السفير الإيراني: انفراجات بين طهران والرياض تنعكس إيجاباً على ملفات المنطقة
البطريرك يخلط أوراق «رئاسية لبنان» باستبعاد عون وجعجع
على الأهمية الكبيرة التي يكتسبها الجانب الاجتماعي والاقتصادي الذي يشغل الواقع اللبناني منذ اسبوعين احتلت فيهما الجلسات المتواصلة لمجلس النواب صدارة الاهتمامات وسط موجة تصاعدية للتحركات والتظاهرات والاعتصامات المطلبية والنقابية في مختلف القطاعات، بدا المشهد الداخلي في لبنان مشوباً بكثير من الارباكات التي يصعب معها التكهن بمسار استحقاقه الأهمّ المتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 مايو المقبل.
وزاد هذا الإرباك مع ملامح اتجاه لدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الى عقد مزيد من الجلسات التشريعية لمجلس النواب الاسبوع المقبل للانتهاء من إقرار سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام التي لا تزال اللجان النيابية المشتركة تعقد جلسات متواصلة للتوصل الى اقرارها بصيغتها النهائية قبل الاحد بعدما تلقت الحركة النقابية وعداً من بري ببتّها قبل الاثنين الامر الذي جعل الحركة النقابية تصرف النظر عن مزيد من تصعيد التظاهرات.
وإزاء هذا الواقع، تعزّزت علامات الاستفهام الواسعة حيال اذا كان ملء المشهد الداخلي بالملفين التشريعي والاجتماعي مقصوداً لغايات تتعلق بانتظار حسم الاستحقاق الرئاسي والتريث في الدعوة الى جلسات انتخابية بحجة تصريف الملفات الاجتماعية اولاً باعتبار انه بمجرد توجيه رئيس البرلمان الدعوة الاولى الى جلسة انتخابية لرئيس الجمهورية الجديد لا يعود ممكناً الدعوة الى جلسات تشريعية لان المجلس يصبح هيئة انتخابية ولا يقوم بأيّ عمل تشريعي آخر حتى انتخاب الرئيس.
وأثار تطوران حصلا في الساعات الاخيرة اهتمام الاوساط المعنية بالاستحقاق باعتبار انهما قد يحركا السكون الذي يطبع التطورات المتصلة به. الاول تمثل في تصريحات جديدة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ادلى بها من جنيف التي يزورها منذ ايام واستبعد فيها علناً وبوضوح وصول ايّ من مرشحي 8 آذار و14 آذار الى الرئاسة داعياً بصراحة الى انتخاب رئيس توافقي لا يثير انتخابه ازمة جديدة. وبدا هذا الموقف الجديد للراعي بمثابة رفع لوتيرة مواقفه المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي الى حدود الافصاح للمرة الاولى بما يتجاوز تحديد المواصفات التي يراها ضرورية للمرشح الرئاسي.
واثار موقف الراعي اجتهادات واسعة حيال ان يكون للبطريرك مرشح مضمر من غير فريقيْ 8 و14 آذار. ولكن يبدو ان استبعاده لوصول كل من زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد اكتسب دلالة خاصة رأى فيها مطلعون ان البطريرك أراد من موقفه هذا اختصار أمد الاستحقاق وسدّ الثغرة التي تحول دون انعقاد جلسة انتخابية باعتبار ان ثمة انطباعاً ثابتاً بان اقتصار الترشيحات على عون وجعجع ستجعل الجلسة الانتخابية الاولى تخرج من دون نتائج. اما التطور الثاني فتمثل في ملامح تحركات ديبلوماسية برزت في معلومات عن وصول موفد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت ليل الاربعاء وهو مستشاره لشؤون الشرق الاوسط ايمانوييل بون، علماً ان الاخير كان التقى في باريس اخيراً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وتحدثت اوساط مطلعة على هذه التحركات لـ «الراي» عن دفع فرنسي نحو اجراء الاستحقاق في موعده بما يبدو انه يشكل تقاطعاً بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية التي من غير المستبعد ان تكون تفاهمت مع باريس على المساعدة في ادارة الملف الرئاسي اللبناني.
وكان لافتاً في السياق نفسه موقفان لكل من طرفيْ المعادلة الاقليمية التي تحكم الواقع اللبناني، اي السعودية وايران، عبّر عنهما سفيرا الدولتين في لبنان بما يُبقي النافذة مفتوحة على امكان «النفاذ» بالاستحقاق الرئاسي في موعده في امتداد للتفاهم الذي اتاح تمرير الحكومة الجديدة والتوافق على خطة امنية تحت سقف «ممنوع انتقال النار السورية» الى لبنان والمحيط.
فالسفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي لاحظ (بعد زيارته الرئيس السابق اميل لحود) ان لبنان «يجتاز في شكل ايجابي هذه المرحلة الصعبة رغم كل المخاطر المقبلة على هذه المنطقة»، مؤكداً «ان ايران تأمل ان يكون لها احسن العلاقات بينها وبين كل البلدان في هذه المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من هذا الامر نشعر بان هناك انفراجات بين ايران والسعودية خصوصاً بما سيترك آثاراً ايجابية على كل الملفات لا سيما منها المتعلقة بالشرق الاوسط».
وعن الاستحقاق الرئاسي في لبنان امل «كل الخير للشعب اللبناني»، وقال: «جميع المسؤولين في لبنان ومثلما اتفقوا واتحدوا واجتازوا مرحلة تشكيل الحكومة والبيان الوزاري سيجتاز لبنان المقبل على استحقاق رئاسي، هذه المرحلة ونأمل ان يتم هذا الاستحقاق حسب ما يتفق عليه جميع اللبنانيين ونحن ندعم كل الجهود التي تبذل من اجل الحفاظ على الاستقرار والوحدة في لبنان».
وجاء موقف ابادي غداة اعلان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن «الانتخابات الرئاسية اللبنانية هي شأن لبناني. ويجب أن يكون الحراك السياسي لاختيار الرئيس المقبل لبنانياً بحتاً صنع في لبنان»، مؤكداً ان «المملكة ترتاح عندما ترى لبنان مستقراً، وتشجع كل الخطوات الايجابية لتعزيز الخطة الأمنية التي يتم تنفيذها».
وزاد هذا الإرباك مع ملامح اتجاه لدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الى عقد مزيد من الجلسات التشريعية لمجلس النواب الاسبوع المقبل للانتهاء من إقرار سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام التي لا تزال اللجان النيابية المشتركة تعقد جلسات متواصلة للتوصل الى اقرارها بصيغتها النهائية قبل الاحد بعدما تلقت الحركة النقابية وعداً من بري ببتّها قبل الاثنين الامر الذي جعل الحركة النقابية تصرف النظر عن مزيد من تصعيد التظاهرات.
وإزاء هذا الواقع، تعزّزت علامات الاستفهام الواسعة حيال اذا كان ملء المشهد الداخلي بالملفين التشريعي والاجتماعي مقصوداً لغايات تتعلق بانتظار حسم الاستحقاق الرئاسي والتريث في الدعوة الى جلسات انتخابية بحجة تصريف الملفات الاجتماعية اولاً باعتبار انه بمجرد توجيه رئيس البرلمان الدعوة الاولى الى جلسة انتخابية لرئيس الجمهورية الجديد لا يعود ممكناً الدعوة الى جلسات تشريعية لان المجلس يصبح هيئة انتخابية ولا يقوم بأيّ عمل تشريعي آخر حتى انتخاب الرئيس.
وأثار تطوران حصلا في الساعات الاخيرة اهتمام الاوساط المعنية بالاستحقاق باعتبار انهما قد يحركا السكون الذي يطبع التطورات المتصلة به. الاول تمثل في تصريحات جديدة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ادلى بها من جنيف التي يزورها منذ ايام واستبعد فيها علناً وبوضوح وصول ايّ من مرشحي 8 آذار و14 آذار الى الرئاسة داعياً بصراحة الى انتخاب رئيس توافقي لا يثير انتخابه ازمة جديدة. وبدا هذا الموقف الجديد للراعي بمثابة رفع لوتيرة مواقفه المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي الى حدود الافصاح للمرة الاولى بما يتجاوز تحديد المواصفات التي يراها ضرورية للمرشح الرئاسي.
واثار موقف الراعي اجتهادات واسعة حيال ان يكون للبطريرك مرشح مضمر من غير فريقيْ 8 و14 آذار. ولكن يبدو ان استبعاده لوصول كل من زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد اكتسب دلالة خاصة رأى فيها مطلعون ان البطريرك أراد من موقفه هذا اختصار أمد الاستحقاق وسدّ الثغرة التي تحول دون انعقاد جلسة انتخابية باعتبار ان ثمة انطباعاً ثابتاً بان اقتصار الترشيحات على عون وجعجع ستجعل الجلسة الانتخابية الاولى تخرج من دون نتائج. اما التطور الثاني فتمثل في ملامح تحركات ديبلوماسية برزت في معلومات عن وصول موفد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت ليل الاربعاء وهو مستشاره لشؤون الشرق الاوسط ايمانوييل بون، علماً ان الاخير كان التقى في باريس اخيراً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وتحدثت اوساط مطلعة على هذه التحركات لـ «الراي» عن دفع فرنسي نحو اجراء الاستحقاق في موعده بما يبدو انه يشكل تقاطعاً بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية التي من غير المستبعد ان تكون تفاهمت مع باريس على المساعدة في ادارة الملف الرئاسي اللبناني.
وكان لافتاً في السياق نفسه موقفان لكل من طرفيْ المعادلة الاقليمية التي تحكم الواقع اللبناني، اي السعودية وايران، عبّر عنهما سفيرا الدولتين في لبنان بما يُبقي النافذة مفتوحة على امكان «النفاذ» بالاستحقاق الرئاسي في موعده في امتداد للتفاهم الذي اتاح تمرير الحكومة الجديدة والتوافق على خطة امنية تحت سقف «ممنوع انتقال النار السورية» الى لبنان والمحيط.
فالسفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي لاحظ (بعد زيارته الرئيس السابق اميل لحود) ان لبنان «يجتاز في شكل ايجابي هذه المرحلة الصعبة رغم كل المخاطر المقبلة على هذه المنطقة»، مؤكداً «ان ايران تأمل ان يكون لها احسن العلاقات بينها وبين كل البلدان في هذه المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من هذا الامر نشعر بان هناك انفراجات بين ايران والسعودية خصوصاً بما سيترك آثاراً ايجابية على كل الملفات لا سيما منها المتعلقة بالشرق الاوسط».
وعن الاستحقاق الرئاسي في لبنان امل «كل الخير للشعب اللبناني»، وقال: «جميع المسؤولين في لبنان ومثلما اتفقوا واتحدوا واجتازوا مرحلة تشكيل الحكومة والبيان الوزاري سيجتاز لبنان المقبل على استحقاق رئاسي، هذه المرحلة ونأمل ان يتم هذا الاستحقاق حسب ما يتفق عليه جميع اللبنانيين ونحن ندعم كل الجهود التي تبذل من اجل الحفاظ على الاستقرار والوحدة في لبنان».
وجاء موقف ابادي غداة اعلان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن «الانتخابات الرئاسية اللبنانية هي شأن لبناني. ويجب أن يكون الحراك السياسي لاختيار الرئيس المقبل لبنانياً بحتاً صنع في لبنان»، مؤكداً ان «المملكة ترتاح عندما ترى لبنان مستقراً، وتشجع كل الخطوات الايجابية لتعزيز الخطة الأمنية التي يتم تنفيذها».