قدّمت مسرحيتها الجديدة: «هيدا مش فيلم مصري» على خشبة غولبنكيان

لينا أبيض: لم أقصد الإساءة للرجال والنساء المعنّفات عرفتهن في الواقع

تصغير
تكبير
• الرجل الحقيقي تعرفه الصبية من والدها وشقيقها

• دور المسرح أن يستكمل النقاش خارجه عن موضوعاته

• الحضور من الجنس اللطيف ... والرجال يعدون على الأصابع

• لم أجنِ على الرجال ... هم من جنوا على أنفسهم
كثيرة الموضوعات التي اهتمت بها المخرجة لينا أبيض في مسرحياتها «الدكتاتور»، «عائد إلى حيفا»، «المهرج»، «العميان»، «سجن النساء»، «منمنمات جزائرية»، «مرا لوحدا»، «شاي وبسكوت عا باب الحبس»، «فانتازيا»، «سيكا برازق»، وصولاً إلى آخرما أنجزته «هيدا مش فيلم مصري»، وفيها تناول لموضوع أخذ حيّزاً من الاهتمام الإعلامي على نطاق واسع، وهو العنف ضد النساء. أبيض اختارت عشر حالات أقسمت أنها واقعية وموجودة، وعرضتها في سياق درامي قاس يعطي فكرة بالغة السوء عن الرجل من خلال اعتباره مخطئاً على الدوام ولا تقدّم له أي أعذار بالمطلق، والمعنى ألا يمكن أن تكون تصرفاته مجرد ردة فعل على أفعال المرأة، أو على ظروف صعبة معاشة.

عشر حالات من العنف ضد عشر نساء. والعرض على خشبة مسرح غولبنكيان وسط باحة الجامعة اللبنانية الأميركية ومعظم الحضور من الجنس اللطيف، لذا كان صعباً حصول نقاش في الصالة بعد كل عرض، لأن الرجال يُعدّون على الأصابع وسط غابة من النساء، من أعمار مختلفة.


المخرجة لينا أبيض بدت سعيدة لأن عملها استحوذ على نقاش حار بين الحضور من الجنسين وقالت لـ«الراي»: «طبعاً أنا سعيدة لأن الذي طرحته يلقى كل هذا الاهتمام، لا بل هو يستكمل النقاش خارج المسرحية وهذا هو دور المسرح في الأساس».

وبالاستفسار منها عن سبب عدم تركها في المسرحية لأي نافذة للرجل كي يلتقط أنفاسه، وقسوتها على الرجل، اضافة إلى عدم إعطائه حق الدفاع عن نفسه في سياق اتهامي كامل، أشارت إلى أن «المقصود كان عرض الواقع القاسي السيئ وغير المقبول. والذي يرى الحقيقة بعيداً عن التصنيف، سيكتشف أنني لم أجن على الرجال بل هم من جنوا على أنفسهم».

«ألم تجدي رجلاً واحداً صالحاً تضيئين عليه في المسرحية؟»، سؤال وجهته «الراي» لأبيض، فأجابت «موضوعي المعنّفات، يعني من وقع عليهن فعل العنف وهن من ركّزت عليهن».

وحول ما إذا كان خطر في بالها أن يكون فعل هذا الرجل أو ذاك، مجرد رد فعل على ممارسات المرأة أو على ظروف معينة يعيشونها، قالت: «أنا لا أبحث عن مبررات لأفعال الرجل، أنا أعرض واقعاً، وقد كتبت عن نماذج استمعت إلى قضايا ضحاياها. نحن لا نستطيع إنكار وجود قضية مرعبة في مجتمعنا هي العنف ضد النساء».

وبالإشارة إلى أن «الخوف انعكاس الصور التي تقدمها عن الرجل على الصبايا العازبات بحيث يعتقدن خطأ بأن كل الرجال سيئون»، قالت أبيض «للصبية والدها وشقيقها، تتعرف من خلالهما على الرجل الحقيقي. وما تبقى خاضع للتجربة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي