«مجبرة على العمل (على رقبتي)... ولو بالتابوت بدي اشتغل»

سينتيا كرم لـ «الراي»: طعم السقوط المريع ذاقه كل من خاض تجربة تلفزيون الواقع

تصغير
تكبير
• لم أتمكن من حضور العرض الأول لفيلم «نسوان» بسبب الحداد على والدي

• شاركتُ في «ستار أكاديمي» كي أتعلم لأنه يجمع بين كل شيء ومن ضمنها الشهرة

• أزعل على زملاء لي في «ستار أكاديمي» لأنهم يعلّقون آمالاً على شيء غير موجود
تعيش الفنانة سينتيا كرم ألم خسارة والدها الذي رحل عن هذه الدنيا، ولكنها تبدو مجبرة على نشاطها الفني مع الفنان جورج خباز الذي تشاركه مسرحية «ناطرينو» حتى في عزّ حزنها لأن توقفها يعني توقف المسرحية وقطع رزق 140 عائلة تعتاش من هذا العمل.

سينتيا التي لم تحضر العرض الأول لفيلم «نسوان» بسبب ظروف الحداد، تحدثت في حوار مع «الراي» عن تجربة ما بعد «ستار أكاديمي» الذي شاركت في الموسم الأول منه وعن حالة «السقوط» النفسي التي عاشتها، ثم قرارها بالاستمرار لأنها اعتبرت أنها كانت موجودة قبل هذا البرنامج وظلت موجودة بعده. كما أشارت إلى تجارب زملائها الذين لا يزالون يعيشون حلماً غير موجود. وأكدت على مستوى الغناء، أنها لن تخوض التجربة إلا من خلال أعمال تذكّر الناس بها إلى ما بعد مليون عام!


• هل حضرت العرض الأول لفيلم «نسوان»؟

- لم أتمكن من حضور العرض الأول لفيلم «نسوان» بسبب الحداد على والدي الراحل. كل ما أستطيع قوله أتمنى أن يكون الفيلم خيراً على شركة «اي شوك برودكشن»، لأن أصحابها «بياخدوا العقل» وبذلوا كل ما في وسعهم من أجل الفيلم. هم أشخاص راقون جداً وغير مبتذلين والتعامل معهم كان رائعاً وأتمنى أن يحظى الفيلم بإعجاب الناس لأن فكرته جميلة جداً، وأشعر بالحماسة مثل كل المشاركين في الفيلم كما بالشركة المنتجة، لكن ظروفي لا تسمح لي بمغادرة الفراش والتواجد في الـ«avant premiere» لأنني بالكاد أغادر البيت إلى المسرح. ولا شك أن شركة «اي شوك برودكشن» ستتفهم وضعي وهم في كل الأحوال أشخاص متفهمون وقدموا لي الدعم.

• لماذا نشعر وكأنك لا ترغبين في الغناء وكأن عالم التمثيل استهواك أكثر من عالم الغناء، مع الإشارة إلى أننا لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي هذا الإحساس؟

- هذا الكلام غير صحيح، وكل ما في الأمر أنني لن أقدم عملاً «كيف ما كان». فإما أن أدخل الغناء وتكون «دعستي مرتبة» وإما لن أدخله أبدأً. لا أريد أن أقدم أي عمل لمجرد أن أقول «أنا غنيت».

• لكن هناك الكثير من الأغنيات الناجحة في السوق، ما مواصفات الأغنية التي تبحثين عنها؟

- عندما أغنّي يجب أن يتحدث الناس عني إلى ما بعد مليون سنة لأنني أرفض أن أقدم أغنية تجعلني «أشعشع» لمدة عام كامل ثم أختفي بعدها. مهنة الغناء لا تقتصر على مجرد طرح أغنية «وانهبلنا وانزلنا».

• وهل الكثيرون هم الذين «ينهبلون وينزلون»؟

- ليس بالضرورة أن تكتبي هذه الجملة بالخط العريض، ولكنك فهمت ما أقصده من كلامي.

• تريدين أعمالاً تسمح لك بترك بصمة حتى المليون سنة المقبلة، ولكن أين هي تلك الأعمال التي تتوافر فيها المواصفات التي تطلبينها في الأغنية... هل هي موجودة فعلاً أم أنها غير موجودة؟

- ما دامت هذه الأعمال غير موجودة فلن أغني، ولكنني أعرف جيداً أنه يوجد الكثير من الأعمال التي تتوافر فيها المواصفات التي أطلبها في الأغنية ولكن المنتجين لا يرونها. الناس متعطشون للأعمال الجيدة والراقية ومَن يتحمل المسؤولية هم المنتجون، لأن الناس يسمعون ما يُقدّم لهم.

• انطلاقاً مما تقولينه، يتساءل الكثيرون عن السبب الذي جعلك تشاركين في برنامج «ستار أكاديمي»... فهل الشهرة هي التي تقف وراء تلك المشاركة؟

- كلا. عندما دخلتُ إلى «ستار أكاديمي» كنت أعرف أنه برنامج أكاديمي. هو يشبه الأكاديمية، ولكنه يعرض مباشرة على الهواء. أنا دخلت إلى البرنامج كي أتعلم منه، لأنه يجمع كل شيء ومن ضمنها الشهرة. التجربة كانت جميلة وممتعة ومن المهم جداً أن نعيش تجربة «تلفزيون الواقع»، ومَن تسنح له الفرصة فإنني أشجعه عليها لأنها حلوة وغريبة وحتى قرار المتابعة بعد حالة «السقوط»، كلها تجارب مهمة له.

• تقصدين حالة «السقوط» بعد انتهاء البرنامج؟

- طبعاً. عند عرض برامج تلفزيون الواقع يكون الشخص في أوج شهرته، وعند انتهائها ينساه الناس، ويأتي دور أشخاص غيره كي يعيشوها. حالة السقوط هذه يتعلم منها الشخص الكثير، لأنها تعلّمه كيف يعود ويبدأ من مرحلة الصفر، بالإضافة إلى أمور أخرى لن يفهمها إلا الشخص الذي خاض تجربة برامج «تلفزيون الواقع». لا أحد سوانا يعرف «السقطات» التي نسقطها والأوجاع التي نعيشها وكيف كنا نفكر، خصوصاً أننا كنا صغاراً في السن.

• هل تقصدين أن الأضواء التي سُلطت عليكم لمدة 4 أشهر جعلتكم تشعرون بأنكم نجوم وفجأة سحبت تلك الأضواء؟

- لم نكن نشعر بأننا نجوم، بل كنا نجوماً بالفعل في برنامج «ستار أكاديمي»، وبمجرد انتهاء البرنامج كان يجب أن تحصل متابعة ولكنها لم تحصل.

• وهل شعرتم فجأة بأنكم لا شيء؟

- كلا لم نشعر بأننا لا شيء، أنت تخلطين بين «نحن شو» وكيف ندخل إلى الحياة الفنية. إما أن نكمل المشوار في المجال الفني ونستمر وإما نفشل في العمل و«بنفوت بالحيط»... أنت تخلطين بين الحالة النفسية والحالة المهنية.

• ولكن النتيجة واحدة، فمن يعمل ويستمر سيشعر بأنه جيد نفسياً، بينما مَن يكون مشهوراً ولكنه لا يجيد التخطيط ولم يكمل المشوار، تنحسر عنه الأضواء وسيعيش حالة من الضياع؟

- ولذلك مطلوب أن يجيدوا متابعتنا، خصوصاً أننا صغار في السن ولا نعرف في الأمور الفنية.

• وهل أنت دخلت مرحلة السقوط المريع، وكيف تجاوزتِها؟

- كلنا عشنا هذه المرحلة. لا يوجد شخص خاض تجربة تلفزيون الواقع إلا وتذوق طعم السقوط المريع.

• كيف تصفين الحالة النفسية التي عشتها في تلك المرحلة؟

- عشتُ حالة اكتئاب كبيرة جداً واحتجت إلى وقت كبير كي أعود وأستوعب أنني «بني آدم» وكيف أقف على قدميّ مجدداً وكيف أكمل الطريق وكأن شيئاً لم يحصل.

• وكيف تحققتْ مرحلة استعادة التوازن النفسي وهل هي كانت مع جورج خباز؟

- لا، بل أنا استعدتُ توازني من تلقاء نفسي.

• واتخذتِ قراراً وأكملتِ بعدما وصلت إلى قناعة بأن الدنيا لم تنته بعد انتهاء برنامج «ستار أكاديمي»؟

- أنا فكرت واتخذت قراراً بأنني مثلما كنت موجودة قبل برنامج «ستار أكاديمي» فإنني أستطيع أن أكون موجودة أيضاً بعده. ولذلك، دخلت الجامعة وتابعت دراستي ثم عدت وأكملت من الصفر، إلى أن شاهدني جورج خباز عندما كنت أمثل في الجامعة في مشروع مسرحي مع الفنانة عايدة صبرا.

• كم تبلغ نسبة خريجي «ستار أكاديمي» الذين هم مثلك مقابل الذين ليسوا مثلك... وهل تعتبرين نفسك محظوظة لأنك «خرجتِ محمية» من التجربة؟

- لا يوجد أحد محميّ من التجربة، وأنا حميتُ نفسي بنفسي. أنا كل شيء. أنا ربيتُ نفسي في كل شيء.

• هل تتأسفين على زملائك الذين ظلوا متمسكين بالحبال المعلقة في الهواء، خصوصاً أن البعض منهم يتسكع في الطرقات؟

- طبعاً أنا أزعل عليهم لأنهم يعلّقون آمالاً على شيء غير موجود، وعندما أكون معهم أحاول أن أقول لهم «لكم هويتكم بصرف النظر عن أي أحد. اغتنموا الفرصة وابدأوا من جديد وقدموا شيئاً يشبهكم». أنا أحاول قدر المستطاع أن أكون إلى جانبهم لأنني استوعبت هذه الناحية، ولذلك أحاول أن أقدم لهم الدعم قدر استطاعتي.

• ربما مشكلتهم أنهم لايزالون يشعرون بأنهم نجوم وأنه يجب أن يتم التعامل معهم على هذا الأساس؟

- البعض أدرك الحقيقة والبعض الآخر لم يدركها أبداً. هناك مَن أصابه المرض وهناك أيضاً مَن لايزال مريضاً.

• هل هم يعانون عقدة النجومية؟

- كلا، لا يمكن أن نقول إنهم يعانون من عقدة النجومية...لا يصحّ أن نختار هذه التسمية على وضعهم.

• وما التسمية المناسبة؟

- لا أعرف ما اسمها، ولكنها حالة نفسية مزرية جداً. إنها حالة موجعة فعلاً.

• ولهذا السبب هناك من يوجه اللوم إلى برامج الهواة، لأنها تتخلى عن المواهب بعد أن يكونوا قد عاشوا النجومية؟

- لا يمكن توجيه اللوم إلى برامج الهواة، لأنها موجودة في كل العالم. فكما نحن بحاجة إليها، فإنها هي أيضاً بحاجة إلينا، ولكن المشكلة أن أصحاب المواهب يتعلقون بها مع أنهم يعرفون جيداً ومن خلال تجربة الذين سبقهم إليها، بأنهم لن يصلوا إلى أي مكان إذا لم يكونوا شيئاً أو إذا لم يعرفوا كيف يعملون ويستمرون.

• وهل تحمّلين برامج الهواة مسؤولية عدم إنتاج أعمال للمواهب التي تتخرج منها، أم أنها ليست مسؤوليتهم في الأساس؟

- برامج الهواة لا تتحمل مسؤولية إنتاج أعمال للمواهب، بل تقع المسؤولية علينا لأنه مطلوب منا أن نعرف كيف نجيد العمل. في جميع دول العالم أصبح مطلوباً من الفنان أن يكون كاتباً وملحناً وموزعاً ومؤدياً ومنتجاً لأعماله كي ترضى شركات الإنتاج بالتعامل معه على أن يقتصر دورها على توزيع أعماله فقط، إذ يجب أن يكون صاحب هوية فنية.

• هل ستعتمدين هذه الطريقة كي تفرضي نفسك في مجال الغناء؟

- حالياً، لن أفعل شيئاً... كل ما يجب أن أفعله في المرحلة الحالية هو أن أقف على قدمي مجدداً بعد وفاة والدي.

• وبالنسبة إلى المرحلة اللاحقة؟

- أنا لا أفكر بشيء، «بدّي جرّب عيش».

• وكيف حالتك بعد وفاة والدتك؟

- أنا مجبرة على العمل «على رقبتي ولو بالتابوت بدي اشتغل»، توجد «140 عائلة في رقبتي» هل أقول لهم لا أريد العمل؟

• ومَن هي الـ 140 عائلة؟

- فريق العمل في المسرحية. إذا أنا توقفت عن العمل، فلا شك أن العمل نفسه سيتوقف. هل أقول لهم أنا لا أريد العمل لأنني متعبة نفسياً؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي