عبدالعزيز الكندري / ربيع الكلمات

مفخرة بنات الكويت ... ويوم المرأة !

تصغير
تكبير
قبل أيام احتفل العالم بيوم المرأة العالمي، وهو في الثامن من شهر مارس من كل عام، وفيه يتم تسليط الضوء على ما حققته المرأة من نجاحات في مختلف الأصعدة، وتختلف الدول عن بعضها في التعبير عن هذا اليوم. أما في الكويت فمكانتها مخجلة لعدة أسباب، ولعل هناك أسباباً تتعلق بالمرأة نفسها خصوصا الجمعيات النسائية التي لم تسهم في تثقيف وبيان دور المرأة الحقيقي، واقتصار دورها على حضور المناسبات وبعض الحفلات، وتكتل كل مجموعة نسائية على بعض وعدم الانفتاح على بقية شرائح المجتمع، وهي المسؤولية بالدرجة الأولى عن نفسها وانصافها، ولكن هناك نجاحات نسائية خارج إطار مؤسسات المجتمع المدني.

وفي الوقت الذي نجد الناس تسافر للسياحة والراحة في العطل كان هناك وفد نسائي تابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمتمثل في مشروع «ادفع دينارين واكسب الدارين»، قد ترك الراحة وسافر إلى جمهورية جيبوتي والسودان لتقديم العون للفقراء والمحتاجين وتنفيذ أعمال خيرية وانسانية لهم وباسم دولة الكويت، فكانوا حقا سفراء للكويت والمرأة الكويتية، وبرعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي،واحتفلوا مع الأيتام وسفارات الكويت في هذه الدول.


وفي كل سنة يسافر وفد من مشروع «ادفع دينارين... واكسب الدارين» إلى احدى الدول الفقيرة،وذلك لتوفير بيئة تعليمية مناسبة ومحاربة الأمية عن طريق بناء المدارس،حيث توجهوا هذا العام لمنطقة «كسلا» بالسودان والتي تبعد حوالي 500 كيلو متر عن الخرطوم،واستمرت الرحلة 12 ساعة ذهابا وأخرى إيابا،وسط مشقة الطريق،ووضعوا حجر أساس لبناء مدرسة خاصة للفتيات، بعد ذلك عادوا إلى أرض الوطن وسيقومون بجمع المبالغ لهذا المشروع وهم طلبة جامعة،وعلى مدى سنة كاملة... إنهم بحق مفخرة الكويت.

أما زيارة جيبوتي فكانت نقطة تحول لكل زائر، حيث انهم سمعوا عن الفقر والفقراء، ولم يتصوروا أن يصل الفقر إلى هذه الدرجة، «حياة ليس بها حياة»،أناس بلا سكن ولا تعليم، ويقول الدكتور ساجد العبدلي بعد أن زار جيبوتي: رأيت بأم عيني، كيف أن في زمننا هذا الذي جعل العالم قرية واحدة، ولم يعد هناك من شيء يخفى على أحد، أن هناك بشراً لا يزالون يعيشون على هذه الأرض دون أن يجدوا أبسط مقومات العيش، وبالرغم من ذلك لا يزالون يتمسكون بأهداب الحياة، ويتمكنون فوقها من الابتسام لمجرد أنهم لا يزالون أحياء فقط! رأيت بعيني كيف أن الأطفال قد شاخت نظراتهم وكبرت عشرات السنوات وهم لا يزالون في سنوات عمرهم الأولى بسبب صعوبة الحياة وقسوة العيش.

ولكن ارتاحت نفوسهم عندما قاموا بزيارة «مجمع الرحمة التنوي» الذي بنته «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت على مساحة 40 ألف متر مربع ويحتوى على مدارس لجميع المراحل الدراسية،وورش صناعية،وورش خياطة وانتاج للنساء،ومستشفى الرحمة الذي يمثل نقطة وعلامة في تاريخ العمل الخيري الكويتي... وهناك العديد من المجمعات التعليمية مازالت في الطريق.

تجربة السفر إلى الدول الفقيرة تجربة تستحق الإشادة، خصوصا من بنات في عمر الزهور آثرن مساعدة المحتاجين على الاستمتاع بالعطلة، فكانت هي المتعة الحقيقية المتمثلة بالعطاء، ومشروع «ادفع دينارين... واكسب الدارين» مشروع كويتي يستحق الرعاية والدعم، تصدقوا للفقراء ولو بالقليل،لأن القليل الذي لديكم هو كثير جدا بالنسبة للفقراء والمساكين.

akandary@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي