«8 آذار» تتجه لمواجهة ترشيح جعجع... بالأوراق البيض
طهران والرياض في «المقاعد الخلفية» لجلسة انتخاب الرئيس اللبناني غداً
... «دورة تمهيدية». هكذا يمكن وصف الجلسة الاولى التي يعقدها البرلمان اللبناني غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 32 يوماً من انتهاء المهلة الدستورية المحددة لاختيار خلَف للرئيس الحالي ميشال سليمان.
فجلسة الغد لن تفضي على الارجح الى اختيار الرئيس 13 للبنان منذ الاستقلال، لكنها ستشكّل «تمريناً انتخابياً» واختباراً للمسار الذي سيعتمده طرفا الصراع الداخلي اي قوى 8 و 14 آذار في مقاربة هذا الاستحقاق على النحو الذي تنكشف معه «الأوراق المستور» التي يحتفظ بها كل منهما دون ان تتبلور سيناريوات مرحلة ما بعد الانطلاق الرسمي للسباق الرئاسي ولا «فرسانها» من المرشحين المعلنين او المضمرين.
والواقع ان محطة الغد التي تتسم بوجود مرشح معلن وحيد فيها هو رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي تبنّته قوى 14 آذار مرشحها، تُعتبر في رأي دوائر سياسية خبيرة بمثابة «الجولة اللبنانية» من معركة الرئاسة التي لن تُحسم فعلياً الا في اطار توافق اقليمي - دولي متعدّد الأضلع والحسابات تشكل ركيزته الولايات المتحدة والسعودية وايران ولا تغيب عنه فرنسا ولا طيف روسيا.
وفي قراءة الدوائر السياسية فان الجلسة ستظهّر خريطة توزُّع القوى والأحجام داخل البرلمان بما يسمح لـ «العرّابين» الاقليميين والدوليين للانتخابات بتلقف هذه الوقائع «الرقمية» واستخدامها في «صناعة» اسم الرئيس العتيد للبنان.
وبهذا المعنى ترى الدوائر ان «أربعاء اللا انتخاب» سيطلّ على اللعبة الأوسع التي تدور على «رقعة الشطرنج» الأكبر والتي يديرها أطراف خارجيون متصارعون خصوصاً حيال ملفي الازمة السورية والنووي الايراني و«الحريق» الاوكراني المستجدّ، ولكنهم توافقوا على نقطتين هما: منع انتقال «كرة النار» السورية الى المحيط، وابقاء الوضع اللبناني نقطة تقاطُع يتم من خلالها تبادُل رسائل حُسن النية وبناء الثقة ولا سيما بين الرياض وطهران.
وتبعاً لذلك، ولأنّ التقديرات تشير الى ان الخارج الذي لا يزال يواكب عن بُعد الاستحقاق الرئاسي سيدير اللعبة على قاعدة ان واشنطن والرياض تقترحان أسماء المرشحين الجديين لدخول قصر بعبدا فيما تضع ايران «الفيتو» او توافق، فان محطة يوم غد ستُستخدم لتحصين مواقع الافرقاء الاقليميين وتحسين شروطهم في مرحلة ما بعد انكشاف الموازين الداخلية، وبما يعزّز وضعيّة كلّ منهم على ضفتيْ إدارة دفة الاستحقاق.
وانطلاقاً من هذا الواقع تكتسب جلسة الغد اهمية كبرى سواء في محاولة 8 آذار تعزيز عناصر الفيتو الايراني بـ «مقويات» او حتى «قلب معادلة» مَن يسمي وَمن يوافق، او في سعي 14 آذار الى رفد المحور الاميركي - السعودي بعوامل دعم «رقمية» تقوي موقع تحالف «ثوورة الارز» في التسوية الحتمية، وسط سيناريوات عدة لـ «أربعاء الرئاسة» أبرزها:
* صعوبة تعطيل النصاب اي عدم حضور اكثرية الثلثين (86 نائباً من اصل 128) الضرورية لافتتاح الجلسة، لأن من شأن ذلك إحراج قوى سياسية عدة امام الرأي العام المحلي والدولي وايضاً امام الكنيسة المارونية، علماً ان النائب وليد جنبلاط، الذي زاره امس وفد من «القوات اللبنانية» ترأسته النائبة ستريدا سمير جعجع وسلمه برنامج رئيس الحزب للاستحقاق الرئاسي، اكد انه سيحضر الجلسة وكذلك نواب 14 آذار، فيما لم يحسم «حزب الله» خياره علناً بعد ولا فعل العماد ميشال عون وكتلته وسط تقديرات بان يغيب «الجنرال» ويشارك نواب تكتله.
* ان تُفتتح الجلسة ويبدأ التصويت بالاقتراع السري داخل الصندوقة الزجاجية، فتضع قوى 14 آذار مجتمعة اسم جعجع، في حين ارتفعت حظوظ ان تعتمد قوى 8 آذار خيار الورقة البيضاء، وسط محاولة لجعل عدد الاوراق البيض يفوق عدد الاصوات التي سينالها رئيس «القوات»، بما يضمن لفريق الثامن من آذار تقوية موقع ايران على طاولة التسوية الرئاسية.
وفي رأي دوائر سياسية ان خيار الورقة البيضاء المرجّح من 8 آذار يعكس في جانب منه مأزق عدم وجود مرشح معلن لهذا الفريق وعدم قدرته على ايجاد مرشح مناورة يخوض المنازلة بوجه جعجع.
وعلى مقلب 14 آذار تبدو الصورة اكثر ارتياحاً. فبعد اتصال الرئيس سعد الحريري ليل اول من امس معايداً جعجع بمناسبة عيد الفصح وقائلاً له «هذا اول اتصال تهنئة بالعيد لمرشحنا لرئاسة الجمهورية»، حسمت هذه القوى خيار تبني رئيس «القوات» الذي نجحت الاتصالات في ضمان ان يسير به الرئيس امين الجميّل (حزب الكتائب) والنائب دوري شمعون وروبير غانم، من دون ان يتضح اذا كانت التسوية قضت بان يتنازل جعجع بعد الدورة الاولى لمصلحة الجميّل الذي زاره امس الوفد القواتي وسلّمه برنامج رئيس الحزب.
فجلسة الغد لن تفضي على الارجح الى اختيار الرئيس 13 للبنان منذ الاستقلال، لكنها ستشكّل «تمريناً انتخابياً» واختباراً للمسار الذي سيعتمده طرفا الصراع الداخلي اي قوى 8 و 14 آذار في مقاربة هذا الاستحقاق على النحو الذي تنكشف معه «الأوراق المستور» التي يحتفظ بها كل منهما دون ان تتبلور سيناريوات مرحلة ما بعد الانطلاق الرسمي للسباق الرئاسي ولا «فرسانها» من المرشحين المعلنين او المضمرين.
والواقع ان محطة الغد التي تتسم بوجود مرشح معلن وحيد فيها هو رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي تبنّته قوى 14 آذار مرشحها، تُعتبر في رأي دوائر سياسية خبيرة بمثابة «الجولة اللبنانية» من معركة الرئاسة التي لن تُحسم فعلياً الا في اطار توافق اقليمي - دولي متعدّد الأضلع والحسابات تشكل ركيزته الولايات المتحدة والسعودية وايران ولا تغيب عنه فرنسا ولا طيف روسيا.
وفي قراءة الدوائر السياسية فان الجلسة ستظهّر خريطة توزُّع القوى والأحجام داخل البرلمان بما يسمح لـ «العرّابين» الاقليميين والدوليين للانتخابات بتلقف هذه الوقائع «الرقمية» واستخدامها في «صناعة» اسم الرئيس العتيد للبنان.
وبهذا المعنى ترى الدوائر ان «أربعاء اللا انتخاب» سيطلّ على اللعبة الأوسع التي تدور على «رقعة الشطرنج» الأكبر والتي يديرها أطراف خارجيون متصارعون خصوصاً حيال ملفي الازمة السورية والنووي الايراني و«الحريق» الاوكراني المستجدّ، ولكنهم توافقوا على نقطتين هما: منع انتقال «كرة النار» السورية الى المحيط، وابقاء الوضع اللبناني نقطة تقاطُع يتم من خلالها تبادُل رسائل حُسن النية وبناء الثقة ولا سيما بين الرياض وطهران.
وتبعاً لذلك، ولأنّ التقديرات تشير الى ان الخارج الذي لا يزال يواكب عن بُعد الاستحقاق الرئاسي سيدير اللعبة على قاعدة ان واشنطن والرياض تقترحان أسماء المرشحين الجديين لدخول قصر بعبدا فيما تضع ايران «الفيتو» او توافق، فان محطة يوم غد ستُستخدم لتحصين مواقع الافرقاء الاقليميين وتحسين شروطهم في مرحلة ما بعد انكشاف الموازين الداخلية، وبما يعزّز وضعيّة كلّ منهم على ضفتيْ إدارة دفة الاستحقاق.
وانطلاقاً من هذا الواقع تكتسب جلسة الغد اهمية كبرى سواء في محاولة 8 آذار تعزيز عناصر الفيتو الايراني بـ «مقويات» او حتى «قلب معادلة» مَن يسمي وَمن يوافق، او في سعي 14 آذار الى رفد المحور الاميركي - السعودي بعوامل دعم «رقمية» تقوي موقع تحالف «ثوورة الارز» في التسوية الحتمية، وسط سيناريوات عدة لـ «أربعاء الرئاسة» أبرزها:
* صعوبة تعطيل النصاب اي عدم حضور اكثرية الثلثين (86 نائباً من اصل 128) الضرورية لافتتاح الجلسة، لأن من شأن ذلك إحراج قوى سياسية عدة امام الرأي العام المحلي والدولي وايضاً امام الكنيسة المارونية، علماً ان النائب وليد جنبلاط، الذي زاره امس وفد من «القوات اللبنانية» ترأسته النائبة ستريدا سمير جعجع وسلمه برنامج رئيس الحزب للاستحقاق الرئاسي، اكد انه سيحضر الجلسة وكذلك نواب 14 آذار، فيما لم يحسم «حزب الله» خياره علناً بعد ولا فعل العماد ميشال عون وكتلته وسط تقديرات بان يغيب «الجنرال» ويشارك نواب تكتله.
* ان تُفتتح الجلسة ويبدأ التصويت بالاقتراع السري داخل الصندوقة الزجاجية، فتضع قوى 14 آذار مجتمعة اسم جعجع، في حين ارتفعت حظوظ ان تعتمد قوى 8 آذار خيار الورقة البيضاء، وسط محاولة لجعل عدد الاوراق البيض يفوق عدد الاصوات التي سينالها رئيس «القوات»، بما يضمن لفريق الثامن من آذار تقوية موقع ايران على طاولة التسوية الرئاسية.
وفي رأي دوائر سياسية ان خيار الورقة البيضاء المرجّح من 8 آذار يعكس في جانب منه مأزق عدم وجود مرشح معلن لهذا الفريق وعدم قدرته على ايجاد مرشح مناورة يخوض المنازلة بوجه جعجع.
وعلى مقلب 14 آذار تبدو الصورة اكثر ارتياحاً. فبعد اتصال الرئيس سعد الحريري ليل اول من امس معايداً جعجع بمناسبة عيد الفصح وقائلاً له «هذا اول اتصال تهنئة بالعيد لمرشحنا لرئاسة الجمهورية»، حسمت هذه القوى خيار تبني رئيس «القوات» الذي نجحت الاتصالات في ضمان ان يسير به الرئيس امين الجميّل (حزب الكتائب) والنائب دوري شمعون وروبير غانم، من دون ان يتضح اذا كانت التسوية قضت بان يتنازل جعجع بعد الدورة الاولى لمصلحة الجميّل الذي زاره امس الوفد القواتي وسلّمه برنامج رئيس الحزب.