مهندسات هجرن المكاتب ليتابعن محطات التحويل وشبكات الخطوط الهوائية على حدود الكويت

«أخت الرجال»... بأناملها الناعمة روّضت الكهرباء

تصغير
تكبير
مطالب المهندسات:

• بدل مواقع نائية

• بدل العمل الإضافي بشكل مستمر

• سيارات للذهاب إلى المواقع

• نوف العنزي: أردنا إثبات وجودنا في العمل الشاق ... والخطر معنا في كل حين

• إيلاف أبوفرسن: أجد نفسي في هذا العمل وأكتسب خبرة تكون زادا مستقبليا لي

• شيماء الفيلكاوي: عملنا يتطلب التركيز والدقة فأي خطأ قد يؤدي إلى الموت

• جنان السعد: راضية عن عملي وأسعى للتطوير دائما بسبب حيوية مشاريع الوزارة

• حصة العومي: المهندسة الكويتية قادرة على تحمل أعباء المسؤولية وجديرة بالثقة
لم تترك العادات والتقاليد تحدد مصيرها وترسم لها طريق حياتها، كما فعلته مع أمها وجدتها في السابق.

فمنذ أن اختارت تخصصها الجامعي رسمت معالم طريقها الذي يتصف بالوعورة والمطبات، لكن طموح المهندسة الكويتية لإثبات جدارتها في مواقع العمل الداخلية والخارجية، وبفضل إيمانها بأهمية عملها تخطت كل ذلك، مرسخة مقولة «أخت الرجال».


فمن كان يتخيل قبل عقد من الزمن ان تقوم تلك المهندسة بتركيب وفحص كافة معدات محطات التحويل الرئيسية؟ ومن تصور أن تذهب إلى أقصى نقاط الحدود لفحص وتركيب شبكة الخطوط الهوائية؟

نعم لم يكن ذلك واردا... ولكن بفضل إصرار مجموعة من المهندسات على إثبات وجودهن وقدراتهن، وبفضل دعم وتشجيع مسؤولي وزارة الكهرباء والماء لهن، تحول حلمهن إلى حقيقة، واستطعن منافسة زميلهن المهندس في مواقع عمله الخارجية التي كان يعتقد أنها ستظل حكرا عليه.

هجرن الوظائف الناعمة، ولم يبالين بما يحيط بطبيعة عملهن المحفوف بالمخاطر، بل خاطرن بأنفسهن، كل هذا لتثبت المرأة الكويتية أنها تستطيع مقارعة الرجل، وتصحيح المفهوم النظرة الخاطئة للمرأة الكويتية.

«الراي» التقت مجموعة مهندسات في مواقع عملهن، وتعرفت على الأسباب والدوافع التي قادتهن للعمل في مثل هذه التخصصات، وتفضيلهن لها على المواقع الأكثر راحة والتي تناسب طبيعة الأيدي الناعمة.

وترى مجموعة من هؤلاء المهندسات ان الميول والرغبات عوامل رئيسية دفعتهن للالتحاق بمثل هذه التخصصات والعمل في مواقع الوزارة المختلفة، سواء الداخلية أو الخارجية، لإظهار دورهن في المجتمع كفتيات قادرات على العمل الشاق في المواقع المختلفة.

«الخطر معهن»

المهندسة نوف العنزي التي كانت منهمكة في متابعة وفحص معدات إحدى محطات التحويل الرئيسية، تقول إن «ميولي هو الذي دفعني إلى اختيار تخصص الهندسة الكهربائية من بين بقية التخصصات، وكما ترى ان طبيعة عملنا تختص بالإشراف على تركيب وفحص كافة المعدات في محطات التحويل الرئيسية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها، تمهيدا لربطها بالشبكة الكهربائية».

وبشيء من الفراسة استطاعت العنزي قراءة ما يدور في ذهننا من أسئلة، فقالت وهي تبتسم «طالما ان الموضوع يتعلق بطبيعة عمل المهندسة الكويتية ربما تريد معرفة تفضيلنا للعمل في المواقع الخارجية؟» وأكملت حديثها دون أن تمنحني فرصة التأكيد على فطنتها وذكائها، لقدرتها على معرفة ما يدور في ذهني من أسئلة «أفضل العمل في الموقع لان طبيعة تخصصي هي في الأصل عملية أكثر منها إدارية، وهذا الأمر يتيح لنا فرصة اكتساب خبرات عمليه في هذا المجال وإظهار دورنا في المجتمع كفتيات قادرات على العمل الشاق في مختلف المواقع».

وتخالف العنزي من يقول ان طبيعة عمل المهندسة بوجه عام خصوصا المهندسة الكويتية لا يتناسب مع طبيعة العمل الذي يتطلب قوة بدنية، وتقول «هذا الكلام غير صحيح، فالبعض ربما يعتقد اننا نحمل معدات وأثقالا في المحطة، وهذا غير صحيح لأن مثل هذه الأعمال التي تتطلب قوة بدنية من تخصص العمال المختصين بحمل وتركيب المعدات، بينما يقتصر دورنا على الإشراف الخاص بسلامة التركيب وفحص الأجهزة التي تتطلب الدقة والتركيز لتفادي اي مشكلة.

وتشير إلى بعض المخاطر التي تواجهن أثناء تأدية عملهن وتقول «أحيانا نواجه صعوبة في العمل تتمثل في خطر بعض المعدات والجهد الكهربائي العالي الذي نتعرض له والذي يتسبب أحيانا في إحداث حرائق تؤدي إلى الموت»، وتتابع «ان التمرس في العمل يكسب المهندس أو المهندسة نوعا من الخبرة في طريقة التعامل مع الأجهزة بحيث لا يعرض نفسه لمخاطر، ولكن بالنهاية الأعمار بيد الله».

وتتمنى العنزي ان تحصل المهندسات على حقوقهن المتمثلة في صرف بدل مواقع نائية وإضافي بشكل مستمر وتوفير سيارات للذهاب بها إلى المواقع، حيث تقول «إن سياراتنا الخاصة تهالكت بسبب الطرق غير المعبدة المؤدية إلى تلك المواقع».

وتتفق المهندسة إيلاف أبوفرسن مع زميلاتها نوف العنزي في عدة نقاط أبرزها تفضيلها العمل في المواقع الخارجية، وتقول ابو فرسن « ان العمل في المواقع الخارجية يكسب المهندس خبرة أكثر يمكن الاستفادة منها مستقبلا».

وعن النصيحة التي يمكن ان تقدمها ابوفرسن للمهندسات حديثات التخرج تقول «أنصحهن بالعمل في الأماكن التي يجدن أنفسهن فيها سواء كانت داخل المواقع أو خلف المكاتب».

خبرات ملموسة

وتقول المهندسة شيماء الفيلكاوي «نقوم أنا ومجموعة من المهندسات العاملات في قطاع شبكات النقل، بالإشراف على تركيب المعدات في المحطة، وفحصها من الألف الى الياء لنتأكد من سلامتها وصلاحيتها تمهيدا لربطها بالشبكة».

وتؤكد ان العمل في المواقع الخارجية يتيح لنا اكتساب خبرات ملموسة تساعدنا في تطبيق ما تم تدريسه لنا في مرحلة التعليم الجامعي.

وحول مطالبهن التي يردن تحقيقها، قالت «نريد الحصول على حقوقنا كمهندسات مواقع، حيث ان البدلات مثل بدل النائية والإضافي لا تُصرف لنا بشكل مستمر، ولم تُوَفّر لنا سيارات من الوزارة لنذهب بها للمواقع حيث اننا نعمل بمناطق قيد الإنشاء وبعض الطرق المؤدية إلى تلك المواقع غير معبدة لدرجة أن سيارتنا الخاصة تهالكت.

وتشير إلى أن طبيعة عملها في تركيب وفحص معدات محطات التحويل يتطلب نوعا من الحذر والتركيز والدقة لأن أي مشكلة يمكن أن تسبب إصابات من شأنها أن تؤدي الى الموت أحياناً لاننا نتعامل مع جهد عال.

من جانبها تقول المهندسة جنان السعد ان طبيعة عملها تشمل دراسة وتصميما والاشراف على مناقصات وعقود الوزارة، لتوفير الطاقة الكهربائية لتغذية مشاريع الدولة الخاصة بالقطاع النفطي ووزارة الأشغال والإسكان، وغيرها من وزارات وهيئات وقطاعات الدولة الحكومية والخاصة، كما يقمن بدراسة واعتماد المستندات المقدمة من قبل المقاولين للعقود، والتأكد من مطابقتها لمواصفات الوزارة والمواصفات العالمية ومعاينتها في موقع العمل.

وعن طبيعة عملها تقول السعد «إن طبيعة عملنا تشمل العمل خلف المكتب وداخل المواقع، وأنا أرى الأمر هو الوضع المناسب، حيث ان العمل الدائم في المواقع يكون صعبا على الإناث».

وحول المعوقات التي تواجهن أثناء تأدية عملهن، قالت «لا بد من وجود معوقات في أي عمل، إلا أن المهندسين والمسؤولين في وزارة الكهرباء والماء دائما ما يحاولون جاهدين تخطي تلك المعوقات وتذليلها، علما بأن المعوق الأكبر في عملنا هو تخصيص المسارات اللازمة لتمديد الكيبلات، خصوصا في المناطق الحيوية وذلك بسبب اكتظاظ تلك المناطق بالخدمات القائمة.

وربما تختلف السعد قليلا عن سابقاتها حول رأيها ونظرتها لعمل المهندسة الكويتية في مواقع العمل الخارجية، حيث تقول «بالنسبة للإناث وطبيعة الفتاة والعوامل الاجتماعية الأخرى المتمثلة في العادات والتقاليد أعتقد أنه من الصعب العمل في بعض المواقع الخاصة بوزارة الكهرباء والماء، إلا أن المسؤولين في الوزارة دائما ما يحاولون مراعات تلك الأمور وتوفير جو العمل المناسب للمهندسات في الوزارة سواء في المكاتب أو داخل المواقع.

وعن مدى رضاه عن عملها تقول « إنني راضية عن عملي إلا أنني دائما أسعى إلى تطوير وتحسين العمل وذلك بسبب حيوية مشاريع الوزارة بالنسبة للدولة والمصلحة العامة».

من جانبها تؤكد المهندسة حصة العومي قدرة المهندسة الكويتية وتقول «ان المهندسة الكويتية قادرة على تحمل أعباء العمل والمسؤولية وتستحق أن تكون جديرة بالثقة».

وترى العومي ان العمل داخل المكاتب لا يختلف عن العمل بالمواقع الخارجية، «فكل عمل له محاسنه ومساوئه، إلا ان العمل داخل المواقع الخارجية يعرضنا للظروف الجوية التي عادة ما تكون حارة طيلة أيام العام، ولكن إيمانا بطبيعة عملنا تجعلنا أكثر إصرارا على مواصلات عملنا تحت أي ظروف».

إشادة بالمسلم وخلفه

أشادت جميع المهندسات بجهود الوكيل المساعد لقطاع شبكات النقل السابق المهندس صالح المسلم، لتشجيعه ودعمه لهن منذ البداية العمل في المواقع والمحطات.

وأضفن «ان المهندس المسلم اشرف على تدريبنا داخل وخارج الكويت من خلال الدورات التدريبية المكثفة واتاح لنا الفرصة لكسب الخبرات العلمية والعملية في مجال تخصصنا، وطلب منا الاعتماد على انفسنا كمهندسات كويتييات قادرات على القيام بنهضة البلد الذي أعطانا الكثير».

وقالت بعض المهندسات ان الوكيل المساعد لشبكات النقل المهندس جاسم النوري يسير على خطى المسلم في ما يخص دعمه ومساندته للمهندسة الكويتية.

لفتة كريمة للوزير

اعتبرت المهندسات ان قيام وزير الكهرباء والماء وزير الأشغال العامة عبدالعزيز الابراهيم بتكريم المهندسة الكويتية بمثابة لفتة كريمة من شأنها ان ترفع من معنويات المهندسات وتزيد من حماسهن في مواصلة اعمالهن بالهمة نفسها والكفاءة.

المرة الأولى

للمرة الأولى في تاريخ الكويت تم تدريب وتأهيل 9 مهندسات كويتيات للقيام بالإجراءات والفحوصات التشغيلية لمحطات التحويل الرئيسية، وقد نجحن في إجراء عمليات فحص محطات التحويل الرئيسية في منطقة شرق القرين.

75 في المئة من عدد الخريجين

تمثل نسبة المهندسات حديثات التخرج 75 في المئة من إجمالي عدد دفعة الخريجين، الأمر الذي يحتم على الوزارة وبقية وزارات الدولة الاستفادة من قدراتهن في العمل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي