أحادية الجانب...
وحتى من تكره أنت، ربما مع الأيام تغيّر رأيك وتجد نفسك من أشد المعجبين بهذا الشخص الذي كنت في الأمس القريب تعدّه من الأعداء أو من المفسدين الفاسدين... والعكس صحيح.
كم من المطاعم الذي كنت تتمنى أن تأكل بها في الماضي، واليوم عندما أكلت بها سألت نفسك، وباستغراب، كيف كنت تتمنى ان تأكل بها في الماضي؟!... هل اختلف ذوقك الآن أو أن هذا المطعم مستواه قد اختلف... أو أن الطباخ قد تغيّر وتغيّرت معه حلاوة الأطباق ولذتها؟! فالطباخ يعتبر ركناً أساسياً من أساسيات المطعم... ركن يعتبر تغييره من الأعمال غير مأمونة العواقب. وقد يكون تغيير الطباخ بسبب سنة الله بالأرض وقدره... إنه الموت الذي قد يجبر أشهر المطاعم على التغيير... أو أنه المرض العضال... أو الكبر وعدم الاستطاعة على العمل... أو قد يكون بسبب قرار غير صحيح متسرّع من مالك المطعم!
ولكن الذي تعرفه قرية جاسم أن الأكل بها أصبح بلا نكهة... وغالبية سكان القرية يتذمرون من الأكل الذي يقدم بها... والأمراض زادت بسبب الأكل... ويبدو أن الفساد قد طال المسؤول عن شراء المواد الأولية للمطعم، فأصبح يشتري أرخص المواد حتى وإن كانت رديئة الجودة. ومن يقوم بغسل هذه المواد أيضاً له بالفساد نصيب... ومن يقوم بتقطيع هذه المواد لتصبح جاهزة للطبخ أيضاً له بالفساد نصيب. أي باختصار، كل المساعدين لهم بالفساد نصيب.
إن قرية جاسم تستحق بالفعل أفضل من هذا الطبّاخ... لأن عسر الهضم قد أصاب غالبية أهل القرية. وإحساس أهل القرية أن الطباخ ومساعديه يجب أن يتم تغييرهم وإلا فإن المطعم سيعلن إفلاسه ويتم إغلاقه... «صج هذا لغز... منو المقصود؟».
ولأي شخص يحاول أن يؤول أو لم يتوصل للإجابة... فالمقصود «مطعم السمبوسك الذي بالزاوية بسوق المباركية»!