شيعي يخوض «شرف محاولة» تحقيق «الحلم المستحيل»
«هلفوت لبنان»... يترشّح للرئاسة
عيسى صليبي
... متوسطاً انصاره خلال مؤتمره الصحافي (بيروت - «الراي»)
في فيلم «الهلفوت»، نجح النجم المصري عادل إمام في تحقيق «حلم» الزعامة في الحي الفقير حيث يقطن بعدما تجرأ وصفع «المعلّم» عسران الضبع (ادى دوره الممثل القدير صلاح قابيل).
كان ذلك قبل 30 عاماً... واليوم اختار «هلفوت لبنان» ان يقتبس من هذا الفيلم اسماً «حرَكياً» له في مسيرته «الشاقة» التي بدأها لتحقيق «الحلم المستحيل» بالوصول إلى رئاسة الجمهورية من خلال توجيه «صفعة» للنظام الطائفي في لبنان.
هو عيسى صليبي، شاب شيعي خرّيج كلية الإعلام، دخل مشهد الانتخابات الرئاسية التي بات للبنان منذ الاربعاء الماضي موعداً اسبوعياً مع احدى جولاتها «العقيمة»، عبر اعلان ترشحه من خارج سياق العُرف الدستوري الذي يحكم هذا الاستحقاق في البلاد منذ الاستقلال (العام 1943) والذي يكرّس منصب رئاسة الجمهورية إلى ماروني مقابل ان يتولى شيعي رئاسة البرلمان وسني رئاسة الوزراء من ضمن مناصفة في المقاعد بين المسيحيين والمسلمين في البرلمان والحكومة.
قبل عيسى، برزت عشية انطلاق «السباق الرئاسي»، الذي يسلّم اللبنانيون بان «خط النهاية» فيه لا يُرسم الا بتقاطُعات خارجية، سلسلة ترشيحات من باب «المزاح» وجذب الأضواء لكن اياً منها لم يخرق «الخط الأحمر» المتمثّل بحفظ «الهوية الطائفيّة» للكرسي الاول في بلدٍ يُعتبر كل ماروني فيه «مرشحاً مؤجلاً» رغم الاقتناع العام و«بالتجربة» ان دخول «نادي الرؤساء» محكوم بمواصفات سياسية يتداخل فيها المحلي بالاقليمي والدولي وتجعل هذا المنصب حكراً على حلقة ضيقة من الشخصيات ذات «التاريخ» النيابي أو الوزاري أو العسكري أو المصرفي أو الحزبي.
خلال المؤتمر الصحافي الذي أحاط فيه نفسه بـ «شلّة» من الاصدقاء، أطلق صليبي برنامجه الرئاسي معترفاً بانه من المرشحين «الخرافيين» وشاكراً كل الاعلاميين الذين «قبضونا جد»، ومؤكداً ان «هذا الترشيح ليس لهدف شخصي في سبيل حصد شهرةٍ لبضعة ايام أو في اي سبيل آخر، وبالتأكيد ليس الهدف الوصول إلى سدّة الرئاسة، فكلّنا نعلم ان من المستحيل لرجل من الشعب ان يصل إلى اي سلطة في الدولة، فالامور فوق، أصبحت تدار بشكل ليس له علاقة بما نريده «نحنا المعترين».
واذا اشار إلى «ان الترشيح إلى رئاسة الجمهورية في بلدنا ليس الا تمثيلية يعلم ممثلوها ان نهايتها لا ترسم الا عبر التسويات الداخلية والخارجية»، قال: «لكن مجرّد حصول ترشيحات «خرافية» إلى هذا المنصب، وضع هذا المنصب في مهب السخرية والانتقاد وانتقص من مقام رئاسة الجمهورية، وجعل من بعض الاشخاص مرشحين للرئاسة ببرنامج غريبٍ عجيب لم نسمع به في أي مكان من هذا البلد، هذا بالنسبة للمرشحين «الخرافيين» كما اسلفت و الذين أنا منهم».
وأشار إلى «معلومات وصلتني عن ان بعض الجهات الحزبية التي تفكّر دائماً بنظرية المؤامرة تقول انني مُرسَل من احدهم وانني أقوم بما أفعله من باب التقليل من مقام رئاسة الجمهورية، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ومَن أعجبه ذلك فليصدّق».
وفي حين أقرّ بأنّ الوصول إلى سدة الرئاسة بالنسبة اليه «مستحيل» ولكن «المحاولة شرف في زمن التفاهة»، تقدّم بطلب شخصي إلى رئيس البرلمان نبيه بري بـ «ان يذكر اسمي حين يعدد أسماء المرشحين إلى الرئاسة كي نسجّل سابقة ان يتم ذكر اسم مواطن غير ماروني كمرشح رئاسي».
كما تطرّق إلى مسألة مشاركة «حزب الله» بالقتال في سورية، وقال: «ربما يستطيع «حزب الله» ان يربح في سورية مئة سنة ولكن «شو طلعلنا؟» سنبقى 100 عام فقراء. وهنا أتوجه بسؤال لـ (الامين العام للحزب) السيد حسن نصر الله: لماذا يا سيّد تركتَ الجهاد الاكبر الذي هو جهاد النفس واعتبرتَ الجهاد الأصغر من اولوياتك؟».
واكد «ان على الشعب اللبناني الخروج من نظرية المؤامرة و«البعبع» الذي يتم ايجاده دائماً لإبقائنا في حال خوف. اذ دائماً هناك اسرائيل أو التكفيريين (عند الشيعة)، أو عند أهل السنّة يتم تصوير حزب الله على انه العدو. هذا النمط هو سياسة متعمّدة من الجميع لنبقى في حال خوف وننسى لقمة عيشنا لانهم يعرفون انه عندما نعيش بحال سلم لا نعود نفكر فيهم ولا ننتخبهم و«بيطيروا».
وفي معرض تعليقه على البرامج الانتخابية للمرشحين «الحقيقيين»، قال: «لا بد من لفت نظرهم إلى ضرورة تفعيل مكافحة الفساد الاداري والمالي في كل مرافق الدولة، وايجاد حلّ للمشاكل الاقتصادية الضخمة التي يعاني منها البلد وتوفير فرص العمل وانتشال الطبقة الفقيرة من الهوّة التي تصبح أعمق فأعمق علماً ان المقاومة المسلحة ضد العدو يجب ان يوازيها سياسة في الانماء وتأمين فرص العمل وايجاد الوظائف ورفع الحرمان وتأمين مستلزمات الصمود». وإذ دعا إلى انشاء مجلس الشيوخ للطوائف الذي نص عليه اتفاق «حتى يتفرّغ البرلمان إلى عمله التشريعي، وهذا ما يمهّد إلى إلغاء الطائفية السياسية»، لفت إلى ان «هذه الافكار هي من الامور الضرورية التي يحتاجها بلدنا»، مضيفاً: «كمرشح «خرافي» للرئاسة من المستحيل ان أصل، وأطلب بكل محبّة من المرشحين الحقيقيين ان يعملوا لتحقيق هذه الامور بدلاً من التوجّه إلى الامور الخلافية».
كان ذلك قبل 30 عاماً... واليوم اختار «هلفوت لبنان» ان يقتبس من هذا الفيلم اسماً «حرَكياً» له في مسيرته «الشاقة» التي بدأها لتحقيق «الحلم المستحيل» بالوصول إلى رئاسة الجمهورية من خلال توجيه «صفعة» للنظام الطائفي في لبنان.
هو عيسى صليبي، شاب شيعي خرّيج كلية الإعلام، دخل مشهد الانتخابات الرئاسية التي بات للبنان منذ الاربعاء الماضي موعداً اسبوعياً مع احدى جولاتها «العقيمة»، عبر اعلان ترشحه من خارج سياق العُرف الدستوري الذي يحكم هذا الاستحقاق في البلاد منذ الاستقلال (العام 1943) والذي يكرّس منصب رئاسة الجمهورية إلى ماروني مقابل ان يتولى شيعي رئاسة البرلمان وسني رئاسة الوزراء من ضمن مناصفة في المقاعد بين المسيحيين والمسلمين في البرلمان والحكومة.
قبل عيسى، برزت عشية انطلاق «السباق الرئاسي»، الذي يسلّم اللبنانيون بان «خط النهاية» فيه لا يُرسم الا بتقاطُعات خارجية، سلسلة ترشيحات من باب «المزاح» وجذب الأضواء لكن اياً منها لم يخرق «الخط الأحمر» المتمثّل بحفظ «الهوية الطائفيّة» للكرسي الاول في بلدٍ يُعتبر كل ماروني فيه «مرشحاً مؤجلاً» رغم الاقتناع العام و«بالتجربة» ان دخول «نادي الرؤساء» محكوم بمواصفات سياسية يتداخل فيها المحلي بالاقليمي والدولي وتجعل هذا المنصب حكراً على حلقة ضيقة من الشخصيات ذات «التاريخ» النيابي أو الوزاري أو العسكري أو المصرفي أو الحزبي.
خلال المؤتمر الصحافي الذي أحاط فيه نفسه بـ «شلّة» من الاصدقاء، أطلق صليبي برنامجه الرئاسي معترفاً بانه من المرشحين «الخرافيين» وشاكراً كل الاعلاميين الذين «قبضونا جد»، ومؤكداً ان «هذا الترشيح ليس لهدف شخصي في سبيل حصد شهرةٍ لبضعة ايام أو في اي سبيل آخر، وبالتأكيد ليس الهدف الوصول إلى سدّة الرئاسة، فكلّنا نعلم ان من المستحيل لرجل من الشعب ان يصل إلى اي سلطة في الدولة، فالامور فوق، أصبحت تدار بشكل ليس له علاقة بما نريده «نحنا المعترين».
واذا اشار إلى «ان الترشيح إلى رئاسة الجمهورية في بلدنا ليس الا تمثيلية يعلم ممثلوها ان نهايتها لا ترسم الا عبر التسويات الداخلية والخارجية»، قال: «لكن مجرّد حصول ترشيحات «خرافية» إلى هذا المنصب، وضع هذا المنصب في مهب السخرية والانتقاد وانتقص من مقام رئاسة الجمهورية، وجعل من بعض الاشخاص مرشحين للرئاسة ببرنامج غريبٍ عجيب لم نسمع به في أي مكان من هذا البلد، هذا بالنسبة للمرشحين «الخرافيين» كما اسلفت و الذين أنا منهم».
وأشار إلى «معلومات وصلتني عن ان بعض الجهات الحزبية التي تفكّر دائماً بنظرية المؤامرة تقول انني مُرسَل من احدهم وانني أقوم بما أفعله من باب التقليل من مقام رئاسة الجمهورية، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ومَن أعجبه ذلك فليصدّق».
وفي حين أقرّ بأنّ الوصول إلى سدة الرئاسة بالنسبة اليه «مستحيل» ولكن «المحاولة شرف في زمن التفاهة»، تقدّم بطلب شخصي إلى رئيس البرلمان نبيه بري بـ «ان يذكر اسمي حين يعدد أسماء المرشحين إلى الرئاسة كي نسجّل سابقة ان يتم ذكر اسم مواطن غير ماروني كمرشح رئاسي».
كما تطرّق إلى مسألة مشاركة «حزب الله» بالقتال في سورية، وقال: «ربما يستطيع «حزب الله» ان يربح في سورية مئة سنة ولكن «شو طلعلنا؟» سنبقى 100 عام فقراء. وهنا أتوجه بسؤال لـ (الامين العام للحزب) السيد حسن نصر الله: لماذا يا سيّد تركتَ الجهاد الاكبر الذي هو جهاد النفس واعتبرتَ الجهاد الأصغر من اولوياتك؟».
واكد «ان على الشعب اللبناني الخروج من نظرية المؤامرة و«البعبع» الذي يتم ايجاده دائماً لإبقائنا في حال خوف. اذ دائماً هناك اسرائيل أو التكفيريين (عند الشيعة)، أو عند أهل السنّة يتم تصوير حزب الله على انه العدو. هذا النمط هو سياسة متعمّدة من الجميع لنبقى في حال خوف وننسى لقمة عيشنا لانهم يعرفون انه عندما نعيش بحال سلم لا نعود نفكر فيهم ولا ننتخبهم و«بيطيروا».
وفي معرض تعليقه على البرامج الانتخابية للمرشحين «الحقيقيين»، قال: «لا بد من لفت نظرهم إلى ضرورة تفعيل مكافحة الفساد الاداري والمالي في كل مرافق الدولة، وايجاد حلّ للمشاكل الاقتصادية الضخمة التي يعاني منها البلد وتوفير فرص العمل وانتشال الطبقة الفقيرة من الهوّة التي تصبح أعمق فأعمق علماً ان المقاومة المسلحة ضد العدو يجب ان يوازيها سياسة في الانماء وتأمين فرص العمل وايجاد الوظائف ورفع الحرمان وتأمين مستلزمات الصمود». وإذ دعا إلى انشاء مجلس الشيوخ للطوائف الذي نص عليه اتفاق «حتى يتفرّغ البرلمان إلى عمله التشريعي، وهذا ما يمهّد إلى إلغاء الطائفية السياسية»، لفت إلى ان «هذه الافكار هي من الامور الضرورية التي يحتاجها بلدنا»، مضيفاً: «كمرشح «خرافي» للرئاسة من المستحيل ان أصل، وأطلب بكل محبّة من المرشحين الحقيقيين ان يعملوا لتحقيق هذه الامور بدلاً من التوجّه إلى الامور الخلافية».