يدرك الجميع ان الأزمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وان ما حدث من سحب السفراء هو مجرد اختلاف في وجهات النظر وسرعان ما تعود المياه الى مجاريها، وهذا ما سيتحقق خاصة بعد عودة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - الى ارض الوطن سالماً معافى، حيث سيكون له دور بارز في تقريب وجهات النظر، لذا لن أتطرق لما جرى لأني اعتبره سحابة صيف ستعبر وتهدأ الأمور وسيعود التعاون الخليجي اقوى من ذي قبل.
ما لفت انتباهي خلال الأيام السابقة هو تصريح بعض اعضاء مجلس الأمة وتمنياتهم بأن ينتهي الخلاف ويعود التلاحم الخليجي وهذه التصريحات طبقت المثل القائل شر البلية ما يضحك، كيف ولماذا؟ سأوضح ذلك دون تجنٍ او رمي التهم جزافاً.
فكيف لأعضاء الأمة أن يدعوا الى انهاء الخلاف الخليجي، وهم سبب رئيسي في اختلاف ابناء البلد الواحد ولم يتطرق اي منهم او يقترح أن تتم المصالحة السياسية ولم يعتذر اي منهم عن تخوين الشعب إبان المظاهرات السلمية المطالبة بإلغاء الصوت الواحد الذي كان ولا يزال السبب الرئيسي للخلاف بين الكويتيين، كما انهم انشغلوا بموضوع ليس لهم ناقة فيه ولا جمل وتركوا مشاكل وهموم المواطن البسيط، كالقضية الاسكانية التي لم يجرؤ أحد على التطرق لأسبابها الرئيسية والمتمثلة في احتكار الأراضي ولم يسنّوا تشريعات تحد من الاحتكار وتنهي معاناة ثلث الشعب الكويتي الذي يعيش في بلده بصفة إيجار بكل أسف.
مجلس الأمة ونوابه لم يستطع على مدى أشهر مضت ان يقر زيادة في علاوة الأولاد ولم يستطع ان يزيد قيمة القرض الإسكاني ولا بدل الإيجار، ليصبح شغله الشاغل التصديق على قوانين ومشاريع الحكومة واقتراح مزيد من القوانين التي تحد من حريات الشعب، هل نعتقد او نصدق انه قادر على حل قضايانا وتوحيد صفنا حتى يطالب بوحدة الصف الخليجي.
اتمنى أن يعي نواب الأمة انهم لم يفعلوا شيئاً يذكر وان المواطن مستاء من عملهم وحتى من صوّت لهم نادم على ما فعل واصبح يضرب كفاً بكف من سوء الأداء، فمن الافضل ان يلتفتوا للوطن ومشاكله والمواطن وهمومه ويتركوا الشأن الخليجي والعربي ويراقبوا الحكومة ويشرعوا القوانين التي يستفيد منها الوطن والمواطن. والله من وراء القصد.
@mesferalnais