جلسة الأربعاء المقبل بين حدّيْ التطيير المرجّح والمفاجآت المستبعدة

التوجُّس من الفراغ الرئاسي في لبنان «يُشعل» خطوط التواصل

تصغير
تكبير
ارتفعت وتيرة المشاورات العلنية وتلك «المكتومة» في شأن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، قبل ثلاثة أيام من الجلسة الثانية للبرلمان يوم الأربعاء المقبل، وسط تقديرات تراوح بين الجزم بأن قوى «8 اذار» تتجه الى تعطيل النصاب الدستوري (86 من 128) ما دامت لم تفرج عن اسم مرشحها للرئاسة، وبين تقارير لم تستبعد حصول مفاجآت «ما فوق عادية» كتبني زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، حليف «حزب الله»، والذي يحاذر إعلان ترشحه في انتظار رد الحريري.

ورغم الانطباعات المتزايدة بأن ما من شيء مهم سيطرأ قبل «اللا جلسة» في الأربعاء المقبل نتيجة حال انتظار حصيلة الحراك الداخلي، والحركة الخارجية التي تتوزعها العواصم ذات الصلة بالملف اللبناني، وسط معلومات عن موفد اميركي سيصل الى باريس، ومروحة من الاتصالات تشهدها الرياض ومعاينة لدور ما قد تلعبه مجموعة الـ 1+5 مع طهران، وهو الأمر الذي من شأنه إظهار حجم الرعاية الاقليمية – الدولية للاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي يفترض إتمامه في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة.


ولفت في هذا السياق بدء تشكيل قوة ضغط سياسية - معنوية لإتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، وهو ما عبرت عنه مواقف رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (من روما) والرئيس سعد الحريري، الذي يقود من الرياض اتصالات مع حلفائه تحت عنوان الحاجة الى قطع الطريق على فخ الفراغ تجنباً للسقوط في انكشاف سياسي - مؤسساتي يمكن ان يؤدي الى وضع النظام اللبناني برمته على المحك في لحظة اقليمية عاصفة.

وكثف الحريري، الذي كان تلقى اتصالاً من البطريرك الراعي، مشاوراته حول الاستحقاق، فاستقبل في تطور لافت المرشح «الحيادي» الوزير السابق جان عبيد، الذي تحدثت المعلومات انه التقى مسؤولين سعوديين، في الوقت الذي كان مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري يلتقي مرشح «14 اذار»، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عارضاً معه الخيارات الممكنة لمقاربة المرحلة المقبلة من الاستحقاق الرئاسي تحت سقف «منع الفراغ» وتفادي الوصول الى ما كان «حزب الله» لوّح به، اي «المؤتمر التأسيسي» الذي يعني إعادة النظر في التوازنات الطائفية والمذهبية التي أرساها «اتفاق الطائف».

وإذا كانت «14 اذار» ستمضي قدماً في حشد نوابها لجلسة الأربعاء المقبل وراء مرشحها «القوي» الدكتور جعجع، فإن قوى «8 اذار» لم تتردد في الاعلان عن ان 42 من نوابها لن يشاركوا في هذه الجلسة، وهو الامر الذي يفقدها النصاب الدستوري، وتالياً فإن «تطيير» هذه الجلسة يصب في اللعب على «حافة الهاوية».

وفي تقدير اوساط مراقبة في بيروت ان قوى «8 اذار» تضغط بـ «الفراغ» بيد وتناور بيد اخرى في محاولة لإمرار رئيس تسوية بمواصفات تشبه تلك التي حكمت تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام على قاعدة عدم ممانعة اقليمية - دولية في إتمام الاستحقاق في موعده، وترك امر اسم الرئيس العتيد لمفاوضات داخلية، ابدى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط استعداده للاضطلاع بها على غرار ما فعله في الملف الحكومي.

ورغم الكلام الكثير و«الغامض» والذي يبده وكأنه «غير واقعي» عن حظوظ سير «تيار المستقبل» بالعماد ميشال عون الذي يحرص على تقديم نفسه كمرشح «وفاقي»، فإن الدوائر المراقبة التي رأت في جانب من هذا الكلام ما يبرره تفادياً للفراغ، فإنها استبعدت حصول نهاية سعيدة لهذا الخيار، الذي يستخدم على الأرجح من اكثر من طرف في اطار مناوراتي - تفاوضي لن يفضي الا الى «رئيس تسوية».

وفي موازة ذلك، اعلن النائب جنبلاط أن لا شيء يوحي بإمكان توافر نصاب الثلثين لانعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الاربعاء المقبل، خصوصا أن التوافق على شخصية معينة لانتخابها لم يحصل بعد.

وأشار جنبلاط، في حديث صحافي الى انه سيقوم بمسعى توفيقي على الخط الرئاسي، على غرار المسعى الذي قام به ونجح في الوصول الى حل للأزمة الحكومية بالوصول الى الاتفاق على تمام سلام كحل وسط. واذ وجّه دعوة الى الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان «اليوم قبل الغد، لأنه لم يعد هناك ما يبرر الغياب»، قال: «أنا مع ان يعود الحريري ويترأس حكومة جامعة بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فنوفر بذلك على أنفسنا وعلى البلد الكثير من التأزم والتوتر».

واذ أكد جنبلاط تمسكه بمرشح «جبهة النضال الوطني» النائب هنري حلو، اعتبر أن من الأفضل للبلد ولكل الأطراف ان يكون هناك رئيس للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 مايو لتجنب الفراغ، لافتا الى انه مع الاتفاق على رئيس جديد يدير الأزمة بالشكل الذي يزيل التأزم ويساهم في التقريب بين المكونات اللبنانية على اختلافها وكذلك بين القوى السياسية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي