«الدراما التلفزيونية أمن قومي ولها دور مهم جداً»
محمد فاضل لـ «الراي»: «ناصر 67»... ليس تكراراً لـ «ناصر 56»
محمد فاضل
• الدولة المصرية تخلّت عن دورها في الإشراف والإنتاج
• الأعمال الجيدة تجذب الجمهور في أي عصر وظرف
• «الشمندورة» و«أغنية البحر» من مشاريعي المقبلة
• الأعمال الجيدة تجذب الجمهور في أي عصر وظرف
• «الشمندورة» و«أغنية البحر» من مشاريعي المقبلة
اعتبر المخرج المصري محمد فاضل أن مشروع فيلم «ناصر 67» مختلف عن الفيلم السابق «ناصر 56»، موضحاً أن سبب تأخير إنجاز الفيلم يعود إلى عدم وجود إقبال واسع من المنتجين على تلك النوعية من الأعمال.
وأشار في حواره مع «الراي» إلى أن لديه مشاريع درامية عدة منها مسلسل بعنوان «الشمندورة» مأخوذ عن رواية لمحمد خليل قاسم قام بكتابة السيناريو والحوار له أبو العلا السلاموني، ومسلسل بعنوان «أغنية البحر» من تأليف عطية الدرديري:
• في البداية ما قصة فيلم «ناصر 67»؟
- انتهيت من تجهيز مشروع فيلم بعنوان «ناصر 67» وسوف أتناول خلاله مرحلة هامة في تاريخ مصر، مستشهداً بوقائع وأحداث كثيرة من الجيل الجديد لا يعرف عنها شيء، بالرغم من أهميتها وتأثيرها على عقلية وطريقة تفكير الشباب، وهو تأريخ حقيقي في قالب درامي لأهم وأقسى فترات عاشها هذا البلد.
• ولكنك قمت بتقديم عمل من قبل عن ناصر، فلماذا التكرار؟
- بالطبع الأمر بالنسبة إليّ لن يكون تكراراً، فأنا لن أقبل أن أقوم بالتكرار في الأعمال التي أقوم بتقديمها، ولكن هذه التجربة سوف تكون مختلفة بكل المقاييس، فسوف تتناول الفترة التي ذاق فيها المصريون مرارة الهزيمة والنكسة في 67، وهي مرحلة بها الكثير من التناقضات والمواقف التي تعلم هذا الجيل كثيراً من المعاني التي يفتقدها ويحتاجها في هذه الأيام وكيف نتمكن من البناء بعد الهدم والنصر بعد الهزيمة.
• وهل ترى أن الجمهور حالياً لديه الرغبة في مشاهدة مثل هذه الأعمال؟
- الأعمال الجيدة تجذب الجمهور في أي عصر وأي ظروف، والأهم هو أن يكون العمل جيداً، ومن العيب أن نلصق التهم بالجمهور ونتهم ذوقه بالانحراف، فالأعمال غير الهادفة وغير اللائقة هي التي تسيء إلى صناعها والجمهور والمجتمع كله. ولا يمكن أن نلوم الجمهور والمشاهد على عمل سيّئ تم فرضه بنوعية الأعمال السيئة التي تم غمر السوق بها، الجمهور ما زال يتذوق ويحب الأعمال الجادة والهادفة والواعية التي تحترم العقول والذوق.
• ولكن المشاهد اليوم أصبح يبحث عن الأعمال التي تخرجه من المناخ السياسي؟
- ما أنوي تقديمة في «ناصر 67» لا يمكن تصنيفه سياسياً، قبل أن تقول عليه اجتماعياً وواقعياً وصادقاً. في هذه الحالة لن يسأل الجمهور عن تصنيف الفيلم، بل يسأل عن ما الذي يقوله الفيلم وهل يستحق المشاهدة والمتابعة أم لا، فهناك مقاييس كثيرة تقاس عليها جودة الفيلم وليس نوعه فقط.
• وكيف ستتناول عبد الناصر في هذه التجربة؟
- الفيلم لن يكون سيرة ذاتية لجمال عبد الناصر بقدر ما سيكون تجسيداً لحياة وإرادة شعب رفض الهزيمة وواجه الكثير من الصعوبات والمرارة. وبالمناسبة، هو مختلف تماماً عن فيلم «ناصر 56» الذي قدمة الفنان الراحل أحمد زكي.
• وما الذي أخّر خروج الفيلم للنور؟
- للأسف هذه النوعية من الأعمال لا تجد إقبالاً واسعاً من المنتجين لاهتمام المنتج في هذه المرحلة بمقاييس أخرى قد لا تتوفر في هذه النوعية من الأعمال الهادفة والجادة، ولكن ما زلت أقوم بدوري حتى أتمكن من إخراج الفيلم للنور لإيماني الشديد بأهمية هذا العمل في هذا التوقيت تحديداً ودور الفن في تحريك وتثقيف الأجيال الجديدة لتعميق الهوية والانتماء وحب الوطن.
• وماذا عن الأعمال الجديدة التي تستعد لتقديمها؟
- لدي مشاريع عدة منها مسلسل بعنوان «الشمندورة» مأخوذ عن رواية لمحمد خليل قاسم قام بكتابة السيناريو والحوار له أبو العلا السلاموني، ومسلسل بعنوان «أغنية البحر» من تأليف عطية الدرديري، ووجدت في العملين ما هو مميز، ولكن سوف نحسم قريباً أيهما سيكون الأول في مرحلة التنفيذ.
• لماذا تلقي باللوم على الدولة وتعتبرها مقصرة في حق الفن؟
- الدولة تخلّت عن دور هام جداً، وهو الإشراف والإنتاج لتكفل خروج الأعمال الجادة والهادفة كما تمنح الفرصة للمبدعين الحقيقيين. وأتذكر أن الدولة دعمتني في بداية مشواري حين أنتجت لي مسلسل «القاهرة والناس»الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه بالرغم من أنه كان العمل الأول لي بعد أن عملت مساعد مخرج لكثير من الأعمال، فلا بد للدولة أن تعود لدورها.
• ولكن هناك من يرى أن الدولة لديها الكثير من الأمور التي تستحق الاهتمام بشكل أكبر من الفن؟
- هذه النظرة يروجها من ينظر للفن بنظرة سطحية غير حقيقية وغير وافية، وهذا ليس بالقدر الذي يستحقة الفن، فالفن أمن قومي وسلاح هام جداً ومن خلال الفن تضمن الدولة سلامة المجتمع وتوازن أفكاره. والفن هو ليس ما يروج من رقص وسطحية وأعمال هابطة، الفن هو الإبداع والفكر الراقي الذي اعتدنا عليه وتعلمنا منه الكثير وهو أداة للتعليم والإرتقاء بالأفكار والعقول، والأمم تقاس من خلال ما تنتجه من فن وإبداع وهذا بعيد عن الحسابات والعوامل الاقتصادية التي من الصعب إغفالها، فالفن والثقافة والإبداع لها تأثير قوي وهام في الناتج والدخل والعائد القومي. فكيف لا تتدخل الدولة وتضع الفن بين أولوياتها إذا كان هذا الفن قد يكون وسيلة لبث السموم وتخريب العقول.
• ولكن لماذا تخصصت في الدراما التلفزيونية على حساب السينما؟
- ليس تخصصاً بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن بالنسبة إليّ أرى أن الدراما التلفزيونية «أمن قومي» ولها دور هام جداً، حيث تدخل لكل أسرة مصرية، بل وتقتحم على الناس بيوتهم وهي الأنسب لهذا العصر وسط الزحام والتداخلات، فهي تصل للمشاهد في بيته بدلاً من أن يذهب هو، ويبذل معاناة في البحث عنها. لهذا هي تلاقي رواجاً أكبر بكثير من السينما.
وأشار في حواره مع «الراي» إلى أن لديه مشاريع درامية عدة منها مسلسل بعنوان «الشمندورة» مأخوذ عن رواية لمحمد خليل قاسم قام بكتابة السيناريو والحوار له أبو العلا السلاموني، ومسلسل بعنوان «أغنية البحر» من تأليف عطية الدرديري:
• في البداية ما قصة فيلم «ناصر 67»؟
- انتهيت من تجهيز مشروع فيلم بعنوان «ناصر 67» وسوف أتناول خلاله مرحلة هامة في تاريخ مصر، مستشهداً بوقائع وأحداث كثيرة من الجيل الجديد لا يعرف عنها شيء، بالرغم من أهميتها وتأثيرها على عقلية وطريقة تفكير الشباب، وهو تأريخ حقيقي في قالب درامي لأهم وأقسى فترات عاشها هذا البلد.
• ولكنك قمت بتقديم عمل من قبل عن ناصر، فلماذا التكرار؟
- بالطبع الأمر بالنسبة إليّ لن يكون تكراراً، فأنا لن أقبل أن أقوم بالتكرار في الأعمال التي أقوم بتقديمها، ولكن هذه التجربة سوف تكون مختلفة بكل المقاييس، فسوف تتناول الفترة التي ذاق فيها المصريون مرارة الهزيمة والنكسة في 67، وهي مرحلة بها الكثير من التناقضات والمواقف التي تعلم هذا الجيل كثيراً من المعاني التي يفتقدها ويحتاجها في هذه الأيام وكيف نتمكن من البناء بعد الهدم والنصر بعد الهزيمة.
• وهل ترى أن الجمهور حالياً لديه الرغبة في مشاهدة مثل هذه الأعمال؟
- الأعمال الجيدة تجذب الجمهور في أي عصر وأي ظروف، والأهم هو أن يكون العمل جيداً، ومن العيب أن نلصق التهم بالجمهور ونتهم ذوقه بالانحراف، فالأعمال غير الهادفة وغير اللائقة هي التي تسيء إلى صناعها والجمهور والمجتمع كله. ولا يمكن أن نلوم الجمهور والمشاهد على عمل سيّئ تم فرضه بنوعية الأعمال السيئة التي تم غمر السوق بها، الجمهور ما زال يتذوق ويحب الأعمال الجادة والهادفة والواعية التي تحترم العقول والذوق.
• ولكن المشاهد اليوم أصبح يبحث عن الأعمال التي تخرجه من المناخ السياسي؟
- ما أنوي تقديمة في «ناصر 67» لا يمكن تصنيفه سياسياً، قبل أن تقول عليه اجتماعياً وواقعياً وصادقاً. في هذه الحالة لن يسأل الجمهور عن تصنيف الفيلم، بل يسأل عن ما الذي يقوله الفيلم وهل يستحق المشاهدة والمتابعة أم لا، فهناك مقاييس كثيرة تقاس عليها جودة الفيلم وليس نوعه فقط.
• وكيف ستتناول عبد الناصر في هذه التجربة؟
- الفيلم لن يكون سيرة ذاتية لجمال عبد الناصر بقدر ما سيكون تجسيداً لحياة وإرادة شعب رفض الهزيمة وواجه الكثير من الصعوبات والمرارة. وبالمناسبة، هو مختلف تماماً عن فيلم «ناصر 56» الذي قدمة الفنان الراحل أحمد زكي.
• وما الذي أخّر خروج الفيلم للنور؟
- للأسف هذه النوعية من الأعمال لا تجد إقبالاً واسعاً من المنتجين لاهتمام المنتج في هذه المرحلة بمقاييس أخرى قد لا تتوفر في هذه النوعية من الأعمال الهادفة والجادة، ولكن ما زلت أقوم بدوري حتى أتمكن من إخراج الفيلم للنور لإيماني الشديد بأهمية هذا العمل في هذا التوقيت تحديداً ودور الفن في تحريك وتثقيف الأجيال الجديدة لتعميق الهوية والانتماء وحب الوطن.
• وماذا عن الأعمال الجديدة التي تستعد لتقديمها؟
- لدي مشاريع عدة منها مسلسل بعنوان «الشمندورة» مأخوذ عن رواية لمحمد خليل قاسم قام بكتابة السيناريو والحوار له أبو العلا السلاموني، ومسلسل بعنوان «أغنية البحر» من تأليف عطية الدرديري، ووجدت في العملين ما هو مميز، ولكن سوف نحسم قريباً أيهما سيكون الأول في مرحلة التنفيذ.
• لماذا تلقي باللوم على الدولة وتعتبرها مقصرة في حق الفن؟
- الدولة تخلّت عن دور هام جداً، وهو الإشراف والإنتاج لتكفل خروج الأعمال الجادة والهادفة كما تمنح الفرصة للمبدعين الحقيقيين. وأتذكر أن الدولة دعمتني في بداية مشواري حين أنتجت لي مسلسل «القاهرة والناس»الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه بالرغم من أنه كان العمل الأول لي بعد أن عملت مساعد مخرج لكثير من الأعمال، فلا بد للدولة أن تعود لدورها.
• ولكن هناك من يرى أن الدولة لديها الكثير من الأمور التي تستحق الاهتمام بشكل أكبر من الفن؟
- هذه النظرة يروجها من ينظر للفن بنظرة سطحية غير حقيقية وغير وافية، وهذا ليس بالقدر الذي يستحقة الفن، فالفن أمن قومي وسلاح هام جداً ومن خلال الفن تضمن الدولة سلامة المجتمع وتوازن أفكاره. والفن هو ليس ما يروج من رقص وسطحية وأعمال هابطة، الفن هو الإبداع والفكر الراقي الذي اعتدنا عليه وتعلمنا منه الكثير وهو أداة للتعليم والإرتقاء بالأفكار والعقول، والأمم تقاس من خلال ما تنتجه من فن وإبداع وهذا بعيد عن الحسابات والعوامل الاقتصادية التي من الصعب إغفالها، فالفن والثقافة والإبداع لها تأثير قوي وهام في الناتج والدخل والعائد القومي. فكيف لا تتدخل الدولة وتضع الفن بين أولوياتها إذا كان هذا الفن قد يكون وسيلة لبث السموم وتخريب العقول.
• ولكن لماذا تخصصت في الدراما التلفزيونية على حساب السينما؟
- ليس تخصصاً بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن بالنسبة إليّ أرى أن الدراما التلفزيونية «أمن قومي» ولها دور هام جداً، حيث تدخل لكل أسرة مصرية، بل وتقتحم على الناس بيوتهم وهي الأنسب لهذا العصر وسط الزحام والتداخلات، فهي تصل للمشاهد في بيته بدلاً من أن يذهب هو، ويبذل معاناة في البحث عنها. لهذا هي تلاقي رواجاً أكبر بكثير من السينما.