ثورة الموبايلات الرخيصة تخطف الأسواق وتقلق «الكبار»

هاتف ذكي بـ 20 ديناراً... صفقة مغرية؟

تصغير
تكبير
ما رأيك بهاتف لا يتجاوز سعره 20 ديناراً، لا يقل ذكاء في الدخول إلى «الفايسبوك» و«تويتر»، ويقول «آلو»؟

قد لا تكون الصفقة مغرية لكثيرين في الكويت، حيث يتجاوز معدل دخل الفرد السنوي 10 آلاف دينار، لكن أسواقاً هائلة فيها مليارات البشر، بدأت رمالها تتحرك تحت الشركات العالمية الكبرى المصنعة للهواتف الذكية.


فبعد سنوات من بدء ثورة الهواتف الذكية، وتنافس الشركات في تقديم كل جديد ومبتكر في عالم التكنولوجيا من خلال جهاز هاتفي صغير، بدأ جنون الهواتف الذكية يتخذ منحى جديداً، في ظل فشل الشركات الرائدة في تقديم أي جديد مبهر لمستهلكيها، ليبدأ هؤلاء بالبحث عن الهواتف الأرخص ثمناً، ولا سيما المستخدمين الجدد الذين يولون اهتماماً أكبر لسعر الهاتف من علامته التجارية، الأمر الذي انعكس سلباً على أرباح الشركات الكبيرة، بينما بات الطريق معبداً أمام الشركات المحلية غير المعروفة.

ففي بريطانيا سيتاح أمام الإنكليز الشهر المقبل خيارات إضافية من الهواتف الذكية، وذلك مع إطلاق شركة «ويكو» الفرنسية لأجهزتها الجديدة. وتأمل الشركة التي يبلغ سعر هواتفها في فرنسا نحو 96 دولاراً ان تلقى الإقبال نفسه خارج فرنسا كما هو الحال داخلها.

وقالت كارولينا يلانيسي العاملة في «كانتار وورلد بانل» للأبحاث ان نحو 7 في المئة من الفرنسيين الذين يستخدمون الهواتف الذكية للمرة الأولى استخدموا اجهزة «ويكو». وفي العام 2014 ادعت الشركة أنّها ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية في فرنسا.

ولا تعتبر «ويكو» استثناء، فسواء في الدول الغنية أو الفقيرة باتت الأجهزة الهاتفية الذكية الأرخص باتت يتحدد موقعها في السوق. ويشهد الإقبال على الهواتف العالية السعر ولا سيما في الاقتصادات المتقدمة تراجعاً، مقابل ارتفاع الطلب على الهواتف الأقل ثمناً. كما ان الذين يشترون الهواتف الذكية للمرة الاولى يولون اهتماماً أكبر لسعر الهاتف من علامته التجارية، على عكس ما كانت تقوم به الطبقة الثرية المتحمسة منذ بضع سنوات.

ويميل هؤلاء إلى الدفع أقل مقابل الهاتف الذكي ممّا كانوا يدفعون مقابل جهازهم القديم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض تكلفة تصنيع الهواتف الذكية. ولفت فرانسيسكو جيرونيمو من شركة «أي دي سي» للأبحاث ان شحنات الهواتف الذكية ما دون 80 دولاراً قد تتضاعف أكثر من أربع مرات، بينما الأجهزة ما دون 100 دولار تشكل سدس القيمة الإجمالية.

وعالمياً ينقسم السوق، ففي 2013 قالت «اي دي سي» ان حصة شحن الأجهزة الذكية من قبل الباعة خارج الخمسة الأوائل كانت 40 في المئة، أي ضعف ما كانت عليه في 2009. أمّا في الأسواق المحلية، فإن الأسماء غير المعروفة عالمياً على غرار «ويكو» تعتبر أساسية. وتحتل كل من شركة «مايكروماكس» و«كاربون» المرتبة الثانية والثالثة في الهند بحسب «اي دي سي». وتمتلك شركة «سيمفوني» أكثر من نصف السوق في بنغلادش، فيما توسعت شركة «وولتون» بنجاح إلى سوق الهواتف الذكية بحسب هولغر هومان من الشركة النرويجية لتشغيل الهواتف «تيلينور» التي تبدي اهتماماً بسوقي آسيا وشرق أوروبا.

إلى ذلك، فإن تدني سعر تصميم الهواتف يعني أن المشترين يحصلون على المزيد من المميزات مقابل أموالهم. وأوضح جيرونيمو أنه في 2012 فإن 42 في المئة من الهواتف التي تمّ تسعيرها أقل من 80 دولاراً كانت تمتلك معالجاً أسرع من واحد جيجا هرتز، أمّا بحلول العام الماضي فوصلت النسبة إلى 87 في المئة. في حين أن نسبة الهواتف الرخيصة التي تمتلك شاشات أكبر من أربعة إنشات زادت من أقل 8 في المئة إلى 38 في المئة. وبلغ متوسط سعر الهاتف الذكي منذ عامين 325 دولاراً، ووصل في العام الماضي إلى 250 دولاراً، في حين تشير التوقعات إلى وصوله 200 دولار في العام الحالي.

ومن المتوقع ان تشهد أسعار الهواتف الذكية انخفاضاً أكبر، وفي المؤتمر العالمي لأنظمة الاتصالات المتنقلة ببرشلونة، أعلنت شركة «موزيلا» أن الهواتف الذكية التي تعمل بنظامها التشغيلي «فيرفوكس أو اس» ستخفض أسعارها لتبلغ السعر المستهدف المقدر بـ 25 دولاراً. ولفت هوسمان ان فاتورة المواد أقل من ذلك.

ولا تشتد المنافسة في هذا المجال فحسب، ففي الصين يشير سي كي لو من شركة «غارتنر» للأبحاث، ان شركتي «أوبو» و«فيفو» المحليتين زادتا حصصهما السوقية العام الماضي على الرغم من التركيز على أسعار الهواتف التي تصل أسعارها إلى 320 دولاراً أو أكثر. وتحاول شركة «هاواوي» الصينية القيام بهذه الخطوة، في حين يصل سعر أفضل الهواتف الذكية لدى «ويكو» 349 يورو.

وقد تكون هذه الأخبار رائعة بالنسبة للمستهلكين في أي مكان، غير أنها ليست كذلك بالنسبة للشركات الرائدة في السوق، إذ تعتبر شركتا «أبل» و«سامسونغ» الوحيدتين اللتين تحققان الأرباح. فقد تكون «أبل» بمنأى عن هذه التقلبات بفضل نظام تشغيلها وعلامتها الحصينة، على الرغم من أنها لجأت أخيرا الى طرح هواتف «أي فون سي» الأرخص. أمّا «سامسونغ» التي تسيطر على سوق الهواتف العاملة بواسطة تطبيق «أندرويد» فقد تكون أكثر عرضة لمثل هذه الاهتزازات بعض الشيء، ولاسيما بعد أن اظهرت التقديرات الأولية لأرباح الشركة في الربع الأول من عام 2014 تراجعا بنسبة 4.3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي