الفريح: «السلياك» خلل وراثي يدمِّر بطانة الأمعاء

أكدت الباحثة سعاد فهد الفريح، ان مرض السلياك خلل وراثي يؤدي إلى تدمير بطانة الأمعاء الدقيقة، وذلك بواسطة الجلوتين وهو البروتين الموجود في القمح والجاودر والشعير والمالت المستخلص من الشعير وغيرها، وكان يعد نادرا لفترة ليست ببعيدة وصعب التشخيص، واسمه العلمي مرض السلياك (celiac disease) ويسمى الداء الزلاقي (وكذلك يسمى الدابوق وأحيانا حساسية الغراوية).

واشارت الفريح خلال المؤتمر العلمي السنوي لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، والذي انعقد في الكويت الثلاثاء الماضي وباشراف جامعة الكويت تحت عنوان «قضايا صحية في دول مجلس التعاون الخليجي» على مسرح عبدالله الجابر في الشويخ، ان السلياك نوع من انواع الحساسية الخطيرة والتي تنتج لدى البعض عند تناول دقيق القمـح ومنتجاته بكافة أنواعها، بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين gluten، وهو البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودر واي حبوب أخرى تختلط بالقمح أثناء الزراعة أو الحصاد أو التصنيع كالشوفان، ومادة الجلوتين تسبب اضطراباً في عملية امتصاص الأمعاء للغذاء، هذا الاضطراب ناتج عن الحساسية التي يسببها الجليادين Gliadin (أحد مكونات الجلوتين) الذي يعمل كمولد مضاد تنتج عنه مناعة معقدة في الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء.

واوضحت الفريح ان الجلوتين يقوم بالتدمير التدريجي لـVilli الموجودة في الأمعاء الدقيقة، مؤدياً إلى تكدس الخلايا اللمفاوية الميتة، وهـذا بدوره يسبب تلف الأهداب Villi وتكاثر خلايا خفية وبالتالي لا يحدث الامتصاص للغذاء عند مرضى السلياك، لافتة الى ان Villi عبارة عن البروزات الصغيرة التي تُشبه الأصابع، وهدفها امتصاص العناصر الغذائية من الغذاء المهضوم. وباستمرار تناول المنتجات المحتوية على الجلوتين، تُصبح Villi مُسَطَّحة جزئياً أو كُلياً وغير قابلة للقيام بوظيفتها وهي امتصاص العناصر الغذائية، ما يحْرِم الجسم من العناصر الغذائية الأساسية، ويؤدي إلى التعرض للإصابة بسوء التغذية نتيجة ذلك. ويُمكن لِـVilli أن تعود إلى طبيعتها والقيام بوظيفتها عند خلو الغذاء المتناول من الجلوتين. وعادةً ما يؤثر هذا المرض على الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة - الاثنا عشر وهو الجزء الذي يدخل منه الجلوتين إلى الأمعاء قادماً من المعدة.

كما ذكرت الفريح خلال المحاضرة الأشخاص الأكثر عرضة للاصابة بالمرض وطرق تشخيصه وعلاجه، وسط تفاعل كبير من الحضور.