قاب قوسين ...! / فارس عوض ... نكهة الشعر
المعلق الرياضي فارس عوض، والذي اتابعه بشغف واعجاب على قناة ابوظبي الرياضية في كل مباراة، يسعدني الحظ واتابعها لهذا المعلق الغارق بالشعر والادب والحرف، فهذا المعلق الرائع يملك من الشعر اجمله واعذبه، يستشهد كثيرا بأجمل الابيات بكل عفوية وبكل اقتدار، قارئ نهم، هذا ما يبدو واضحا جليا وانت تتابع تعليقه المميز، فلا تستغرب ان تسمع عددا لا بأس به من عناوين لروايات واسماء لكتاب وادباء، كل هذا واكثر في كل مباراة يسعدك الحظ لتتابعها بصوت الغارق بالشعر فارس عوض.
الشعر الشعبي ... حيٌ يرزق
كل هذا الزحام والضوضاء التي تحيط بالشعر الشعبي وتغلف اجواءه، تؤكد للجميع بان الشعر الشعبي، مازال يواصل النبض، ويعلن بأعلى صوت بانه مازال حيا يرزق.
ولكن هذه الحياة والروح و«النشاط» الذي يبدو عليه الشعر، لا يخفي حالة «المرض» التي يعاني منها، وتبدو واضحة وبشكل كبير للمتابعين، وبالاخص لمن يقرأ ما بين السطور، فالمتابع للشعر في انطلاقته الحقيقية في منتصف الثمانينات والتي تمثل اوج الشعر وازدهاره، ففي تلك الفترة كان الشعر اقرب واعذب، وهي الزمن الجميل للشعر الحقيقي، زمن كوكبة رائعة من الشعراء ونذكر منهم على سبيل المثال: بدر بن عبدالمحسن، عبدالرحمن بن مساعد، فهد عافت، فهد دوحان، ماجد الشاوي، مساعد الرشيدي، بدر الحمد، خلف الاسلمي، سليمان المانع، عابرة سبيل وغيرهم الكثير.
للاسف الان رغم كل هذه الاضواء والضوضاء لم يعد الشعر لا اقرب ولا اعذب، الا باستثناءات قليلة جدا، لم يعد الشعر يصل الى ارواحنا ... اعماقنا ... مشاعرنا كما كان سابقا.
كل هذا الانفتاح الاعلامي على نافذة الشعر يبدو انه اتى متأخرا قليلا، اتى بعد أن اغلق غالبية الشعراء المميزين تلك النافذة في وجه الشعر لاكثر من سبب، دائما تأتي الفرص الجميلة متأخرة جدا، والاعلام الشعبي فرصة جميلة ومميزة، بحاجة لشعراء حقيقيين قادرين على الابداع ليكونوا اقرب واعذب.
فرج