مؤتمر باريس مؤشر لاستمرار الدعم الدولي للبنان

تفاؤل حذِر بـ «تجاوُز» الحكومة اللبنانية مطبّ البيان الوزاري

تصغير
تكبير
بدأت في الساعات الأخيرة عملية تبريد لأجواء الاحتدام السياسي والاعلامي الذي طبع المشهد الداخلي في لبنان عقب شنّ «حزب الله» حملة حادة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان استتبعت موجة ردود واسعة دفاعاً عن الرئيس على اثر خطابه في جامعة الكسليك الجمعة الماضي الذي انتقد فيه ما وصفه بالمعادلات الخشبية التي تعرقل إصدار البيان الوزاري للحكومة.

وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان رغم عدم توصل اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري الى اي نتائج ايجابية في اجتماعها الاخير مساء اول من امس بما دفعها الى تأجيل اجتماعها الى مساء الجمعة، فان ملامح التبريد المتبادل للاجواء المحتقنة بدت واضحة في مداولات اللجنة بحيث برز اتجاه لدى ممثل «حزب الله» الوزير محمد فنيش الى عزل السجال الذي نشأ بين الحزب ورئاسة الجمهورية عن مداولات اللجنة والمضي في مناقشة صيغة مسودة البيان الوزاري. كما ان ذلك اقترن من الجهة المقابلة بتبلغ الحزب من مستشارين رئاسيين ان سليمان لم يكن يقصد الحزب حصراً بكلامه عن التمسك بمعادلات خشبية في اشارة الى معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» بل قصد جميع مَن يتمسكون بشعارات متصلبة بما يؤخر اصدار البيان الوزاري الذي كان سليمان يطمح الى التوافق عليه قبل توجهه امس الى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي سيعقد اليوم في قصر الاليزيه.


وتشير الاوساط في هذا المجال الى ان الانظار ستتجه اليوم الى مؤتمر باريس الذي سيكتسب اهمية ودلالات من حيث مستوى المشاركة فيه اذ يفترض ان يحضره وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثل الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون نائبه يان اليانسون الى جانب الرئيسين اللبناني والفرنسي وممثلي عدد كبير من المنظمات الدولية. وتؤكد الاوساط نقلاً عن المعنيين في الجانب اللبناني ان المؤتمر لن يتأثر مبدئياً بالخلافات اللبنانية التي اخرت اصدار البيان الوزاري لان الدول المعنية تعتقد ان تشكيل الحكومة الجديدة أزال عقبة اساسية من طريق إقرار رزمة مساعدات ودعم مهم للبنان وان موضوع البيان الوزاري لم يعد عقبة الا في ما يمكن ان يعترض الاجراءات اللبنانية لاحقاً في حال استمرار الخلاف الداخلي.

وتبعاً لذلك تقول الاوساط انه برز اتجاه قوي الى انجاز صيغة مقبولة للبيان الوزاري في اجتماع اللجنة الجمعة المقبل تجنباً لكل ما بدأ يثار من مخاوف حيال الاحتمالات التي يرتبها تعذر التوصل الى اتفاق على البيان ليس اقلها امكان تحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال ما لم تمثل امام مجلس النواب لنيل الثقة قبل انقضاء مهلة الشهر المحددة دستورياً والتي تنتهي في الخامس عشر من مارس الجاري.

واذ تميل الاوساط الى الاعتقاد ان اللجنة ستتمكن في اجتماعها المقبل من التوصل الى تسوية، تلفت الى ان من دلائل ذلك موقف متقدم عبر عنه ممثل كتلة المستقبل النيابية في اللجنة الوزارية وزير الداخلية نهاد المشنوق مشدداً على ضرورة التوصل الى تفاهم حول النقطة العالقة الاخيرة المتعلقة بموضوع ايراد عبارة المقاومة في البيان التي يتمسك بها «حزب الله» فيما تشترط قوى 14 اذار ربط هذه العبارة بمرجعية الدولة.

وتضيف الاوساط نفسها ان كل ذلك لا يعني ان الامور ماضية حتماً الى تذليل العقبة التي تعترض انجاز البيان الوزاري اذ ثمة وزراء ووسطاء لا يزالون يشككون في ان يفضي الاجتماع المقبل الى انهاء الخلاف ويتوجسون من وجود قرارات خفية لدى اكثر من فريق بعدم انجاز اجراءات وصول الحكومة الى المثول امام مجلس النواب بما يحوّلها حكومة تصريف اعمال.

ويقول هؤلاء انه من منطلق هذه الشكوك لا بد من رصد الاصداء التي سيتركها مؤتمر باريس على المناخ الحكومي والسياسي وما اذا كان سيشكل رافعة جديدة للحكومة ام العكس. ويجري العمل، في انتظار الموعد المقبل للجنة الوزارية، على التوصل الى صياغة «السطر الاخير» للتسوية بما يكفل اقراره فور انعقاد اللجنة في حال توافر القرار السياسي.

وكان الرئيس اللبناني غادر الى باريس يرافقه كل من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي وزّع على أعضاء الوفد نص التقرير الذي اعده في شأن إغاثة النازحين السوريين، والذي يتلخص بـ»صيانة الارض» التي تحتضن هؤلاء النازحين.

وقبيل مغادرته اوضح درباس في تصريح صحافي أن المؤتمر في أعقاب لقاء القمة الذي سيجمع الرئيس سليمان والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه، سيناقش المشروع الذي اعده البنك الدولي من اجل دعم لبنان على ثلاث مراحل، فورية ومتوسطة وبعيدة المدى، مشيراً إلى ان المشروع يلحظ مساعدات للبنان بقيمة 700 مليون دولار ضمن المرحلة الفورية، ومليار و700 مليون للمرحلة المتوسطة، و7 مليارات دولار للمرحلة البعيدة المدى.

بعد التقارير عن زيارته المرتقبة للسعودية

عون: أنا مَن يعلن عن أي تحرك لي وخلاف ذلك لست معنياً به

| بيروت – «الراي» |

بعد التقارير التي حددت اليوم موعداً لزيارة له الى المملكة العربية السعودية، «غرّد» رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون عبر حسابه على موقع «تويتر» أنه «يتم التداول في الاعلام من حين لآخر عبر اشاعات عن تحركات وزيارات قام أو سيقوم بها»، موضحا أن «أي تحرك له هو من يعلن عنه وفق ما تسمح به اجراءات امنية، وخلاف ذلك ليس معنياً به».

ويُذكر ان زيارة عون للسعودية باتت وفق المعلومات المتقاطعة مسألة وقت وينتظر ان تكون من ضمن سلسلة لقاءات ستعقدها القيادة السعودية مع شخصيات لبنانية وبينها ايضاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وذلك في اطار متابعتها للوضع اللبناني في ضوء استمرار تداعيات الأزمة السورية عليه واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي