مطارنة دافعوا عنها في وجه الاعتراضات التصاعُدية عليها

الراعي ماضٍ في زيارته المثيرة للجدل إلى القدس

تصغير
تكبير
برزت الى الواجهة في اليوميْن الاخيرين ملامح قضية مرشحة لإثارة ضجيج واسع تتعلق بالزيارة غير المسبوقة منذ قيام «دولة اسرائيل» التي يعتزم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القيام بها للاراضي المقدسة في فلسطين المحتلة لدى زيارة البابا فرنسيس لها ولاسرائيل بين 24 و 26 الجاري.

ويبدو ان ثمة مأزقاً ستواجهه بكركي في هذا التطور من خلال تصاعد حملة رافضة للزيارة على اعتبار ان الراعي يكسر بزيارته قاعدة ثابتة اتبعها أسلافه ولا سيما منهم البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي رفض موافاة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى الاراضي المحتلة لدى زيارة مماثلة.


وتخشى اوساط معنية في هذا السياق من حدة الاستقطاب الذي ستثيره الضجة حول الزيارة في حال تصاعدها علماً ان المضي فيها سيرتب اثاراً سلبية كما ان التراجع عنها في حال حصوله سيرتب ايضاً تداعيات ليست في مصلحة البطريرك شخصياً.

وبدا واضحاً امس من الوفد الذي يرافق الراعي في زيارته لفرنسا انه ماضٍ في قراره بمرافقة البابا في زيارة هي الأولى لبطريرك ماروني للأراضي المقدّسة منذ العام 1948، وذلك على وقع تصاعُد اصوات كنسية ردّت على منتقدي الزيارة الذين اعتبروها خرقاً للمرة الاولى من جانب رأس الكنيسة المارونية لمقاطعة اسرائيل.

وحرص عدد من المطارنة على وضع الزيارة البطريركية في اطار راعوي غير سياسي مؤكدين ان البطريرك لن يشارك في اي لقاءات للبابا مع مسؤولين اسرائيليين وانه سيدخل الى الاراضي المحتلة بجواز سفر فاتيكاني عبر ممر بري اسوة بمطارنة ومسؤولين دينيين يسمح لهم بالعبور من بوابة الناقورة بموجب اوضاع خاصة بهم.

وقد برزت الحملة الاعتراضية من وسائل إعلام  لبنانية قريبة من 8 آذار على الزيارة في موازاة ملاقاة لهذا المناخ على مواقع التواصل الاجتماعي. واذا كانت صحيفة «السفير» وصفت هذه الخطوة   بـ «الخطيئة التاريخية» و»السابقة الخطيرة» على صعيد «التطبيع» مع اسرائيل، متسائلة ان كان البطريرك «سيصافح القادة الاسرائيليين الذين سيكونون في طليعة مستقبلي البابا فرنسيس في القدس»، ومعتبرة «انه، حتى لو كان للبطريرك «برنامج مستقل»، فهذا يتطلب تنسيقا مع وزارة الخارجية الاسرائيلية»، فان صحيفة «الأخبار»، رأت إن «مجموعة من السياسيين ستطلب لقاء الراعي لمحاولة اقناعه بالامتناع عن زيارة القدس وهي رازحة تحت الاحتلال الاسرائيلي، لان خطوة كهذه ستكون بموافقة الاحتلال، ما يعني تطبيعا مع المحتلين، وستستخدمها السلطات الاسرائيلية في اطار دعايتها».

الا ان النائب البطريركي المطران سمير مظلوم اكد «أنّ هذه الزيارة واجب يقوم بها البطريرك في استقبال البابا فرنسيس في زيارته إلى الشرق، وهي تتسم بطابعها الديني وليس السياسي». وأضاف: «إذا أردنا أن ننظر للأمور من ناحية سياسيّة، ندرك جيّداً ما قامت به إسرائيل تجاه العرب واللبنانيين، والظلم والمصائب الذين أحلتهم بهم، ولا أحد يستطيع المزايدة على البطريرك والكنيسة لأن إسرائيل عدوة لنا، والبطريرك لن يذهب لمصالحتها ونحن نقول إننا نهتمّ للمسيحيين الموجودين في القدس، ونزورهم لمؤازرتهم في التشبث بأرضهم والبقاء فيها برغم كلّ الضغوط التي يتعرّضون لها».

بدوره اكد النائب البطريركي المطران بولس صياح «ان هناك أشخاصاً يحاولون بناء شيء غير حقيقي على هذا الحدث ويعطونه المعنى الذي لا يحمله، ومؤسف جداً ان الزيارة يحمّلونها هذا البعد السياسي»، وقال: «لا أتصور أن البطريرك الراعي سيعود عن هذا القرار فقراره واضح وسببه معروف وزيارته روحية ومن البديهي بنظرنا أن يكون البطريرك في استقبال صاحب القداسة في زيارته إلى الشرق والزيارة رعوية بحت وليست سياسية حيث هناك 10 آلاف ماروني في الاراضي المقدسة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي