حاضر ضمن موسم دار الآثار الثقافي

روبرت هيلنبراند: ابن البواب ساهم في تطوير الخط القرآني

u0631u0648u0628u0631u062a u0647u064au0644u0646u0628u0631u0627u0646u062f
روبرت هيلنبراند
تصغير
تكبير
ابن البواب وتطور كتابة المصاحف... كان نقطة الانطلاق في محاضرة دار الآثار الإسلامية التي استضافت فيها أستاذ تاريخ الفن في جامعة القديس أندرو البروفيسور روبرت هيلنبراند، وذلك ضمن موسم الدار الثقافي. قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش بدر أحمد البعيجان رئيس اللجنة التاسيسية لأصدقاء الدار.

وفي محاضرته التي ألقاها البروفيسور هيلنبراند في مركز الميدان الثقافي، تناول الخط القرآني في القرن الرابع- الخامس الهجري (القرن العاشر- الحادي عشر الميلادي)، وعرض خلالها مجموعة كبيرة من المخطوطات القرآنية لابن البواب، وناقش خلالها التحول الكبير الذي طرأ على كتابة المصاحف وانتقالها من الكتابة بخط كبير وممتد إلى الكتابة بخط النسخ بحجم لا يتجاوز كف اليد.

تناول المحاضر المصادر التاريخية التي تحدثت عن ابن البواب المعروف بأبي الحسن علي بن هلال وشهرته ابن البواب. بداية قال: «الغريب في الأمر أن هذه المصادر لم تذكر تاريخ ومكان مولده، لكن مما لا شك فيه أنه عاش في بغداد الشطر الأكبر من حياته، وتوفي فيها عام 413هـ/1022م، ودفن بالقرب من مقبرة أحمد ابن حنبل. وقد عرف باسم ابن البواب نسبة لعمل أبيه بوابا كما عرف أيضا باسم ابن الستري وهو ما يحمل الدلالة نفسها. وقد عمل ابن البواب في بداية حياته كمزخرف للبيوت، ثم تحول إلى زخرفة وتصوير الكتب، ثم تخصص في فن الخط، وبرع فيه، متميزا عن سابقيه، وأبهر وبهر من جاء بعده، كما كان ابن هلال يعظ في مسجد المنصور في بغداد. ويذكر أن البواب صار من المقربين للوزير فخر الملك عند توليه ولاية المدينة في عصر البويهيين».

وأضاف: «وترجع شهرة ابن البواب الخالدة إلى إتقانه الخط الذي انتشر لما يقرب القرن، واستخدمه الوزير والخطاط الشهير ابن مقلة المتوفى 328هـ/939م. وقد تولى ابن مقلة الوزارة ثلاث مرات في عهد الخلافة العباسية. ويحكى أن الخليفة الراضي قد غضب عليه وأمر بقطع يده. لكن ابن مقلة أصر ألا يؤثر هذا التشويه على قدرته الإبداعية كخطاط، فربط قلما إلى ساعده واستمر في الكتابة ليضع تصورا لخط جديد جاء ابن البواب من بعده ليحسنه ويطوره، فكان الخط المنسوب الذي صار أشهر الخطوط المستخدمة طيلة قرنين كاملين تاليين، وقبل أن تنتشر طريقة ياقوت... ودرس ابن البواب الخط على يد محمد السمسماني ومحمد بن أسد، وفي رواية أخرى أنه تعلم على يد ابنة ابن مقلة. ومما يروى عنه أيضا أنه نسخ ألف نسخة ونسخة من القرآن! وهو رقم من المؤكد عدم صحته، إذ تزخر مكتبات العالم الخطية بمئات النسخ المنسوبة إليه خطأ أو بالتزوير».

وتابع المحاضر: «عند زخرفته للقرآن الكريم، اهتم ابن البواب بصفة خاصة بتجميل الصفحة الأولى منه، فجعل في هذا المخطوط سعفيات السور أكثر تقاربا من غيرها في الهوامش، واعتنى برسمها اعتناء أكبر، ولونها بألوان أكثر دكانة. ولم يحاول، كما حدث في ما بعد، ابتداء من العقد الثالث من القرن الحادى عشر، أن يغطي كل مساحات الهوامش في الصفحات الافتتاحية برسوم تكون شكل سجادة... ولا يوجد أي شك حول أصالة مخطوط شيستر بيتي، فمقاس الكتاب ونوع الورق والحبر يتطابق مع مثيله من مخطوطات هذا العصر. وعلى الرغم من عدم وجود نسخة أخرى لابن البواب يمكن مقارتنها بهذا المخطوط، إلا أنه تنطبق عليه جميع الأوصاف التي ذكرها مختلف المؤلفين المسلمين».

وختم هيلنبراند بالقول: «ترك ابن البواب منظومة في فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب أما المنظومة فهي: «رائية ابن البواب في الخط والقلم، وهي في أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثري، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي، المتوفى في القاهرة سنة (711هـ /1311م) بعنوان «شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب»، ونشر هذا الشرح في تونس سنة (1387هـ 1967م».

ومن آثاره الباقية: المصحف الذي كتبه في بغداد سنة (391هـ / 1000م)، وهو محفوظ في مكتبة جستر بيتي في دبلن في أيرلندا. وخط رسالة أبي عثمان بن بحر الجاحظ في مدح الكتب والحث على جمعها، وهي محفوظة في خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالأستانة، وهي مختومة بقوله: «كتبه علي بن هلال حامد الله علي نعمه».

وخط شعر سلامة بن جندل، وتحتفظ خزانة «قصر بغداد» في متحف سراي طوب قابو بالأستانة بنسخة منها، كما تحتفظ مكتبة «آيا صوفيا» بالأستانة أيضا بنسخة أخرى. ومن آثاره التي وصلتنا دعاء روي عن زيد بن ثابت»، وديوان شعر الحادرة، وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية، ورسالة أحمد بن الواثق إلى محمد بن يزيد التمالي النحوي يسأله عن أفضل البلاغتين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي