رصدها متطوّعون على متن هليكوبتر عسكرية ووثقتها «الراي»

إطلالة جوية على البيئة: الكويت من فوق أحلى

تصغير
تكبير
• مناف بهبهاني: رأينا جمال سواحل الكويت وعمرانها من فوق وآلمتنا التجاوزات والمخالفات

• بناء موانئ شخصية وتجاوزات في البر من قبل أصحاب المخيمات

• الخالد: نرصد مدى التغيرات البيئية وجرف الرمال وسنعد تقريراً مفصلاً عن الرحلة

• يمكن مشاهدة الانبعاث من محطة الزور والتمدد العمراني والتغيرات في المناطق الجنوبية

• بهزاد: كمية الغطاء النباتي داخل وخارج المحميّة تظهر مدى التعدّي على الأراضي البرية
سنحت رحلة جوية شملت المناطق الساحلية الكويتية الجنوبية، الفرصة بإطلالة على حال البيئة في المنطقة، وأظهرت العديد من التجاوزات البيئية والتعديات العمرانية والأدخنة المتصاعدة، رصدها متطوعون في فريق حماية الحياة الفطرية في جمعية حماية البيئة وعدد من العاملين في الهيئة العامة للبيئة.

وإذ تمتعت أعين المحلقين على متن مروحية عسكرية تابعة لوزارة الدفاع، بمشاهد خلابة من الشريط الساحلي الرائع، كان من الباعث على الأسى حجم التجاوزات العابثة ببيئته، والتي بلغت حد إقامة موانئ خاصة، ما يدعو إلى التساؤل، ما إذا كانت تلك المنشآت تمتلك ترخيصاً، فضلاً عن الانتهاك المنظم للمنطقة البرية من قبل أصحاب المخيمات الربيعية.


وكان من اللافت أن المحميات الطبيعية التي تحظى بكمية كثيفة من الغطاء النباتي تظهر مدى التعدي على الأراضي البرية، حيث ان الزحف العمراني في مساحات واسعة من الأراضي يزيد من حجم الضغط على السواحل.

وفيما أظهرت الرحلة قصوراً في تطبيق وتفعيل قانون الحفاظ على البيئة، إلا انها وثقت مناطق جميلة المنظر في الكويت، رصدتها عدسة «الراي».

وحول تفاصيل الرحلة، قال أستاذ جامعة الكويت رئيس فريق الحياة الفطرية الدكتور مناف بهبهاني «اليوم استمتعنا برحلة جوية ورأينا الكويت من فوق وجمال سواحلها وعمرانها، ومن ناحية أخرى آلمنا ماشاهدنه من تجاوزات مخالفات وتجاوزات في بناء موانئ شخصية، ولا أعرف هل لديهم تراخيص، إضافة إلى التجاوزات الحاصلة في البر من قبل أصحاب المخيمات والسواتر الترابية»، مشيرا إلى أن «الرحلة منحتنا فرصة للاطلاع على الوضع البيئي من الجو وتوثيق ماشاهدناه، والحمدلله أن الرحلة توثقت لمن لم يحالفه الحظ لمراقفتنا، وكل الشكر للجيش الكويتي على تسييره مثل هذه الرحلات التي تخدم البيئة».

بدورها، قالت الباحث أول أحياء في الهيئة العامة للبيئة عضو جمعية حماية البيئة حصة الخالد، ان «الجولة شملت السواحل الجنوبية بواسطة طائرة الهليكوبتر، بهدف رصد التغيرات البيئية والعمرانية التي تم توثيقها بالصورة، من قبل المتطوعين في الجانب البيئي، والتي كان على رأسهم الدكتور مناف بهبهاني».

وأضافت الخالد إن «الرصد يوضح مدى التغيرات البيئية وجرف الرمال، بمشاركة متطوعين من مختلف التخصصات، حيث سيقومون في النهاية بإعداد تقرير مفصل عن الرحلة».

وأفادت الخالد أن «فريق الرحلة شاهد الانبعاث الخارج من محطة الزور، والتمدد العمراني والتغيرات الحاصلة في المناطق الجنوبية».

من جانبها، قالت عضو جمعية البيئة جنان بهزاد «لقد أعطت الطلعة الجوية بعداً آخر لمشاكل بيئة السواحل الكويتية، ولخصت الوضع الحالي بمشاهدات توضح مدى استغلال الشواطء وتأثير المشاريع الحديثة عليها، والضغط الواقع على الساحل، نستطيع القول ان هناك مشاريع كبيرة تشكل ضغطا كبيراً على المنطقة والتي تحتاج إلى دراسة ومتابعة مكثفة، لمعرفة طريقة التعامل الأنسب معها بشكل لا يخل بالموائل الطبيعية، مثل بناء جسر جابر، والمدن السكنية الجديدة (غرب الصليبخات) وتجريف الخيران.

وزادت بهزاد أن «هناك الكثير من القضايا البيئية الأساسية المعلقة والتي تقل عليها الدراسات والمتابعة، لمعرفة نواتجها او مدى التغيرات، التي أحدثتها منذ بداية انشائها، مثل مشكلة الصرف الصحي ومخارج مياه الأمطار التي تردم بالبحر ومشكلة التعدي على املاك الدولة ودفن البحر، لانشاء المراسي والمسنات، خاصة في المنطقة الجنوبية، المياه الملقاة من تبريد الآليات في محطات توليد الطاقة وغيرها من مشاكل متعلقة بالنقل البحري ومخلفات ومياه التوازن».

وأكدت بهزاد «في مشاهدات بسيطة لا يمكن معرفة حجم المشكلة، إن كانت واقعة أصلاً، ولكن من المؤثر إن نرى كمية كبيرة من الاراضي التي تدمر وتردم لأجل التعمير وزيادة الضغط على السواحل، في حين نرى فراغ الأراضي القاحلة المهملة، والتي ملأتها بقايا وأنقاض المخيمات في البر».

وأشارت إلى انه «مما لا شك فيه أن هناك جهداً لتأهيل البيئة، من خلال المحيمات الطبيعية، والتي تثير الإعجاب بالمحافظة على الطبيعة». وأظهرت مدى التعدي على الاراضي البرية، بمقارنة كمية الغطاء النباتي بين داخل وخارج المحمية والذي توضحه الصور»، مؤكدة ان «جميع المشاكل الواقعة على البيئة الكويتية تحتاج لحل جذري واستراتيجيات عمل حكومية مشتركة لحلها، وتضافر الجهود لرسم خطة عمل متقنة يقوم عليها فريق متخصص».

وأفادت ان «فقدان الأنواع الطبيعية نتيجة استغلال الاراضي والآثار السلبية للانشطة البشرية على المنطقة الساحلية (النفايات، الضوضاء، التيارات المائية نتيجة كثافة القوارب البحرية والجت سكي وغيرها..)، بالاضافة الى الاسباب الطبيعية التي من أهمها التغيرات في درجات الحرارة، والتغيرات الموسمية في هطول الأمطار، العواصف والرياح الغبارية، الفيضانات والجفاف».

وشــددت عــــلى «دور الجمعية الكويتية لحماية البيئة في توثيق وتقييم الدمار البيئي، والوقوف على الأسباب وايجاد الحلول وتقديم مقترحات ايجابية قابلة للتطبيق».

مراسٍ ومسنّات

شملت الرحلة السواحل الغنية بالموائل الطبيعية والبيئية وتأثيرات المشاريع الانشائية والاسكانية عليها.

وقالت عضو جمعية البيئة حصة الخالد ان الرحلة الجوية تعد الرابعة من نوعها التي يقوم بها فريق البيئة للوقوف على الحالة البيئية لتلك المناطق الحساسة.

وبينت أن المشاكل البيئية في البلاد تتمثل في مشكلة الصرف الصحي ومخارج مياه الأمطار ومشكلة التعدي على أملاك الدولة ودفن البحر لانشاء المراسي والمسنات خصوصا في المنطقة الجنوبية الى جانب المياه الملقاة لتبريد الاليات في محطات توليد الطاقة وغيرها من مشاكل متعلقة بالنقل البحري والمخلفات ومياه التوازن.

وأوضحت ان هناك جهدا لتأهيل البيئة من خلال وضع المحميات الطبيعية التي من شأنها الحفاظ على البيئة وتنوعها الاحيائي كما اظهرت مدى التعدي على الاراضي البرية مقارنة بكمية الغطاء النباتي داخل وخارج المحمية.

ساعتان من التحليق
ساعتان من التحليق
ساعتان من التحليق



• استمرت الرحلة الجوية على متن طائرة الهليكوبتر ساعتين، وكان طاقم المروحية مكونا من الرائد خالد السويدان والرائد عبدالعزيز بهبهاني ورقيب أول يوسف الرفاعي.

من الأبراج لغاية الشاليهات

• انطلقت الرحلة من مهبط نادي اليخوت وكان من المفترض أن تشمل الجزر، إلا أن مناورات بالذخيرة الحية تزامنت مع الرحلة حالت دون إكمالها. واكتفى الفريق بجولة على الساحل امتدت من أبراج الكويت لغاية شاليهات لؤلؤة الخيران.

تكوين التربة

يعزى تكوين التربة في الكويت الى عمليات النقل والارساب بفعل مياه السيول خلال العصور التي كانت سائدة بالمنطقة قبل حقبة الجفاف الحالية حيث تشكلت التربة في المناطق المنخفضة من فتات صخري غير متجانس في أحجام حبيباته ومتباين في تركيبه المعدني ثم نقله من مسافات بعيدة في جزيرة العرب وعند سيادة الجفاف وانتهاء العصر المطير تعاظم دور الرياح في تشكيل التربة وتقلص دور المياه واقتصر على فترات نادرة الحدوث وتحت ظروف الجفاف التي سادت حدث انتقال الغرين والطين والرمال الدقيقة مع المواد العضوية من التربة المترسبة بفعل السيول.

ضغط كبير

الضغط الواقع على ساحل الخليج العربي يتلخص بوجود مشاريع كبيرة تشكل ضغطا كبيرا على المنطقة وتحتاج الى دراسة ومتابعة مكثفة لمعرفة طريقة التعامل الانسب معها بشكل لا يخل بالموائل الطبيعية مثل بناء جسر جابر والمدن السكنية الجديدة «غرب الصليبخات» وتجريف الخيران.

رصد فريق باحثي الجمعية خلال الرحلة الجوية ارتفاع منسوب مياه البحر وحسب تقرير البلاغ الوطني الأول للكويت يشكل هذا الارتفاع خطرا كبيرا على المنطقة الجنوبية.

وتمثل المنطقة الجزء الممتد من رأس السالمية حتى الحدود الجنوبية البرية والبحرية للبلاد وأشدها تأثرا منطقة الخيران خصوصا مشروع «لؤلوة الخيران».

«غرب الصليبخات» وتجريف الخيران

رصد فريق باحثي الجمعية خلال الرحلة الجوية ارتفاع منسوب مياه البحر وحسب تقرير البلاغ الوطني الأول للكويت يشكل هذا الارتفاع خطرا كبيرا على المنطقة الجنوبية.

وتمثل المنطقة الجزء الممتد من رأس السالمية حتى الحدود الجنوبية البرية والبحرية للبلاد وأشدها تأثرا منطقة الخيران خصوصا مشروع «لؤلوة الخيران».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي