طلبة الجامعة: «بنوك الأسئلة» ... فوضى في العملية التعليمية

تصغير
تكبير
• الغانم: الكسل الذي قد يعترض بعض الدكاترة أحيانا يضطرهم إلى اللجوء لبنوك الأسئلة

• الصالح: الاقتصار على دراسة بنوك الأسئلة يؤدي إلى تخريج طلبة بجودة وكفاءة ضعيفة

• الأنصاري: الطالب عليه أن يعتمد على فهم الدرس حتى لا يكون التعليم بالنسبة إليه مجرد تلقين أو اختبار للذاكرة

• الظفيري: لا يمكن أن نلقي باللائمة على الطالب... فهو يبحث عن اختصار وتسهيل عملية المذاكرة

• حمزة: «بنوك الأسئلة» لا يجب أن تكون مصدراً أساسياً في الدراسة
«بنوك الأسئلة»، أو كما تقال باللغة الانكليزية Test Banks، أصبحت مصدرا مهما لدى الطالب الجامعي في مذاكرته الدراسية، خصوصا أن بعض الأساتذة قد اعتاد على وضع أسئلة الاختبارات بالاستعانة بمثل هذه «البنوك» التي في الغالب تأتي مخصصة مع كل كتاب للمقرر الدراسي، وفي أحيان كثيرة لا يحق للطالب الاطلاع عليها، كون الدخول عليها في الشبكة العنكبوتية مخصص فقط لأعضاء هيئة التدريس، لكن يصل الطلبة، بطريقة وأخرى، الى مثل هذه الأسئلة دون علم الأساتذة.

ومشكلة «بنوك الأسئلة»، أنها تحولت أخيرا الى فوضى كبيرة، حتى أثرت على مستوى الطالب الجامعي من خلال عدم التركيز على المنهج بشكل متكامل، وبالتالي عدم تمكنه من الاحاطة المتكاملة بالتخصص العلمي، فما تقدمه مثل هذه البنوك لا يمثل سوى جزء بسيط من المنهج الدراسي، وفي الغالب تركز على مواضيع معينة وتهمل المواضيع الأخرى، ومحصلة ذلك عدم فهم الطالب للمنهج العلمي بالصورة المطلوبة.

وما يزيد «الطين بلة»، هو اعتماد بعض الأساتذة، لاسيما في تخصصات العلوم الادارية، على انتقاء أسئلة الاختبارات بالاستعانة بتلك «البنوك» التي عادة ما تكون بنظام الاختياري المتعدد multiple choice، وبالتالي لا يجد الكثير من الطلبة أي صعوبة في احراز أعلى تحصيل من الدرجات من خلال هذه الامتحانات، فليس مطلوبا منهم سوى مراجعة مثل هذه الأسئلة وحفظها، ولا حاجة لمذاكرة كتاب أو أي مصدر آخر، الأمر الذي يؤثر على المستوى الأكاديمي الحقيقي لدى الطالب الجامعي.

«الراي»، ألقت الضوء على هذا الموضوع... وكانت الآراء التالية:

لا يرى الطالب حمود الصالح، أهمية كبيرة في استعانة زملائه ببنوك الأسئلة، فيما لو أراد أن يحقق درجات أعلى في الاختبارات، مبينا أن الطالب الجامعي يجب أن يركز أكثر على ما يتلقاه من الدكتور أثناء المحاضرة، ويهتم في الاحاطة بما يقدمه الدكتور من معلومات أو توجيهات معينة من أجل أن تتكامل العملية التعليمية.

ولفت الصالح، الى أن «اقتصار الطالب على دراسة بضع ورقات، ربما تكون أسئلة امتحان سابق أو مقتبسة من بنوك الأسئلة، يؤدي الى تخريج طلبة على جودة وكفاءة ضعيفة، لا تمكنهم من فهم واقع الحياة العملية بعد التخرج»، مشيرا الى أن «الطالب الجامعي يجب عليه أن يركز على فهم المنهج العلمي، وفهم تخصصه والاطلاع بقدر الامكان على كل ما يتعلق به، وألا تكون مسيرته الجامعية مجرد حل للامتحان فقط، والتخرج دون أن تكون لديه معرفة موثوق بها في تخصصه».

من جانبه، يعتقد الطالب حمد الغانم، أن «الكسل الذي قد يعترض بعض الدكاترة أحيانا يضطرهم في الغالب الى اللجوء لبنوك الأسئلة، واختيار عدد من الأسئلة المتكررة وطرحها على الطلبة في الامتحان»، مبينا أنه «من المفترض على الأساتذة وضع أسئلة متوافقة مع ما يقدمه من شرح في قاعة الدرس، وليس مجرد أسئلة متكررة لا تحتاج من الطالب سوى الحفظ، ولا حاجة الى اعمال العقل فيها».

واضاف ان «العديد من الطلبة دائما ما يرغبون في تسجيل مقرراتهم الدراسية لدى أساتذة يعتمدون على تكرار الأسئلة ذاتها في امتحاناتهم».

ويفضل الغانم، أن «يركز الطالب على الدراسة من خلال المصدر المعلوماتي الأكثر فاعلية في عالمنا المعاصر وهو الانترنت، خصوصا لو كان الطالب متخصصا في تخصص تقني، مع عدم اهمال الكتاب المقرر لأخذ المعلومة بشكل أكثر دقة».

من جهته، قال الطالب محمد الأنصاري، ان «الطالب يحتاج الى دراسة جميع الأمور المتعلقة بتخصصه وان اختلفت طبيعة هذه المصادر»، مبينا أن «بنوك الأسئلة يجب أن يأخذها الطالب على أنها استزادة علمية مفيدة توسع له آفاق معرفته، دون أن تكون شغله الشاغل فقط، بل يجب عليه أن يلتفت الى منهجه متمثلا في ما يقدمه الدكتور في المحاضرة وما هو موجود في الكتاب المقرر، وعليه أن يعتمد دائما على فهم الدرس، حتى لا يكون التعليم بالنسبة اليه مجرد تلقين أو اختبار للذاكرة فقط».

بدوره، قال الطالب عادل الظفيري، ان «الطالب الجامعي ليس دائما بحاجة الى التركيز على جميع المواضيع العلمية المقررة عليه، فهناك الكثير منها قد لا نستطيع تطبيقه في واقعنا العملي على الأقل في الكويت»، مبينا «أننا لا يمكن أن نلقي باللائمة على الطالب الجامعي في هذا الأمر، فالطالب دائما ما يبحث عن اختصار وتسهيل عملية المذاكرة، خصوصا لو أراد دراسة مادة قد لا يستفيد منها بشكل كبير في سوق العمل».

من جهته، قال الطالب حمود علي حمزة، ان «الطالب الجامعي عليه دائما الاعتماد على الدراسة من المصادر الموثوقة والتي تمثل المنهج الدراسي»، مبينا أن «بنوك الأسئلة لا يجب أن تكون مصدره الأساسي في الدراسة، فالاختبار عادة ما يحتوي على أسئلة تتطلب من المرء دراسة المنهج ككل، وليس مجرد دراسة أسئلة مع اجاباتها كما هو موجود في بنوك الأسئلة».

وألقي حمزة باللائمة على بعض الدكاترة، «الذين يركزون دائما على وضع أسئلة الامتحان مستعينين بهذه الأسئلة المتكررة، التي لن تغني الطالب علميا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي