«مطمئنون 100 في المئة لتأييد قوى 8 آذار للعماد عون»
ماريو عون لـ «الراي»: اللعبة الديموقراطية يمكن أن تأتي برئيس ليس هو الأصلح راهناً
ماريو عون
• جعجع استمرّ بترشيحه رغم أن الأصوات التي نالها دون المستوى المطلوب ليستكمل العملية الانتخابية
• الفارق كبير جداً بين سمير جعجع وميشال عون في تطور المواقف السياسية إيجاباً لمصلحة الوطن
• الأجواء إيجابية مع الحريري ونريد رئيساً ميثاقياً ووفاقياً
• لسنا متخوفين من فراغ فهناك حكومة يمكنها تولي الصلاحيات الرئاسية لفترة لن تطول
• الفارق كبير جداً بين سمير جعجع وميشال عون في تطور المواقف السياسية إيجاباً لمصلحة الوطن
• الأجواء إيجابية مع الحريري ونريد رئيساً ميثاقياً ووفاقياً
• لسنا متخوفين من فراغ فهناك حكومة يمكنها تولي الصلاحيات الرئاسية لفترة لن تطول
تتكاثر يوماً بعد آخر الاشارات الى أن الفراغ قد يكون «سيد الموقف» في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية وسط تكرار سيناريو تطيير النصاب في كل جلسة انتخاب من جانب قوى الثامن من آذار مع تمسك خصومها في تحالف الرابع عشر من آذار بوحدتهم من جهة وبمرشحهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من جهة أخرى.
ورغم ما رشح من ردّ على طريقة الـ«لعم» أبلغه الرئيس سعد الحريري للوزير جبران باسيل حول تبني ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الذي يأبى دخول المعركة الرئاسية إلا من بابها «الوفاقي»، أكد القيادي في «التيار الحر» الوزير السابق ماريو عون لـ«الراي» أن «جو اجتماع الحريري مع باسيل كان ناجحاً»، آملاً أن «تثمر الأجواء الإيجابية والإنفتاحية انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من مايو».
عون الذي شدد على ضرورة وصول «رئيس جمهورية ميثاقي ووفاقي لتحقيق المصالحة الوطنية لا تعطيلها»، اعتبر أن «اللعبة الديموقراطية لا تعطي دائما ثمارا كما يتمناه اللبنانيون»، مشيراً إلى أن العماد عون «برهن في مناسبات عديدة سياسة الإنفتاح التي يتبعها ويمكنه من خلالها أن يكون ميثاقياً ووفاقياً لمعالجة الأمور الوطنية وتحقيق المصلحة الوطنية العليا».
حتى اليوم لم تعلن قوى 8 آذار اسم مرشحها أو «مبايعتها» للعماد عون، لكن ذلك لم يزعزع ثقة «التيار الوطني الحر» بحلفائه حيث يؤكد الوزير السابق عون «أننا مطمئنون 100 بالمئة لهذا التأييد من قوى 8 آذار».
وفي ما يأتي تفاصيل الحوار:
• بات من الواضح أن العماد عون ينتظر لإعلان ترشيحه تحقيق توافق حوله.. ما حقيقة موقف «تيار المستقبل» في ضوء اللقاء الأخير الذي تم بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل؟
- أولاً لا بد من الإشارة إلى أن الاجتماعات ليس بالضرورة أن تكون دائماً ذات نتائج سريعة التبيان، فمن الممكن أن تأخذ قليلاً من الوقت لتظهر لاحقاً أجواء الإجتماع إن كان ناجحاً أم لا.
على كل حال فإن الاجتماع كان جوّه ناجحاً، وفيه استكمال للحوار الذي يجري بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وفي النتيجة لا بد من إنتظار التطورات في الأيام أو الأسابيع المقبلة والتي من خلالها قد يتبلور شيء ما في ما يخص رئاسة الجمهورية. لكن لا نستطيع أن نستبق أي شيء حول هذا الموضوع، ونقول ان الأجواء إيجابية وإنفتاحية وإن شاء الله تثمر انتخابات رئيس الجمهورية قبل الخامس والعشرين من مايو.
• بحسب تقارير إعلامية وسياسية، رشح عن اللقاء أن الرئيس الحريري نصح «التيار الوطني الحر» بالتفاهم مع مسيحيي 14 آذار لتحقيق توافق حول ترشح العماد عون، هل أنتم بصدد مثل هذا الإنفتاح على خصومكم المسيحيين؟
- تلك هي على كل حال أمنيات التيار الحر بالإنفتاح على الجميع بمن فيهم الفريق المسيحي في البلد، ولكن لابد من دون شك أن يكون عند الفريق المسيحي الآخر هذا الاستعداد ليدخل في عملية تواصل وحوار جدي حول الموضوع الرئاسي وما يجري حالياً في البلد.
الأكيد في هذا الإطار أن ليس لدينا أي مانع، ونأمل أن ترينا الأيام المقبلة خطوات إيجابية في هذا الموضوع.
• ثمة مَن اعتبر أن أداءكم في الجلسة الأولى حيث عمدتم إلى «نبش القبور»، يتناقض مع حرص العماد عون على تقديم نفسه كمرشح وفاق.. ما الجدوى مما فعلتموه حيث تبنى العماد عون ما وُصف بـ«الأوراق السوداء»؟
- نتمنى في مناسبة إنتخاب رئيس جمهورية جديد للبلد أن يكون عندنا رئيس للجمهورية ميثاقي ووفاقي لتحقيق المصالحة الوطنية لا تعطيلها. فالبلد اليوم بحاجة إلى تقارب أكثر، ونحن انطلاقاً من قناعاتنا أن المرشحين الحاليين ليسوا بنظرنا ميثاقيين ووفاقيين، على هذا الأساس نقول انه يحق لنا ممارسة لعبتنا الديموقراطية لأن موقع الرئاسة كبير جداً في البلد وهو الموقع الأول، ونريده أن يكون مناسبة للإنطلاق بعملية إصلاحية كبرى في البلد، وهذه العملية تستوجب رئيساً يتوافق عليه كل الأفرقاء السياسيين ويملك بدوره القدرة على التوفيق بين الأفرقاء السياسيين.
• ألا يضع هذا النوع من التصويت، وسط الحديث عن الانفتاح، عوائق بينكم وبين الدكتور سمير جعجع؟
- كنا ننتظر بعد العملية الإنتخابية الأولى التي حصلت والتي تأمّن فيها النصاب وبحسب النتائج، أن يأخذ المرء العبرة. لكن يؤسفني القول ان الدكتور سمير جعجع استمرّ بترشيحه رغم أن الأصوات التي نالها دون المستوى المطلوب ليستكمل العملية الانتخابية، اللهم إلا إذا كان يريد بترشيحه إقفال الطريق نهائياً على العماد ميشال عون من جهة و«حشر» جماعة 14 آذار بالاستمرار بتأييده من جهة ثانية لربما كانوا غير مرتاحين كثيراً لهذا الترشيح لأنه يحمل بطياته معارضات له بالنسبة للداخل اللبناني.
• يؤخذ أيضا على سلوك «التيار الوطني الحر» أنه لم يكن وفاقياً على مدى 8 أعوام.. ما عدا ما بدا؟
- أعتقد أن من الطبيعي أن تتبلور السياسات مع الوقت وتواكب ظروف كل مرحلة سياسية يمر فيها البلد، ففي ذلك الوقت كنا في مرحلة سياسية متشنجة جداً.
فنحن عندما نتحدث عن فريق الدكتور جعجع نتحدث بمنطق مختلف، إذ ان المسألة ليست أنه كان من أمراء الحرب ويترشح اليوم لرئاسة الجمهورية، إذ يحق للجميع أن يكونوا في واجهة الترشيحات لموقع رئاسة الجمهورية، لكن الفارق كبير جداً بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون بالنسبة لمواقف سياسية وكيف كانت وكيف تطورت وكيف أصبحت إيجابية مع الزمن لمصلحة الوطن. ولم نكن نحن مَن لفظ أي إتهام سياسي بحق الدكتور جعجع وعلى سوابقه الأمنية في الماضي حين قيل انه يتحمل مسؤولية دم مراجع مهمة في البلد على رأسها الرئيس رشيد كرامي. فهنا العملية تختلف تماماً عن عملية تتعلق بما يقع من ضحايا جراء الحرب. فالقول ان الجميع قاتَل وأن الشهداء الذين سقطوا جميعهم شهداء حرب، غير مقبول. فهناك فارق كبير في هذا الموضوع، والمعارضة تأتي حتى من جانب بعض الأفرقاء السنّة وخصوصاً من نواب طرابلسيين. ومن لا يُقرّ بذلك لا يميّز بين القتال والقتل فيما هذه مسألة مهمة جداً، وموضوع القتل ترعاه إتفاقية جنيف التي تمنع قتل العدو عندما يستسلم، فيما في الحرب تم قتل متعمد بالدخول إلى بعض البيوت والنيل من بعض الأفرقاء السياسيين بشكل مباشر، وهذا ما نتحدث عنه من سوابق لا تُحتمل.
لكن في ما خصّ السوابق السياسية في مراحل شهدت تشنّجات كبيرة على الصعيد السياسي، فإن التعالي عن الخلافات التي كانت حاصلة حينها والانتقال إلى مرحلة الإنفتاح على القوى السياسية بغية تأمين التوافق على رئيس للجمهورية في لحظة وصل فيها الوطن إلى مفترق مهم جداً، فهذا فيه الكثير من كبر النفس والأخلاق السياسية العالية جداً.
• رغم إصرار بكركي ومعها 14 آذار على ضرورة تأمين نصاب جلسات الانتخاب، تعمدون بالاتفاق مع «حزب الله» على تطيير النصاب. ألا تخشون من الذهاب إلى الفراغ؟
- نتمنى بكل القوة التي يمكننا أن نساهم فيها ضمن الإطار الذي تحدثتُ عنه حول شخص الرئيس، أن نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 مايو، أما إذا لم يتم هذا الأمر فنحن لسنا متخوفين على أساس أن هناك حكومة يمكنها تتولى الصلاحيات الرئاسية بشكل مؤقت ضمن مهلة زمنية محددة أعتقد أنها لن تطول إلى أن نصل إلى انتخاب رئيس الجمهورية.
• لماذا لا يُترك أمر انتخاب رئيس جديد للجمهورية للعبة الديموقراطية وتالياً إبعاد شبح التدخلات الخارجية التي غالباً ما كنتم تشكون منها؟
- نعود إلى المسألة نفسها، اللعبة الديموقراطية لا تعطي دائماً ثماراً كما يتمناه اللبنانيون، على أساس أنها يمكن أن تأتي في ظل التحديات السياسية القائمة في البلد حالياً برئيس ليس هو الأصلح في الظروف الحاضرة ليترأس الدولة اللبنانية. وعلى هذا الأساس نقول انها ليست عملية لعبة ديموقراطية ولا خوف أو هروب أبداً، ولذلك لم يتقدم الجنرال عون بترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية وطرح موضوع التوافق حول إسمه، وهو برهن في مناسبات عديدة سياسة الانفتاح التي يتبعها ويمكنه من خلالها أن يكون ميثاقياً ووفاقياً لمعالجة الأمور الوطنية وتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
• هل أنتم مطمئنون إلى دعم 8 آذار للعماد عون؟
- نحن مطمئنون 100 بالمئة لهذا التأييد من قوى 8 آذار، وما من أي مشكلة حول هذا الموضوع. ونحن في كل الأحوال نريد أن يتبلور تأييد أكبر عدد ممكن من النواب للجنرال عون ليكون رئيساً يمثل كافة الأطياف اللبنانية؛ إذ لا نريد فريقاً واحداً قادراً على أن يلعب دور بيضة القبان، كالسيد وليد جنبلاط على سبيل المثال، أن ينضم إلى تكتل 8 آذار لتتمّ انتخابات تأتي بالعماد عون رئيساً للجمهورية بالأكثرية المطلقة، نحن لا نتمنى هذا الأمر لأننا نتمنى أن يكون السنّة أيضاً داخل العملية التأييدية لانتخابات رئيس الجمهورية.
ورغم ما رشح من ردّ على طريقة الـ«لعم» أبلغه الرئيس سعد الحريري للوزير جبران باسيل حول تبني ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الذي يأبى دخول المعركة الرئاسية إلا من بابها «الوفاقي»، أكد القيادي في «التيار الحر» الوزير السابق ماريو عون لـ«الراي» أن «جو اجتماع الحريري مع باسيل كان ناجحاً»، آملاً أن «تثمر الأجواء الإيجابية والإنفتاحية انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من مايو».
عون الذي شدد على ضرورة وصول «رئيس جمهورية ميثاقي ووفاقي لتحقيق المصالحة الوطنية لا تعطيلها»، اعتبر أن «اللعبة الديموقراطية لا تعطي دائما ثمارا كما يتمناه اللبنانيون»، مشيراً إلى أن العماد عون «برهن في مناسبات عديدة سياسة الإنفتاح التي يتبعها ويمكنه من خلالها أن يكون ميثاقياً ووفاقياً لمعالجة الأمور الوطنية وتحقيق المصلحة الوطنية العليا».
حتى اليوم لم تعلن قوى 8 آذار اسم مرشحها أو «مبايعتها» للعماد عون، لكن ذلك لم يزعزع ثقة «التيار الوطني الحر» بحلفائه حيث يؤكد الوزير السابق عون «أننا مطمئنون 100 بالمئة لهذا التأييد من قوى 8 آذار».
وفي ما يأتي تفاصيل الحوار:
• بات من الواضح أن العماد عون ينتظر لإعلان ترشيحه تحقيق توافق حوله.. ما حقيقة موقف «تيار المستقبل» في ضوء اللقاء الأخير الذي تم بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل؟
- أولاً لا بد من الإشارة إلى أن الاجتماعات ليس بالضرورة أن تكون دائماً ذات نتائج سريعة التبيان، فمن الممكن أن تأخذ قليلاً من الوقت لتظهر لاحقاً أجواء الإجتماع إن كان ناجحاً أم لا.
على كل حال فإن الاجتماع كان جوّه ناجحاً، وفيه استكمال للحوار الذي يجري بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وفي النتيجة لا بد من إنتظار التطورات في الأيام أو الأسابيع المقبلة والتي من خلالها قد يتبلور شيء ما في ما يخص رئاسة الجمهورية. لكن لا نستطيع أن نستبق أي شيء حول هذا الموضوع، ونقول ان الأجواء إيجابية وإنفتاحية وإن شاء الله تثمر انتخابات رئيس الجمهورية قبل الخامس والعشرين من مايو.
• بحسب تقارير إعلامية وسياسية، رشح عن اللقاء أن الرئيس الحريري نصح «التيار الوطني الحر» بالتفاهم مع مسيحيي 14 آذار لتحقيق توافق حول ترشح العماد عون، هل أنتم بصدد مثل هذا الإنفتاح على خصومكم المسيحيين؟
- تلك هي على كل حال أمنيات التيار الحر بالإنفتاح على الجميع بمن فيهم الفريق المسيحي في البلد، ولكن لابد من دون شك أن يكون عند الفريق المسيحي الآخر هذا الاستعداد ليدخل في عملية تواصل وحوار جدي حول الموضوع الرئاسي وما يجري حالياً في البلد.
الأكيد في هذا الإطار أن ليس لدينا أي مانع، ونأمل أن ترينا الأيام المقبلة خطوات إيجابية في هذا الموضوع.
• ثمة مَن اعتبر أن أداءكم في الجلسة الأولى حيث عمدتم إلى «نبش القبور»، يتناقض مع حرص العماد عون على تقديم نفسه كمرشح وفاق.. ما الجدوى مما فعلتموه حيث تبنى العماد عون ما وُصف بـ«الأوراق السوداء»؟
- نتمنى في مناسبة إنتخاب رئيس جمهورية جديد للبلد أن يكون عندنا رئيس للجمهورية ميثاقي ووفاقي لتحقيق المصالحة الوطنية لا تعطيلها. فالبلد اليوم بحاجة إلى تقارب أكثر، ونحن انطلاقاً من قناعاتنا أن المرشحين الحاليين ليسوا بنظرنا ميثاقيين ووفاقيين، على هذا الأساس نقول انه يحق لنا ممارسة لعبتنا الديموقراطية لأن موقع الرئاسة كبير جداً في البلد وهو الموقع الأول، ونريده أن يكون مناسبة للإنطلاق بعملية إصلاحية كبرى في البلد، وهذه العملية تستوجب رئيساً يتوافق عليه كل الأفرقاء السياسيين ويملك بدوره القدرة على التوفيق بين الأفرقاء السياسيين.
• ألا يضع هذا النوع من التصويت، وسط الحديث عن الانفتاح، عوائق بينكم وبين الدكتور سمير جعجع؟
- كنا ننتظر بعد العملية الإنتخابية الأولى التي حصلت والتي تأمّن فيها النصاب وبحسب النتائج، أن يأخذ المرء العبرة. لكن يؤسفني القول ان الدكتور سمير جعجع استمرّ بترشيحه رغم أن الأصوات التي نالها دون المستوى المطلوب ليستكمل العملية الانتخابية، اللهم إلا إذا كان يريد بترشيحه إقفال الطريق نهائياً على العماد ميشال عون من جهة و«حشر» جماعة 14 آذار بالاستمرار بتأييده من جهة ثانية لربما كانوا غير مرتاحين كثيراً لهذا الترشيح لأنه يحمل بطياته معارضات له بالنسبة للداخل اللبناني.
• يؤخذ أيضا على سلوك «التيار الوطني الحر» أنه لم يكن وفاقياً على مدى 8 أعوام.. ما عدا ما بدا؟
- أعتقد أن من الطبيعي أن تتبلور السياسات مع الوقت وتواكب ظروف كل مرحلة سياسية يمر فيها البلد، ففي ذلك الوقت كنا في مرحلة سياسية متشنجة جداً.
فنحن عندما نتحدث عن فريق الدكتور جعجع نتحدث بمنطق مختلف، إذ ان المسألة ليست أنه كان من أمراء الحرب ويترشح اليوم لرئاسة الجمهورية، إذ يحق للجميع أن يكونوا في واجهة الترشيحات لموقع رئاسة الجمهورية، لكن الفارق كبير جداً بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون بالنسبة لمواقف سياسية وكيف كانت وكيف تطورت وكيف أصبحت إيجابية مع الزمن لمصلحة الوطن. ولم نكن نحن مَن لفظ أي إتهام سياسي بحق الدكتور جعجع وعلى سوابقه الأمنية في الماضي حين قيل انه يتحمل مسؤولية دم مراجع مهمة في البلد على رأسها الرئيس رشيد كرامي. فهنا العملية تختلف تماماً عن عملية تتعلق بما يقع من ضحايا جراء الحرب. فالقول ان الجميع قاتَل وأن الشهداء الذين سقطوا جميعهم شهداء حرب، غير مقبول. فهناك فارق كبير في هذا الموضوع، والمعارضة تأتي حتى من جانب بعض الأفرقاء السنّة وخصوصاً من نواب طرابلسيين. ومن لا يُقرّ بذلك لا يميّز بين القتال والقتل فيما هذه مسألة مهمة جداً، وموضوع القتل ترعاه إتفاقية جنيف التي تمنع قتل العدو عندما يستسلم، فيما في الحرب تم قتل متعمد بالدخول إلى بعض البيوت والنيل من بعض الأفرقاء السياسيين بشكل مباشر، وهذا ما نتحدث عنه من سوابق لا تُحتمل.
لكن في ما خصّ السوابق السياسية في مراحل شهدت تشنّجات كبيرة على الصعيد السياسي، فإن التعالي عن الخلافات التي كانت حاصلة حينها والانتقال إلى مرحلة الإنفتاح على القوى السياسية بغية تأمين التوافق على رئيس للجمهورية في لحظة وصل فيها الوطن إلى مفترق مهم جداً، فهذا فيه الكثير من كبر النفس والأخلاق السياسية العالية جداً.
• رغم إصرار بكركي ومعها 14 آذار على ضرورة تأمين نصاب جلسات الانتخاب، تعمدون بالاتفاق مع «حزب الله» على تطيير النصاب. ألا تخشون من الذهاب إلى الفراغ؟
- نتمنى بكل القوة التي يمكننا أن نساهم فيها ضمن الإطار الذي تحدثتُ عنه حول شخص الرئيس، أن نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 مايو، أما إذا لم يتم هذا الأمر فنحن لسنا متخوفين على أساس أن هناك حكومة يمكنها تتولى الصلاحيات الرئاسية بشكل مؤقت ضمن مهلة زمنية محددة أعتقد أنها لن تطول إلى أن نصل إلى انتخاب رئيس الجمهورية.
• لماذا لا يُترك أمر انتخاب رئيس جديد للجمهورية للعبة الديموقراطية وتالياً إبعاد شبح التدخلات الخارجية التي غالباً ما كنتم تشكون منها؟
- نعود إلى المسألة نفسها، اللعبة الديموقراطية لا تعطي دائماً ثماراً كما يتمناه اللبنانيون، على أساس أنها يمكن أن تأتي في ظل التحديات السياسية القائمة في البلد حالياً برئيس ليس هو الأصلح في الظروف الحاضرة ليترأس الدولة اللبنانية. وعلى هذا الأساس نقول انها ليست عملية لعبة ديموقراطية ولا خوف أو هروب أبداً، ولذلك لم يتقدم الجنرال عون بترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية وطرح موضوع التوافق حول إسمه، وهو برهن في مناسبات عديدة سياسة الانفتاح التي يتبعها ويمكنه من خلالها أن يكون ميثاقياً ووفاقياً لمعالجة الأمور الوطنية وتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
• هل أنتم مطمئنون إلى دعم 8 آذار للعماد عون؟
- نحن مطمئنون 100 بالمئة لهذا التأييد من قوى 8 آذار، وما من أي مشكلة حول هذا الموضوع. ونحن في كل الأحوال نريد أن يتبلور تأييد أكبر عدد ممكن من النواب للجنرال عون ليكون رئيساً يمثل كافة الأطياف اللبنانية؛ إذ لا نريد فريقاً واحداً قادراً على أن يلعب دور بيضة القبان، كالسيد وليد جنبلاط على سبيل المثال، أن ينضم إلى تكتل 8 آذار لتتمّ انتخابات تأتي بالعماد عون رئيساً للجمهورية بالأكثرية المطلقة، نحن لا نتمنى هذا الأمر لأننا نتمنى أن يكون السنّة أيضاً داخل العملية التأييدية لانتخابات رئيس الجمهورية.