القوى الفلسطينية في لبنان تطلق «مبادرة» الجمعة للنأي بنفسها

لقاء دحلان - «اللينو» في الإمارات أطلق العنان لمخاوف من انشقاقات في «فتح»

تصغير
تكبير
تترنح المخيمات الفلسطينية في لبنان بين هاجسي الامن والاستقرار، وتبدو في سباق محموم مع الزمن في مواجهة تحديين واحد داخلي بعدما عادت الخلافات «الفتحاوية» لتؤرق المسؤولين وتهدد وحدة صاحبة «الطلقة الاولى» في أعقاب تصاعد وتيرة الخلافات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة المركزية السابق المفصول العقيد محمد دحلان، وثانٍ خارجي على صعيد منع لهيب كرة النار السورية والخلافات اللبنانية من حرق الحياد الفلسطيني وسط محاولات جره الى فتنة مذهبية او اقتتال مع الجيش اللبناني.

وعلى خط موازٍ، تتسارع وتيرة الحراك الفلسطيني في لبنان حيث علمت «الراي» ان قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان سابقا العميد محمود عبد الحميد عيسى «اللينو» سيعود الى مخيم عين الحلوة قرب صيدا في غضون يومين بعد زيارة قادته الى الامارات العربية المتحدة لعدة ايام التقى خلالها بالعقيد دحلان وزوجته جليلة بحضور القيادي الفتحاوي سمير مشهراوي.


واذ مازالت محادثات اللقاء سرية بطبيعة الحال، فان اوساطا فلسطينية اعتبرت ان زيارة «اللينو» الى دحلان والاعلان عنها تأتي بمثابة قطع «شعرة معاوية» مع حركة «فتح» وردّ مباشر على مواقف الرئيس الفلسطيني ابو مازن واتهامه ودحلان بالخيانة، بعدما عمدت قيادة «فتح» في وقت سابق وبناء على توصية المشرف العام على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية عزام الاحمد الى تجميد عضوية «اللينو» ووقف مخصصاته المالية وموازنته الخاصة.

وتخشى اوساط فلسطينية، من حصول انشقاقات داخل حركة «فتح» مؤيدة لحركة دحلان و«اللينو»، وقد بدأت بوادر ذلك تظهر في بعض المخيمات، ولكن يبدو ان الوقت لم يحن بعد بسبب «فيتو» لبناني حاسم بعدم السماح بإضعاف حركة «فتح» حاليا او القبول بتغلغل دحلان في اروقة المخيمات والسيطرة على قرارها السياسي والامني.

وفي المقابل، ترأس قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اجتماعاً طارئاً لقادة الكتائب العسكرية في لبنان في مقره في الامن الوطني في البركسات في عين الحلوة حيث خاطبهم بضرورة الالتزام بقرارات حركة «فتح» وعدم التعاطي مع اي عرض من قبل دحلان وانصاره وإلا سيكون عرضة للتجميد او الفصل، مشددا على ضرورة حماية المخيمات وعدم الانجرار الى اي إشكال او فتنة في هذه المرحلة الدقيقة.

سياسياً، اكدت مصادر فلسطينية لـ «الراي»، ان الاجتماع الموسع الذي عقد في السفارة الفلسطينية في بيروت وشارك فيه سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، وضم ممثلين عن فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» وتحالف القوى الفلسطينية و«القوى الاسلامية» و«انصار الله» خلص الى اتفاق على بنود مبادرة لتحييد الوجود الفلسطيني في المخيمات وحماية العلاقات الفلسطينية - اللبنانية بدعم من القوى السياسية والامنية اللبنانية على ان يتم اعلانها رسميا الجمعة من مخيم عين الحلوة.

واكد السفير دبور اهمية الوحدة الفلسطينية لدرء اي خطر يتهدد المخيمات وان المبادرة فلسطينية وجامعة وتجيب عن الهواجس الفلسطينية واللبنانية معا، عارضا مقدمة المبادرة التي نالت اعجاب وتأييد الجميع، وقد اتفق على تشكيل لجنة لصياغة المبادرة مؤلفة من الشيخين جمال خطاب وابو شريف عقل (القوى الاسلامية)، والحاج رفعت شناعة وصلاح اليوسف (المنظمة)، واحمد عبد الهادي وشكيب العينا (التحالف) ومحمود حمد (انصار الله)، وقد عقدت امس اول اجتماع لها في عين الحلوة تمهيداً لعرض المبادرة بشكل نهائي على القوى الفلسطينية واطلاقها من عين الحلوة رسميا.

وتوضح المبادرة التي حصلت «الراي» على نصها ان من اهدافها «المحافظة على المخيمات الفلسطينية وتحييدها باعتبارها عنوان قضية اللاجئين، والعمل على منع الفتنة المذهبية والحؤول دون وقوع اقتتال فلسطيني- لبناني، حماية الهوية الفلسطينية وحق العودة ورفض مشاريع التوطين والتهجير».

واذ دان المجتمعون التفجيرات التي تستهدف الابرياء في لبنان، اتفقوا على ان تتولى الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية ضبط الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية خصوصا في مخيم عين الحلوة، والحيلولة دون ان تكون المخيمات الفلسطينية منطلقا لأي اعمال من شأنها المساس بالامن اللبناني ومنع استقبال او ايواء اي عناصر متورطة بأعمال أمنية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي