سليمان رد على نصرالله: البندقية يجب أن تعود حصراً إلى الدولة

«حوار ناقص» في «القصر» اليوم بعد ممانعة «حزب الله»

تصغير
تكبير
اتسم المشهد السياسي في لبنان بكثير من التشويش وعدم الوضوح حيال تطورات الاستحقاق الرئاسي الذي بدأت في 25 الجاري مهلته الدستورية التي تستمر شهرين في ظل عامليْن اساسييْن برزا في الساعات الاخيرة، وهما إقدام الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله على تصفية الحسابات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتبني الاقطاب السياسيين الموارنة موقف البطريركية من استعجال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

وفي العنصر الاول لم يفاجئ نصرالله الاوساط السياسية بتلويحه بمقاطعة جلسة الحوار التي دعا اليها الرئيس سليمان اليوم في قصر بعبدا لاستكمال بحث الاستراتيجية الدفاعية باعتبار ان اوساط الحزب كانت تلمح الى المقاطعة منذ مدة على خلفية وصف سليمان معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي يصفها «حزب الله» بـ «الذهبية» بانها «خشبية». لكن تصعيد نصرالله نبرته الساخرة تجاه سليمان لم تقرأه اوساط 14 اذار تحديداً الا من زاوية ارسال رسائل مبكرة الى اي مرشح للانتخابات الرئاسية وليس تصفية حسابات مع الرئيس الحالي فقط.


اما بالنسبة الى اصداء البيان الذي صدر عن لقاء بكركي الاخير والذي ضم العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ووافق على مضمونه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  فلم يترك بدوره اصداء جدية نظراً الى اقتصاره على العموميات التي طاولت مواصفات غامضة للمرشحين الذين يجب ان يعكسوا تمثيلاً لطائفتهم فضلاً عن استعجال الجلسات الانتخابية. والواضح ان اجتماعاً بين متنافسين الى الرئاسة لم يكن ليفضي الى نتائج مختلفة ثم ان استعجال الجلسة الانتخابية لا يبدو واقعياً ما دام الجميع يدركون انه سيتعذر تحديد موعد الجلسة الاولى قبل توفير ضمانات بتأمين النصاب القانوني والدستوري وهو ثلثا اعضاء مجلس النواب، الامر الذي لن يكون متاحاً بانتظار مزيد من الوقت وربما بما لا يقلّ عن اسابيع اضافية بعد ريثما ينقشع غبار المشهد الاقليمي بما يتيح تمرير رئيس بمواصفات المرحلة ومقتضيات «حفظ التوازنات» بين طرفيْ الصراع الاقليمييْن الفاعليْن في لبنان عبر حلفائهما اي السعودية وايران، وإلا يكون الفراغ خياراً يبقي الواقع اللبناني معلقاً على سلسلة استحقاقات في المنطقة ولا سيما الانتخابات الرئاسية في سورية.

وكان بارزاً امس ان الرئيس سليمان تعمّد الردّ على السيد نصر الله من منبر ثقافي ايضاً وسط معلومات عن انه سيترأس جلسة الحوار اليوم بمَن حضر في ظل الغياب المرتقب لـ «حزب الله» والنائب طلال ارسلان والنائب سليمان فرنجية، من دون اتضاح اذا كانت الجلسة سترجأ الى موعد لاحق في ولاية سليمان او تُعلَّق هيئة الحوار لما بعد الاستحقاق الرئاسي ولا سيما ان المعني الاول بملف الاستراتيجية الدفاعية وهو «حزب الله» ربط صراحة استئناف البحث فيها بانتخاب رئيس جديد.

وقد دعا سليمان في كلمة له في مهرجان الابجدية الشعري الاول في جبيل «لاكمال بحث الاستراتيجية الدفاعية التي تقي من الاخطار الاسرائيلية وخطر السلاح المستشري واعادة البندقية حصراً الى الدولة والوصول الى جيش لا توضع امامه خطوط حمر» في اشارة ضمنية الى ما كان السيد نصر الله اعلنه قبيل حرب نهر البارد صيف 2007 بين الجيش وتنظيم «فتح الاسلام» الارهابي من ان المخيم «خط احمر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي