مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

تصريح به تجريح

تصغير
تكبير
عندما أوقف أهل الكويت جزءاً من أملاكهم وعقاراتهم وحتى قبل قيام الدولة الحديثة كان القصد من ذلك هو إنشاء المساجد والصرف عليها، ودفع رواتب العاملين فيها، ثم مساعدة الفقراء والمساكين من أهل البلد وغيرهم.

وفي تصريح له في إحدى الصحف المحلية أخيرا قال الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كلاماً أثار دهشتي وغضبي في آن واحد، إذ يقول «كان بعض الأئمة والمؤذنين يقومون بأعمال متدنية مثل كاشيرات في الجمعيات التعاونية، وغسل السيارات وصب الشاي والقهوة في الدواوين لزيادة دخلهم، سداً لحاجاتهم المعيشية لأن رواتبهم لا تكفيهم».


وليت الدكتور قال «أغنيناهم هذه الأعمال»، بل قال «لقد منعناهم وبشدة عن هذه الأعمال».

وبودي أن أسأل الدكتور الفلاح أوليس هؤلاء الأئمة والمؤذنون أحق بالمساعدة من الصناديق الوقفية وبيت الزكاة التي تشرف عليها وزراتك من عقد المؤتمرات الخطابية في الكويت والزيارات المتكررة للخارج، والتي تكلف أموال الموقفين الكثير، ولا تفيد الإسلام أو تثيب الموقفين؟

وأتمنى على السيد الوكيل إن كان هذا التصريح غير صحيح أو محرفا أن ينفيه، ففيه إساءة لفئة خدمت الدين وهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، وإن كان يقصد بذلك رفع رواتب المؤذنين والأئمة فهذا عذر أقبح من ذنب، وإن كان ذلك حقيقياً فعليه أن يتقي الله ويسارع برفع معاناتهم من صدقات المسلمين وزكاواتهم فهم أحق وأولى من ذلك وأكرم من غسل السيارات وصب القهوة والشاي.

****

إضاءة:

يقول المتنبي:

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِه

إلا الحماقَةُ أعيَتْ مَن يُداويها

بيت شعر تذكرته وأنا أستمع لأحد الساسة وهو يتحدث في إحدى الندوات التلفزيونية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي