يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله «اللهم اجعلنا عند البلاء من الصابرين» ونتمنى من كل شريف يعمل في الحقل الإعلامي أن يدعو ربه ويحتفظ بهذا الدعاء نصب عينيه لأن الوضع في الآونة الأخيرة يشير إلى ان أي كاتب أو إعلامي يشعر بأن الكتابة ضد التيار مزعجة عليه بالصبر واحتساب الأجر من الله.
نعم نحن نشعر بأن تيار الفساد قد ثبت أطنابه في أرض صلبة دعمت خيمته ذات الظل الجميل دنيويا والمتاح فقط لكل من يتفق مع رؤاها ولا يهاجم أصحابها مؤسسي حركة الإفساد بالبلد والعباد... حتى وإن كنت تشعر بحرارة الشمس مع بداية فصل الصيف لا مكان لك فيها ما لم تتجرد من أخلاقك!
أصبح المتمسك بالقيم والأخلاق لا مكان له وهو من علامات آخر الزمان حيث «يوسد الأمر لغير أهله»، وبالتالي فالمخلص وإن كان متمسكا بالقول المأثور «قل لمن لا يخلص لا تتعب» تجده في «ركن» لا يقترب منه سوى الصالحين وهم للأسف لا يملكون صفة اتخاذ القرار الذي يستطيعون من خلاله تقويم الإعوجاج!
فلا يعتقد البعض بأنني أصور الوضع بالحالة التشاؤمية أو إن الأمر ميؤوس منه... لا وربي إن الله لهم بالمرصاد!
ففي الأحوال العادية يصور الباحثين الحاجة لتوفر «الوضع الفوضوي» ــ Chaos لحاجة في نفس يعقوب لأن القيادي يسمح بها ليراقب الوضع حتى يعرف الفاسد من الصالح وهي حالة لا يجب أن تتعدى 6 أشهر إلى عام على أبعد تقدير وإن تركت لأكثر من هذه المدة فإنها تتحول إلى حالة فوضوية!
نحن نعيش حالا فوضوية على مستوى مجمل القضايا العالقة من خدمات ورعاية سكنية وكهرباء وماء وصحة... واستمرارها يعني أن معشر الصالحين قد ابتلاهم الله ولهذا السبب بدأنا المقال مع قول الشيخ بن عثيمين رحمه الله!
نعم ابتلينا بتدهور قيادي وكل قضية مرتبطة بالشأن العام يتم تسييسها ولن يسمح للقيادي الصالح بالوصول إلى محيط متخذي القرار لأن مبادئه وحوكمته الأخلاقية لا تقدير لها!
قد تكون حملة «تمكين الكفاءات» هي المخرج من هذه «الفوضى» القيادية التي قلبت المعايير رأسا على عقب.. فالحاصل أنك قد تشعر بصداع وأنت تتابع ما ينشر وتضرب بالطاولة و«تصيح» بأعلي صوتك وفي الآخر تفاجأ بأنك على سريرك ممتدا تتقلب يمينا وشمالا ولا تجد منظر حلم جميل تبدأ معه يومك الجديد!
حتى في الأحلام دخلوا علينا... لا تحلم ببيت? لا تحلم بمنصب? لا تحلم بإجادة ابنك طالب المرحلة الابتدائية كتابة جملة مفيدة ولا معرفة بجدول الضرب، ولا تحلم بمشروع إصلاحي!
لا تحلم ما دامت «المادة» و«المصالح» و«الواسطة»/ «النفوذ» هي المعيار في تنصيب القياديين!
ما العمل؟
كن كما أنت وحاول أن تثبت على مبادئك الأخلاقية... إنها ثابتة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi