حديث / الإِخْوة ... غير الأشقاء
| ابتسام السيار |
الاخ يعني السند... العزوة... الامان... القوة... الصديق الحبيب الصدر الرحب لتلقي المشاكل والهموم الأخ كلمة تحمل بين طياتها دفئاً غريباً واحساساً تلون وتجمل بأروع الوان الحب والحياة، انها علاقة انسانية وطيدة جعلت منهم روحين في جسد، إن الإخوة علاقة انسانية وطيدة نتعايش معها منذ الطفولة الى الكهولة... تربطها الحب والقوة والأمان... ولكن بكل اسف نجد ان الأخوة يغتالها البعض ويحولها الى الكراهية والجفاء والقطيعة وربما العداوة والسبب يعود في كون ذلك الأخ غير الشقيق، وبالتأكيد ليست هذه قاعدة ومن هنا نجد مشاكلهم وخلافتهم وقضاياهم المزمنة تظهر امام العامة وقد تصل الى المحاكم دون التفكير بان تلك العداوة غير المبررة قد تتسبب في قطع صلة أرحامهم وأرحام أبنائهم من بعدهم فعلى من يعود اللوم في خلق الفجوة؟ على الاب الذي لا يهمه المحافظة على الود والمحبة بين أبنائه؟ أم على طبيعة العلاقة بين الأمهات؟
إن علاقة الإخوة غير الأشقاء غالبا ما يصاحبها فتور في صلة الرحم بسبب العداوة والكراهية حتى إن من يشاهدهم لا يتصور أنهم أخوة من أب واحد وفي تناولنا هنا لأهم الأسباب المؤدية لتلك العلاقة نجد انها تتخلص في موقف الأب من جهة أخرى موقف الأمهات، فالأب المسؤول الأول في إيجاد علاقة طبيعية بين أبنائه، وذلك بقدرته منذ البداية على ضبط زمام الأمور ومسؤولياته، هنا تبدأ من خلال نظرته للمشكلة ومحاولة معالجتها وعدم تركها عائمة، وذلك بفرض إدارته على الزوجات والأبناء وتقريبهم من بعضهم البعض وكبح جماح العداوة بين الزوجات حتى لا تمتد في يوم من الأيام الى أبنائه... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين اولادكم»، ومن هنا يجب أن يكون حريصا منذ البداية على غرس معاني الإخوة والتسامح والتعاون والمحبة والتضحية حتى ينشأوا وقلوبهم خالية من الأحقاد والكراهية لاسيما إذا كان العدل والتضحية أهم ما يحرص عليه الأب بين زوجاته وأبنائه، مؤكدا أن العديد من المشاكل والخلافات الموجودة بين الأشقاء تعود الى موقف الأب السلبي حيث إن الكثير من الآباء لا يهمه أن يقوي من تماسك أبنائه ولا يهمه ان يراهم مجتمعين، بل انه يعتقد بان في اجتماعهم ببعضهم البعض مشاكل عديدة لهذا يفضل انفصالهم كل في منزل مع والدته ويتنقل هو ما بينهما لهذا من الطبيعي ان تجد أبناءه اذا التقوا في مكان عام كأنهم غرباء وليس اخوة.
ويشدد البعض على دور الأمهات وصراعهن الدائم في خلق تلك الفجوة بين الأخوة، ولا نبالغ اذ قلنا بان العديد من المشاكل يعود السبب فيها إليهن فالأم مدرسة وعليها يقع الجزء الأكبر من التربية وغرس المفاهيم وتعليم المعاملة الحسنة من خلال تصرفاتهم مع الآخرين، وهي بذلك تؤثر بهم تأثيرا بالغا بحيث نجد أن موقف الأم في هذه القضية هو الحد الفاصل في إعطاء الصورة الحقيقة لتلك العلاقة، وللأسف نجد أن الكثير من الزوجات يعملن على برمجة عقول أبنائهن على الكراهية لإخوتهم من أبيهم فتنقل بذلك صراعات نفسية من داخلها الى نفوس أبنائها بصورة سلبية، وهي بذلك نسيت ان تلك القلوب الطاهرة والبريئة أمانة بيدها ولا ينبغي عليها ان تشحذها بالأحقاد ضد الإخوة، لاسيما وانه لا ذنب لهم في ما حدث ويحدث بل يتوجب عليها ان تزرع هي الاخرى في قلوبهم محبة إخوتهم، وذلك من خلال عدم التحدث أمامهم عن معاداتها لزوجة أبيهم، وان تغرس في الوقت ذاته معنى حب الأسرة وصلة الرحم والتماسك فالطفل حين يتربى على الحنان والعطف سينعكس ذلك الحنان والعطف على كل من حوله.
ويقول بعض المعالجين النفسيين والباحثين في الشؤون النفسية والاجتماعية، إن صراع الإخوة غير الأشقاء من المشكلات التي تهز وتزعزع كيان الأسرة، فضلا عن انها ثقافة قد تنتقل للأبناء والأحفاد وتزيد من حدة الصراعات التي يتدخل بها انتقام الزوجات حيث تمارس الزوجة التي تزوج زوجها عليها شكلا من الكراهية والعدائية، لتحريض أبنائها ضد أبناء الزوجة الأخرى وإشعارهم بالظلم والقهر وتقصير أبيهم وإعطاء أفضلية للزوجة الاخرى وأبنائها، فضلا عن هذا وذاك فقد يكون السبب من الأب الذي يفضل الزوجة وأبناءها من دون زوجته الاخرى، وهناك نماذج كثيرة ادى فيها التعدد الى اختلال داخل الأسرة وهذا يدل دلالة واضحة على دور الأب في إيجاد تلك المشاكل مؤكدا في الوقت ذاته على انه ينبغي على الأب ألا يشبع حاجاته على حساب تماسك الأسرة وتآلف الإخوة، ولن ننسى بان أول جريمة حدثت في التاريخ كانت بين إخوة أشقاء «قابيل وهابيل» كما لن ننسى غيرة أخوة يوسف عليه السلام عندما شعروا أن أباهم يحب يوسف ويرى فيه ما لا يرى في إخوته الآخرين، فأصبح من البدهي أن صراع الإخوة قد يكون سبباً ونتيجة لتناقض مشاعر الأبوة تجاه الأبناء، مضيفا عدم العدل والمساواة بين الأخوة او بين الزوجات يولد صراع الكراهية بين الإخوة غير الأشقاء، وقد يكون أيضا ثقافة متوارثة فقد رأينا وسمعنا قصصا عن إخوة أشقاء وغير أشقاء متناحرين في ما بينهم ورأينا أيضا ذلك بين أبنائهم بل وقد يكون سابقا بين أجدادهم، مشيرا الى انه لن ينكر بأننا ورغم كل التعاليم الإسلامية والعادات الاجتماعية الجيدة والتي تعود الإنسان على التراحم والتواصل إلا أننا نشكو من ثقافة الانتقام وعدم التسامح ومازلنا نرى ونسمع من يعلم ويهجن أبناءه على مبادئ خاطئة.
همسة
وليس أخي من ودني بلسانه
ولكن أخي من ودّني في النوائبِ
ومن مالُهُ مالي إذا كنتُ معدَما
ومالي له إن عضّ دهرٌ بغاربِ
* كاتبة كويتية
[email protected]
Follow Me:sshaheen9
Instagram:u20storiess
إن علاقة الإخوة غير الأشقاء غالبا ما يصاحبها فتور في صلة الرحم بسبب العداوة والكراهية حتى إن من يشاهدهم لا يتصور أنهم أخوة من أب واحد وفي تناولنا هنا لأهم الأسباب المؤدية لتلك العلاقة نجد انها تتخلص في موقف الأب من جهة أخرى موقف الأمهات، فالأب المسؤول الأول في إيجاد علاقة طبيعية بين أبنائه، وذلك بقدرته منذ البداية على ضبط زمام الأمور ومسؤولياته، هنا تبدأ من خلال نظرته للمشكلة ومحاولة معالجتها وعدم تركها عائمة، وذلك بفرض إدارته على الزوجات والأبناء وتقريبهم من بعضهم البعض وكبح جماح العداوة بين الزوجات حتى لا تمتد في يوم من الأيام الى أبنائه... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين اولادكم»، ومن هنا يجب أن يكون حريصا منذ البداية على غرس معاني الإخوة والتسامح والتعاون والمحبة والتضحية حتى ينشأوا وقلوبهم خالية من الأحقاد والكراهية لاسيما إذا كان العدل والتضحية أهم ما يحرص عليه الأب بين زوجاته وأبنائه، مؤكدا أن العديد من المشاكل والخلافات الموجودة بين الأشقاء تعود الى موقف الأب السلبي حيث إن الكثير من الآباء لا يهمه أن يقوي من تماسك أبنائه ولا يهمه ان يراهم مجتمعين، بل انه يعتقد بان في اجتماعهم ببعضهم البعض مشاكل عديدة لهذا يفضل انفصالهم كل في منزل مع والدته ويتنقل هو ما بينهما لهذا من الطبيعي ان تجد أبناءه اذا التقوا في مكان عام كأنهم غرباء وليس اخوة.
ويشدد البعض على دور الأمهات وصراعهن الدائم في خلق تلك الفجوة بين الأخوة، ولا نبالغ اذ قلنا بان العديد من المشاكل يعود السبب فيها إليهن فالأم مدرسة وعليها يقع الجزء الأكبر من التربية وغرس المفاهيم وتعليم المعاملة الحسنة من خلال تصرفاتهم مع الآخرين، وهي بذلك تؤثر بهم تأثيرا بالغا بحيث نجد أن موقف الأم في هذه القضية هو الحد الفاصل في إعطاء الصورة الحقيقة لتلك العلاقة، وللأسف نجد أن الكثير من الزوجات يعملن على برمجة عقول أبنائهن على الكراهية لإخوتهم من أبيهم فتنقل بذلك صراعات نفسية من داخلها الى نفوس أبنائها بصورة سلبية، وهي بذلك نسيت ان تلك القلوب الطاهرة والبريئة أمانة بيدها ولا ينبغي عليها ان تشحذها بالأحقاد ضد الإخوة، لاسيما وانه لا ذنب لهم في ما حدث ويحدث بل يتوجب عليها ان تزرع هي الاخرى في قلوبهم محبة إخوتهم، وذلك من خلال عدم التحدث أمامهم عن معاداتها لزوجة أبيهم، وان تغرس في الوقت ذاته معنى حب الأسرة وصلة الرحم والتماسك فالطفل حين يتربى على الحنان والعطف سينعكس ذلك الحنان والعطف على كل من حوله.
ويقول بعض المعالجين النفسيين والباحثين في الشؤون النفسية والاجتماعية، إن صراع الإخوة غير الأشقاء من المشكلات التي تهز وتزعزع كيان الأسرة، فضلا عن انها ثقافة قد تنتقل للأبناء والأحفاد وتزيد من حدة الصراعات التي يتدخل بها انتقام الزوجات حيث تمارس الزوجة التي تزوج زوجها عليها شكلا من الكراهية والعدائية، لتحريض أبنائها ضد أبناء الزوجة الأخرى وإشعارهم بالظلم والقهر وتقصير أبيهم وإعطاء أفضلية للزوجة الاخرى وأبنائها، فضلا عن هذا وذاك فقد يكون السبب من الأب الذي يفضل الزوجة وأبناءها من دون زوجته الاخرى، وهناك نماذج كثيرة ادى فيها التعدد الى اختلال داخل الأسرة وهذا يدل دلالة واضحة على دور الأب في إيجاد تلك المشاكل مؤكدا في الوقت ذاته على انه ينبغي على الأب ألا يشبع حاجاته على حساب تماسك الأسرة وتآلف الإخوة، ولن ننسى بان أول جريمة حدثت في التاريخ كانت بين إخوة أشقاء «قابيل وهابيل» كما لن ننسى غيرة أخوة يوسف عليه السلام عندما شعروا أن أباهم يحب يوسف ويرى فيه ما لا يرى في إخوته الآخرين، فأصبح من البدهي أن صراع الإخوة قد يكون سبباً ونتيجة لتناقض مشاعر الأبوة تجاه الأبناء، مضيفا عدم العدل والمساواة بين الأخوة او بين الزوجات يولد صراع الكراهية بين الإخوة غير الأشقاء، وقد يكون أيضا ثقافة متوارثة فقد رأينا وسمعنا قصصا عن إخوة أشقاء وغير أشقاء متناحرين في ما بينهم ورأينا أيضا ذلك بين أبنائهم بل وقد يكون سابقا بين أجدادهم، مشيرا الى انه لن ينكر بأننا ورغم كل التعاليم الإسلامية والعادات الاجتماعية الجيدة والتي تعود الإنسان على التراحم والتواصل إلا أننا نشكو من ثقافة الانتقام وعدم التسامح ومازلنا نرى ونسمع من يعلم ويهجن أبناءه على مبادئ خاطئة.
همسة
وليس أخي من ودني بلسانه
ولكن أخي من ودّني في النوائبِ
ومن مالُهُ مالي إذا كنتُ معدَما
ومالي له إن عضّ دهرٌ بغاربِ
* كاتبة كويتية
[email protected]
Follow Me:sshaheen9
Instagram:u20storiess