فعاليات إيرانية أكدت لوفد كويتي سعيها لتوثيق عرى التواصل

طهران... تطلعات إلى علاقات ثقافية متطورة تؤسس لتنامي التقارب السياسي مع الكويت

تصغير
تكبير
• مستشار الرئيس الإيراني الصحافي: الربيع العربي تحركات عفوية وعشوائية لا تحمل هدفاً

• عزيزي: الكويت منارة ثقافية وأستغرب عدم قيام علاقات علمية وثقافية موسعة بين إيران والعرب

• آذرشب: الكويت هي الوحيدة بين الدول العربية التي ساعدت إيران في تطوير قسم اللغة العربية

• سليماني: الكويت وإيران محكومتان بالعيش في سلام وحسن الجوار ما يتطلب علاقات ممتازة في كل المجالات
قيل قديما إن الثقافة هي لغة التفاهم والتقارب بين الشعوب، ومن هنا انطلقت المستشارية الثقافية الايرانية في الكويت لتأصيل هذه المقولة وجعلها واقعا ملموسا لتعزيز التقارب الثقافي بين إيران والكويت من خلال استضافة وفد ثقافي اعلامي كويتي في طهران، خاض تجربة مفعمة بالمعرفة والاطلاع على خصوصية التجربة الإيرانية في عدة محطات احداها حصص المعرفة والانفتاح على الآخر في جامعة طهران.

ولمس الوفد سعي الفعاليات الثقافية الإيرانية التي التقاها على توثيق عرى التواصل الثقافي مع الجانب الكويتي بما يمثل دفعا نحو تطور العلاقات السياسية بين البلدين لتعكس طموحات الشعبين، فمن النافذة المشرقة في جامعة طهران، «كلية الفنون الجميلة»، أطل رئيس الكلية البروفيسور محمد عزيزي على الوفد الكويتي مؤكدا أن الكويت «منارة ثقافية في الخليج»، مستغربا «عدم قيام علاقات علمية وثقافية موسعة بين إيران وجيرانها العرب رغم أنها تمتلك علاقات واتفاقيات تعاون مع جميع الدول الاخرى بما فيها الولايات المتحدة»، مستشهدا بعودته للتو من كاليفورنيا إذ كان في مهمة علمية وبحثية مع الجامعة.


عزيزي الذي اسهب في التأكيد على ضرورة قيام علاقات ثقافية وعلمية مع الكويت، أكد أن الكلية احتفلت أخيرا بيوبيلها الذهبي، مشيرا إلى أنها تضم خمسة اقسام منفصلة هي «الفن المعماري، والتخطيط المدني، والفنون المسرحية، والموسيقى والفنون البصرية كالنحت وصنع التماثيل والتصوير، إضافة الى قسم التعليم المستقل والذي يشمل التصميم الصناعي.

وتباهى عزيزي بأن «الكلية خرجت كبار الفنانين الايرانيين، الذين فازت غالبيتهم بجوائز في مهرجانات عالمية»، مبديا «رغبة واستعداداً كبيرين في تأسيس كلية للفنون الاسلامية في الكويت»، تعقيبا على كلام رئيس الوفد الكويتي محمد العسعوسي الذي أشار إلى عدم وجود كلية منفصلة للفنون والآداب في الكويت.

ومن البروفيسور عزيزي إلى رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية الايرانية الشيخ الدكتور محمد دارائي الذي تحدث مطولا عن أهمية التعاون الثقافي مع الكويت، منوها باتفاقية التعاون التي وقعت بين البلدين في عام 2001 والتي فتحت الباب واسعا لتبادل الوفود الثقافية.

وشدد على أن «الاسبوع الثقافي-الكويتي الذي ستستضيفه ايران بعد ثلاثة اشهر من الآن اوجد حماسة بين ايران والكويت لتطوير العلاقات الثقافية وحتى السياسية».

ومن بوابة «الفنون الجميلة» دخل الوفد الكويتي على عالم الأدب حيث انتقل الى كلية الاداب والعلوم الانسانية واستمع لشرح واف عن الكلية وتاريخها وتاريخ قسم اللغة العربية فيها بواسطة رئيس مركز الدراسات الثقافية الايرانية العربية الدكتور محمد علي آذرشب الذي أكد أهمية التعارف بين الايرانيين والعرب عموماً والكويتيين خصوصاً لتبادل الثقافات واللغة والتقدم العلمي، معتبراً ان «ما يجري من صراع سياسي حالياً إنما هو صراع قبلي وليد التخلف الحضاري والتباعد الثقافي».

واعترف آذرشب بأن «الفضل يعود في اقامة قسم اللغة العربية الى تعاون فريد من دولة الكويت ممثلة بمؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للابداع الشعري»، مؤكدا ان «الكويت هي الوحيدة بين الدول العربية التي ساعدت ايران في تطوير قسم اللغة العربية حيث اقيمت عدة بحوث لتطوير اللغة بالتعاون القيم مع الدكتور عبدالعزيز البابطين، وإيران ستقوم قريبا عبر جامعة طهران بتكريم البابطين ومنحه دكتوراه فخرية تقديراً لجهوده نظير اصدار كتاب «اللغة العربية والتواصل الحضاري» الذي أعد بالتعاون مع جامعة طهران وجمعت فيه اغلب اسهامات الدكتور سعود البابطين.

من جانبه، قال المساعد العلمي لكلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور طاهري «ان جامعة طهران من ضمن افضل 500 جامعة حول العالم وتفتخر بأنها خرجت عدداً من الاعلام والادباء والمفكرين وتحتفل بعيدها الثمانين كنموذج للتعليم العالي، وتضم 2000 عضو في الهيئة التعليمية موزعين على اقسام مختلفة منها قسم اللغة العربية الذي يعنى بالادب العربي والترجمة، كما يدرس في كلية الاداب والعلوم الانسانية طلاب من مختلف بلدان العالم في اختصاصات الفلسفة والاثار والانسانيات والثقافة واللغات القديمة ويبلغ عدد افراد هيئتها التعليمية نحو 90 استاذاً جامعياً».

ولفت طاهري إلى أن «كلية الاداب بإمكانها ان توفر منحا لطلاب الكويت الراغبين في الدراسة لمدد قصيرة (نصف سنة او سنة) لتعلم اللغة الفارسية، بشروط قبول تحددها المستشارية الثقافية الايرانية في الكويت بناءً على معطيات مقدم الطلب».

وفي حصة أخرى من حصص المعرفة، حضر الوفد ندوة عن سبل تطوير العلاقات الثقافية بين إيران والكويت في رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية استهلها نائب رئيس مركز الانماء العلمي والجامعي في الرابطة قهرمان سليماني مهنئا الكويت بأعيادها الوطنية، مؤكدا أن «مصير المنطقة لا يتجزأ، واذا لم تنعم بالأمان فإن العدو سيتجرأ أن يمد عدوانه إلى دول الجوار»، لافتا إلى أن «الدول تستطيع ان تغير عاداتها وتقاليدها لكنها لا تستطيع ان تغير الجغرافيا، ومن هذا المنطلق فإن الكويت وايران محكومتان بالعيش في سلام وحسن الجوار الذي يتطلب علاقات ممتازة بينهما في كل المجالات، وهذا الامر قائم منذ الثورة الاسلامية في ايران وخير دليل عليه هي الاتفاقيات الثنائية الموقعة، إضافة الى تبادل الوفود، وهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد وتكثيف الزيارات والانشطة والاسابيع الثقافية بين البلدين».

ودعا إلى «التعاون بين منظمات المجتمع المدني وليس فقط على الصعيد الرسمي»، منوهاً بـ «مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين التي نظمت في السابق ندوة للشعر الشيرازي في طهران وكذلك في الكويت».

من جانبه، اعتبر المستشار الثقافي الايراني الأسبق في الكويت حسن محمد خاك رند «الحديث عن إقامة علاقات ثقافية بين البلدين تخطاه الزمن، فالعلاقات موجودة منذ فترة طويلة»، منوهاً بـ«ريادة الكويت في منطقة الخليج في حركة الفن والفكر والابداع من خلال انتاجها الفكري واصداراتها المميزة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الصحف ومجموعة عالم الابداع ومجلة العربي».

وقال خاك رند «ان المستشارية في الكويت دأبت منذ تأسيسها عام 1990 على تعزيز التلاقح الثقافي والحضاري، فالثقافة الفارسية معين لا ينضب، وهناك حركة تأثير وتأثر بينها وبين الثقافة العربية، بل وتمازج عبر العصور من خلال الدين الإسلامي، والعديد من المفكرين وبينهم ابو حنيفة النعمان تبنوا اهداف الرسالة الاسلامية السامية، كما ان رواد النهضة العربية اهتموا بالثقافة الفارسية ومنهم على سبيل المثال محمود سامي البارودي وعبدالوهاب عزام والكواكبي والامام محمد عبده»، مطالبا النخب الفكرية في البلدين «في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة بالعمل على ازالة التوتر وبناء الثقة وتقليص المخاوف بين الشعوب».

بدوره، أطلق مستشار الرئيس الايراني الصحافي والكاتب صلاح زنكنه على ما جرى ويجري في المنطقة من ربيع عربي وثورات مسمى «فورات»، واصفا إياها بـ«التحركات العفوية والعشوائية التي لا تحمل هدفاً كالثورة الفرنسية أو الثورة الإسلامية في إيران».

وبين أن «للكويت ميزة كبيرة هي احتضان الادباء والشعراء الفارين من بلدانهم كما فعلت مع الشاعر العراقي بدر شاكر السياب»، مشيرا إلى أن «منطقة الخليج منفتحة بأقصى الحدود، وتتمتع بموارد مهمة لا بد من إدارتها لتحقيق تنمية داخلية تجعلها مكتفية ذاتياً وأمنيا، فهي تعيش تحديات لا يمكن ان يغفل عنها المثقفون، ولابد من تحقيق الأمن الاقليمي»، مشيدا بـ«دور الكويت التي كانت لها مبادرات ايجابية لبناء الثقة وبناء الامن الاقليمي».

وولج الوفد إلى المكتبة الوطنية في طهران والتقى رئيسها الدكتور واقف زادة الذي أشاد بالتواصل الاجتماعي والتراثي القديم بين الشعبين الكويتي والايراني بسبب القرب الجغرافي، مشيراً إلى انه «بحسب الاحصائيات فإن الكويت لها مكانة متقدمة عن بقية دول الخليج حيث ان نسبة المتعلمين فيها كانت 72 في المئة في التسعينات من القرن الماضي اما اليوم فهي 90 في المئة وهذا ما يؤكد التطور الحاصل في هذا المجال».

وكان للوفد الكويتي فرصة التعرف إلى جامعة الزهراء وطالباتها وهيئة التعليم في قسم اللغة العربية وآدابها، وإلقاء محاضرة تعريفية عن الثقافة الكويتية في مجال اللغة والشعر والمسرح والاعلام المكتوب والتلفزيوني.

وقدمت الدكتورة بتول نبذة عن الجامعة التي تأسست قبل 50 عاماً تحت اسم جامعة فرح تيمناً بزوجة الشاه قبل ان يتم تغيير اسمها إلى جامعة الزهراء بعد الثورة الاسلامية، بعدأن تبرع احد وجهاء طهران بمساحة كبيرة من الارض لتبنى عليها، خصوصا أن الكثير من الأسر المحافظة لم تكن تسمح لبناتها بالذهاب إلى الجامعات المختلطة.

وقالت أنها تضم مركز بحثي في قضايا المرة والأسرة ويتعلم فيها أكثر من 11 الف طالبة وتعطي شهادات الليسانس والماجستير والدكتوراه، وهي تحتوي على 52 قسماً للغة العربية على مستوى ايران حيث ان الدستور الايراني خصوصاً المادة 16 منه تشير إلى ان اللغة العربية وتدريسها واجب في ايران، لذا فإن أكثر من 8 جامعات في ايران تدرس اللغة العربية على مستوى الدكتوراه منها جامعة الطبطبائي وجامعة الامام الصادق، وهناك 37 مجلة تنشر باللغة العربية.

واشارت إلى ان هناك جمعيات غير حكومية تدعم اللغة العربية في ايران منها جمعية النقد الأدبي والجمعية الإيرانية للغة العربية وآدابها، إضافة إلى مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للشعر، كما توجد دور نشر خاصة لنشر النتاج العربي.

وتحدثت الدكتورة بتول عن قلة مصادر اللغة العربية وامتناع الدول العربية المجاورة عن المساعدة في هذا المجال، مشيرة إلى ان الكويت لم ترد على طلب جامعة الزهراء لايفاد طلاب منها الى الكويت لاقامة مخيم تعليمي للغة، وان سلطنة عمان ردت على الطلب نفسه بالايجاب.

واشارت الدكتورة طيبة الى دور الكويت في تنمية اللغة العربية ونشرها عبر مجلة العربي ومجموعة افتح يا سمسم والمؤسسات التي ساهمت في ذلك مثل مؤسسة التقدم العلمي ودار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وغيرها.

ومن الجانب الكويتي تحدثت الأستاذة المساعدة في قسم اللغة الانكليزية الدكتورة طيبة الصادق عن دور جامعة الكويت والمعهد التطبيقي والحركة الطلابية بتطوير اللغتين العربية والفارسية، «بل ان الكويتيين يستخدمون حتى الان كلمات ومصطلحات فارسية مثل دروازة وشرشوب وروزنامة».

من جانبها، تحدثت الأستاذة المساعدة في قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتورة حصة الملا عن تاريخ المسرح والتلفزيون في الكويت وقالت «ان التلفزيون والمسرح بدآ في الخمسينات وبدأ التركيز على تطويرها حيث كانا ولا يزالان يشكلان امتداداً للثقافة العربية والاسلامية بشكل عام والثقافة في شبه الجزيرة العربية بشكل خاص»، مشيرة إلى ان «طبيعة الموقع الجغرافي للكويت يخصها بالتواصل مع بقية الحضارات ومنها الحضارة الفارسية».

بدوره، تحدث الاستاذ بجامعة الكويت والكاتب صلاح الفضلي عن عوامل التفرقة وعوامل الوحدة بين الحضارة العربية والفارسية ودور الثقافة في الجمع بينهما، مشيراً إلى «الكثير من المشتركات التي تجمع ومنها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والمصير المشترك»، لافتا إلى «التحديات التي تفرضها القومية».

وقال «ان الحراك الثقافي في إيران امر مشهود له ولكن النتاج الفكري والادبي يبقى باللغة الفارسية وللأسف هناك تقصير في ترجمته إلى اللغة العربية، كما أن هناك تقصيراً في نقل النتاج العربي إلى اللغة الفارسية»، متسائلاً «لماذا لا تصدر ايران لجيرانها العرب ما تنتجه من أدب وفكر؟».

وحذر من «اللعب على الوتر الطائفي ومحاولة تمزيق الأمة الاسلامية»، منوهاً بـ«ضرورة أن تلعب الثقافة دوراً في إصلاح ما أفسدته السياسة والعمل على إبراز هوية الإسلام الأساسية التي هي المحبة والتسامح والسلام بدلاً من دعوات القتل التي نسمعها ونراها اليوم ترتكب باسم الاسلام وهو منها براء».

وعكست تصريحات رئيس الوفد محمد العسعوسي الامين العام المساعد لقطاع المسارح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ما حققته الزيارة من حالة تواصل ثقافي وفكري إذ أكد أن «الزيارة حققت اهدافها لجهة التواصل مع الجانب الايراني لتطوير العلاقات الثقافية والأدبية، وتنفيذ الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الكويت وايران».

واشار العسعوسي إلى عدد من النشاطات التي ستقام في المستقبل القريب منها استضافة طهران للاسبوع الثقافي الكويتي خلال الاشهر الست المقبلة اضافة الى دراسة توقيع بعض الاتفاقيات لتبادل الخبرات والنتاج الفكري بين البلدين كإقامة مركز متخصص للترجمة من الفارسية الى العربية وبالعكس».

وقال «يجب ألا نكتفي بإقامة نشاطات ثقافية متبادلة تزول مفاعيلها عند انتهاء فترتها، بل يجب التركيز على اقامة مشاريع ثقافية وبحث علمي مشترك يترك بصمة للاجيال القادمة».

دارائي: مستعدون لقبول أعداد غير محدودة من الطلبة الكويتيين

أكد رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية الايرانية الشيخ الدكتور محمد دارائي أن «جامعة طهران على استعداد لقبول طلاب الكويت من دون شروط وبلا محدودية، حتى انه يمكن للطلاب من خارج جامعة الكويت ان يحصلوا على منحة في جامعة طهران على ان يقدموا طلب الانتساب الى المستشارية الثقافية الايرانية في الكويت التي تحدد المعايير اللازمة للقبول».

وتطرق دارائي إلى نشاط المنظمة الثقافية الايرانية، لافتاً الى أن «طهران لديها 92 مركزا ثقافيا ناشطا في العالم، والمنظمة تقوم بتطوير العلاقات الثقافية والعلمية وعقدت اتفاقيات مع عدة دول آسيوية لكنها تولي أهمية كبيرة لدول الجوار وبالتحديد الخليج»، مبينا أن للكويت مكانة عالية وسامية في هذا المجال».

واشار الى «استعداد المنظمة لعقد اتفاقية مع جامعة الكويت وان الحديث بدأ في هذا الخصوص عبر التواصل مع رئيس الجامعة الدكتور عبداللطيف البدر الذي بدوره سيقوم بزيارة قريبة الى جامعة طهران برفقة عدد من عمداء الجامعة لوضع الاسس العريضة للاتفاقية التي ستتيح تبادل البعثات الدراسية بين البلدين»، لافتا إلى «امكانية القيام بأبحاث مشتركة بين أساتذة جامعة الكويت وجامعة طهران، كما انه سيتم التواصل مع مؤسسة ترشيد النشر في طهران لبحث ترجمة النتاج الادبي والفني الايراني الى اللغة العربية وترجمة النتاج الادبي الكويتي والعربي الى الفارسية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي