«حزب الله» يربط البحث عن مرشح توافقي بنتائج مشاورات عون

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم... «خلط أوراق» ولا نصاب

تصغير
تكبير
الزمان: الثانية عشر من ظهر اليوم حيث يقرع الجرس لعقد الجلسة الثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

المكان: مقر البرلمان المحاصَر بتظاهرات للاتحاد العمالي العام، الذي «استُحضر» الى الواجهة لأمرٍ يعتبره البعض... مريباً.


النتيجة: هرج ومرج خارج البرلمان، اما في داخله فلا فرَج ولا مَن يحزنون، فلعبة تطيير النصاب افضت الى... لا جلسة.

بكّر نواب «14 آذار» بالوصول الى ساحة النجمة (مقر البرلمان) ومعهم نواب كتلة النائب وليد جنبلاط، انضموا الى نواب كتلة رئيس البرلمان نبيه بري الذين حضروا لـ «حفظ ماء» وجه رأس السلطة التشريعية ودوره.

بعدما ملّ الرئيس بري الانتظار وهو يراقب المقاعد الخاوية لكتل «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و«حزب الله» وحلفائهما... «اطمأن» ان لا نصاب دستورياً (86 نائباً من اصل 128) لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس ففُضّت الجلسة التي لم تنعقد وذهب الجميع الى «تقويم» خلاصات الجلستين اللتين لم تنتجا الرئيس الثالث عشر للبنان، والى وضع خطط جديدة لملاقاة السيناريوات المتعددة التي تحوط الاستحقاق الرئاسي.

بين الجلستين حصلت تطورات بالغة الاهمية في تظهير مقاربة طرفي الصراع المحليين (8 و 14 آذار) لانتخاب «الرئيس المسيحي» الوحيد في المنطقة ولعل ابرزها:

* احراز «14 آذار» فوزاً في النقاط في المعركة الرئاسية عبر تقدُّمها بمرشح واحد من «العيار الثقيل»، هو رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وتجيير اصواتها له والمجيء الى البرلمان في الجلستين في مشهد يحاكي الحرص على «لبننة الاستحقاق» ويلاقي رغبات داخلية (البطريركية المارونية) وخارجية بضرورة انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية التي لم يبق منها سوى 25 يوماً.

* ارباك «8 آذار» التي لم تعلن عن مرشح من «لحم ودم»، فاقترعت في الجلسة الاولى الاربعاء الماضي، إما لـ «الورقة البيضاء»، وإما لـ «الشهداء»، وعملت على «تطيير» نصاب الجلسة الثانية.

* سقوط رهان العماد عون على اظهار نفسه مرشحاً توافقياً، ببلوغ محاولاته مدّ الجسور مع «تيار المستقبل» وزعيمه الرئيس سعد الحريري الطريق المسدود، وهو ما تجلى في الجواب الذي كان من المتوقع ان يبلغه الحريري امس الى صهر عون، الوزير جبران باسيل خلال لقائهما في باريس.

ومن غير المستبعد ان تقفز الى صدارة الاستحقاق الرئاسي في الايام المقبلة معادلة «اما التسوية او الفراغ»، بعدما بدا ان «14 آذار» لن تنجح في ايصال مرشحها الحالي (جعجع) وان «8 آذار» لن تسمح باكتمال نصاب اي جلسة انتخاب، وهو الامر الذي سيوفر «ارضاً خصبة» لحركة جنبلاط غير البعيدة عن تطلعات بري، والهادفة الى امرار رئيس تسوية بمواصفات شبيهة بـ «الهندسة» التي افرجت عن حكومة الرئيس تمام سلام في لحظة عدم ممانعة اقليمية - دولية.

وكان لافتاً في سياق حِراك جنبلاط الزيارتان اللتان قام بهما موفده الوزير وائل ابو فاعور للسعودية حيث التقى في المرة الاولى الحريري وفي المرة الثانية وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، علماً ان ابو فاعور عاد الى بيروت في ساعة متأخرة من ليل الاثنين.

والى السعودية، شخصت الانظار على باريس التي وصل اليها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وسط تقارير لم تستبعد ان يلتقي الحريري، اضافة الى معلومات عن تواصل اميركي - فرنسي يواكب الاستحقاق الرئاسي وسط رغبة لدى باريس وواشنطن بإنجاز الانتخابات في موعدها وإبلاغ الولايات المتحدة مَن يعنيهم الامر انها لا تريد رئيساً «بأي ثمن» في اشارة الى أسماء متداولة قريبة من النظام السوري.

وقالت مصادر نيابية واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان الساعات الاخيرة بدأت تظهر مأزقاً جدياً لدى فريق 8 اذار الذي لم يكن حتى عصر امس تبلغ اي موقف قطعي من عون في شأن ترشحه. لكن المصادر لفتت الى ان المضي في تعطيل النصاب بدأ يرخي اثقالا على 8 اذار لانه يتحمل تبعة اتهامه بتعطيل الاستحقاق عمداً والتسبب في الفراغ الرئاسي.

واسترعى الانتباه في هذا السياق ما أدلى به النائب في كتلة «حزب الله» كامل الرفاعي الذي اعلن «اننا ملتزمون تبني العماد عون كمرشح رئاسي لكن الاخير يخوض مشاورات داخلية وخارجية تضمن وصوله الى سدة الرئاسة ونحن ننتظر نتيجة هذه الاتصالات وعندما يعلن انه لم يصل الى نتيجة ايجابية سنبحث عن شخصية توافقية». وأضاف: «الكرة الان في ملعب عون الى حين رد الجواب ونعتقد ان اتصالاته مع الرئيس سعد الحريري لن تصل الى نتيجة جيدة». ولاحظ ان ثمة اسماء عدة «من الممكن ان تشكل قاسماً مشتركاً بين اللبنانيين بينها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير السابق جان عبيد».

في غضون ذلك اعربت المصادر النيابية الواسعة الاطلاع نفسها عبر «الراي» عن اعتقادها ان فريق 14 اذار الذي يتبنى ترشيح جعجع سيمضي في هذا الترشيح  اسبوعين اخرين على الاكثر ومن ثم سيتجه الى ترشيح شخصية اخرى رجحت المصادر ان يكون النائب ووزير الاتصالات بطرس حرب.

وقالت ان اسم المرشح الثاني ضمن فريق 14 اذار لم يجر طرحه بعد رغم اللقاءات البعيدة عن الاعلام التي يعقدها هذا الفريق وكان آخرها امس، لاتخاذ الموقف المناسب من الجلسة النيابية اليوم في حال انعقادها.

المطران صياح: رعوية وليست تطبيعاً مع إسرائيل

الراعي يزور بيت لحم والقدس مع البابا

| بيروت - «الراي» |

انهمكت بيروت امس بالتقارير التي اشارت الى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قرّر زيارة الاراضي المقدّسة برفقة البابا فرنسيس الذي يزور بين 24 و 26 مايو الأردن وبيت لحم والقدس.

وأكد النائب البطريركي العام المطران بولس صياح الذي سيرافق البطريرك في زيارته أن «البطريرك الراعي سيزور الأراضي المقدّسة ضمن الوفد الذي سيرافق البابا، ففي فلسطين رعية مارونية تستحق زيارته»، لافتاً الى أنّ «البطريرك قد يزور الأراضي مع البابا عبر الطائرة أو عبر البرّ، والقرار لم يُتَّخذ بعد».

وفيما يُنتظر ان تُقابل هذه الزيارة باعتراضات في الداخل اللبناني من بوابة اشكالية «التطبيع مع اسرائيل» وانها قد تفتح الباب امام رحلات حجّ منظمة الى فلسطين، أبلغ المطران صياح الى صحيفة «الجمهورية» ان الزيارة «رعوية والراعي ليس ذاهباً لهدف سياسي او للتطبيع مع اسرائيل، ومن حقّ أيّ مسيحي في الشرق زيارة الاراضي المقدّسة لأنّ القدس وبيت لحم ليستا حكراً على اسرائيل بل هما لجميع المؤمنين في العالم، وهذا الأمر ينسحب على مسيحيّي لبنان ومسلميه”.

ونُقل عن أوساط كنسية أن «الراعي بطريرك يسعى الى تخطّي كل الحدود، وحركته الدائمة وزياراته الخارجية تؤكد أنّ الكنيسة تتّبع نهجاً جديداً في التعاطي»، متسائلة عن «مغزى تمنّع ذهاب الراعي برفقة البابا، فهل عدم ذهابه يُحرّر فلسطين؟»، مستندة في هذا الطرح الى أن «الفلسطينيين يتعاملون مع اسرائيل كأمر واقع، وتربط بعض الدول العربية معاهدات سلام معها، فيما لم يُطلق النظام السوري رصاصة واحدة لتحرير الجولان المحتلّ».

وبحسب هذه الاوساط فان «أي صوت تخوينيّ قد يصدر، يعبّر عن حقد دفين، وينمّ عن أهداف سياسية غير بريئة. فالموارنة هم شعراء العرب ومفكّروهم، وهم طليعة النهضة العربية، ويقفون بصدق الى جانب القضية الفلسطنية، وقدّ وافقوا على أنّ لبنان هو آخر بلد عربي يوقّع معاهدة سلام مع اسرائيل، وأي قرار من هذا النوع يحتاج الى توافق داخلي غير متوافر حالياً».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي